يخطيء من يجمع ( وادٍ) على وديان
لأن هذا الجمع لم يرد في المعاجم اللغوية العربي
وإنما وردت (واد)
في قوله عز وجل:
أَلم تر أَنهم في كل وادٍ يهيمون ، وأنهم يقولون مالا يفعلون ) الشعراء (
ليس يعني وديان أُوْدِيةَ الأَرض إِنما هو مَثَلٌ لشِعرهم وقَولِهم،
ونفهم ذلك من قولهم :
أَنا لكَ في وادٍ وأَنت لي في وادٍ
يريد أَنا لك في وادٍ من النَّفْع أَي صِنف من النفع كثير وأَنت لