الخدمة السريةالتجسس انتقام وتأثر عقائدي أجنبي وصديق!

التجسس اداة الحرب النفسية وقاعدة البيانات عن العدو وعنصر فعال بالقتال والجواسيس من رعايا العدوومن الأجانب مهما تنوعت أهدافهم ومصالحهم المالية والشخصية والسياسية كلها تخدمالنصر في المعركة .

تنتهي المعارك والحروب وتنشر الصحف أسرار الجواسيس فيها تفاخر وللتاريخ وللبحوث والدراسات لبناء مجتمعات خالية من التلوث الحضاري السبب الأول أعتقد وراء ظاهرة التجسس ويعني دخول أفرادللمجتمع من اللاجئين والزوار والمقيمين والحاصلين على الجنسية ومعاملتهم بمستوىالمواطن وفي السعودة مثال يسمى هؤلاء بقايا الحجيج ! , كما يذكر المهندس سرمدعقراوي بمقال له يصفهم بذلك , وفي العراق مثال _ عشائر ادعت العروبة والأسلاموتبين بعد سقوط نظام صدام انهم من أيران , وتبؤا مناصب عليا بالقوات المسلحة ومنهمرئيس الأستخبارات العسكرية على التوالي هربوا للخارج ولجؤا الى امريكا وتحولواللمعارضة السياسية ومنهم أبنه خريج كلية الأمن القومي ورئيس قسم أسرائيل فيالمخابرات العراقية المدعو ( احمد ) ابن ( نزار الخزرجي) وكانوا أستغلوا لقبالمدينة للتغطية على العشيرة والعائلة كونهم من سكنة مدينة سامراء التي فضلها صدامعلى باقي مدن العراق , وثم بعد الأحتلال الأمريكي تبين أن وزير الدفاع الاخيرورئيس المخابرات ومجموعة من المسؤولين الصداميين كانوا أصدقاء أمريكا ومتعاونونمعها وأطلق سراحهم بينما أعدم سكرتيره , والتأثر العقائدي الديني نموذج له مجموعةمن العاملين في مخابرات صدام عملوا على أيران الأسلامية واعتنقوا فكر وعقيدةونظرية الحكم فيها وبعضهم اكتشف امره وأعدم ذكرنا تفصيليآ ذلك بكتابنا مذكراتدبلوماسي عراقي الصادر عام 2010م,ورئيسجهاز مخابرات صدام بالثمانينان ( فاضل حسين البراك ) اعدم من قبل صدام نهايتها بعدوشاية من ( الخياط 9 دبلوماسي عراقي مخضرم وكشف تعاونه مع المخابرات الألمانيةوكانت البديل على أرض العراق عن أمريكا وحلفاءها , ويذكر الكاتب الأمريكي ليوناردفولكتر قصة الجاسوس الأيرلندي الأسكتلندي جون هيو نيومان يقول_في الأيام العصيبةمن شتاء سنة1776م ,عبرت قوات جورج واشنطون نهر ديليوير وأستولت على مدينة ترنتونبينما كانت تضاءلت فرص القوات البريطانية وحلفاءها بالنصر وأعتبرها هدية الرب فيعيد الميلاد بعد هزيمة قبل خمسة أشهر تلقت أقوى هزيمة من البريطانيين وحلفاءهم فينيو يورك وطاردت جورج واشنطون عبر نيوجرسي وأعلن اللورد كورنولس قائد البريطانيينالنصر على قوات جورج واشنطون وتفاءل بسرعة العودة منتصرآ الى بريطانيا , وكتبواشنطون الى اخيه رسالة من بنسلفانيا في يوم18ديسمبر 1776م يقول فيها _أعتقد أننااقتربنا من الهزيمة النهائية ومامن أحد واجه صعوبات أشد من التي نواجهها !,لكن بعد7أيام دفع قواته بهجوم وأقتحم مدينة ترنتون ودخلها منتصرآ, _ماالذي حدث خلالالآيام السبعة وأبدل الحال تبديلآ كليآ؟, أنها المهمة السرية التجسسية التي قامبها الجاسوس جون هيونيومان (46)عامآ من العمر آنذاك, الجاسوس لصالح واشنطون ,كانخادم عرف عنه ولاءه للنكليز يخدمهم بعمله في قوات الجيش بصفة قصاب وجاسوس علىالأمريكان , وفي يوم 22ديسمبر 1776م خرج كعادته الى المزارع غرب ترنتون يمارسالصيد ليقتنص عجل أو بقرة ليذبحها ويقدم اللحم طعام لهم , لكنه وقع أسيرآ لدى قواتواشنطون وأدعى أن الفرسان الأمريكان أسروه , لكننا نذكر أن مساعد رومل الألمانيبالجيش المشارك بمعركة العلمين بالحرب العالمية الثامية هرب الى الأنكليز بنفسالطريقة أثناء الأستكشاف وبحجة الأسر سلم نفسه وتبين بعد سنوات أنه كان جاسوسللأنكليز , وجون هيونيومان حمله الفرسان الى جورج واشنطون والذي أستقبله بأبتشامهوأغلق الغرفة عليه وقال له _ المرة الرابعة نلتقي !,المرة الأولى والثانية كانت فيفيلادليفيا قبل عام ونصف , والأولى قدم فيها هيونيومان الى واشنطون وثيقة اعفاءهمن الخدمة في القوات البريطانية بعد الحرب الهندية – الفرنسية عام 1763مووثائقأخرى تثبت أطمئنان الأنكليز اليه وثقتهم به , وعرض على واشنطون أستعداده للتجسس مهأيهام البريطانيين بالتجسس لهم , وبرر السبب حبه لبلاده المحتلة من البريطانيينورغبة بالأنتقام منهم , وفي السر هذا قدم الى واشنطون بيانات في التحقيق معه بليلةطويلة تضمنت معلومات عن القوات البريطانية وترنتون وأسرار الكولونيل جوهان جوتليبرول _الألماني _القائد الميداني لكن واشنطون أصدر الأمر بأيداعه في السجن لمحاكمتهفي اليوم التاليوفي أثناء ذلك شب الحريق الهائل في مخازن الذخائر وهرع الكل لطفاءهوأمتدت اليد الخفيه الى باب السجن لتطلق سراحه وهرب الى مدينة ترنتون وقابلالكولونيل رول وروى له قصة وقوعه في الأسر لدى رجال واشنطون ونقل لع المعلومات أنالجيش الأمريكي بحالة سيئة ويعاني من الفوضى والتعب والتذمر وفأغتبط رول وفرح بذلكالأنهيار الوهمي,لكن أستشاط واشنطون غضبآ وأمر بالهجوم على ترنتون فجر أعيادالميلاد بينما كان الكولونيل رول يلعب الورق ويحتسي الخمر , وهرع مسرعآ من أقصىالمدينة رجل يسعى فلاح كان من الموالين للبريطانيين الى المنزل الذي كان رول فيهومنعه الحارس من الدخول لمقابلته وكتب له رسالة مهمة سلمها له الحارس لكن رول طوىالرسالة ولم يقراها لتدخل عليه القوات الأمريكية بقيادة واشنطون وتحتل ترنتونمنتصرة , وقال المؤرخ الأمريكي أسترا يكر-في كتابه عن معركتي_ترنتون وبريستون,أنهليس ثمة شك أن البيانات قدمها هيونيومان الى واشنطون كانت ذات أهمية كبيرة فيالأستيلاء على ترنتون , ولكن هيونيومان واصل القيام بدوره الخطر في التجسس الىنهاية الحرب,وكثيرآ ماحاول الأمريكيون الأنتقام منه لأعتقادهم أنه يعمل لصالحالأعداء ولكن يد خفية كانت دائمآ تمتد من خلف الستار لأنقاذه, وفي يوم حاصرتمجموعة من الناس بيته الذي كان يقيم فيه مع زوجته وأولاده وهددوه بأحراقه ما لميخرج أليهم , فخرجت زوجته وأطلعتهم على رسالة من واشنطون يوصي فيها بالمحافظة عليهوعائلته فانصرفوا مطيعين لأوامر زعيمهم, لكن الريبة والظن السيء به كانت تحوم حولهألا أن أمتدت يد واشنطون لمحو ذلك وعندما كان جالس مع عائلته في شرفة المنزل تفاجأبزيارة واشنطون ومن حوله لفيف من كبار الضباط وصافحه شاكرآ لما أداه خدمة للوطنوأسترد اهليته الوطنية في أعين الناس وأمام التاريخ العائلي له كمواطن أمريكيمخلص.



مركز ياس العلي للاعلام_صحافة المستقل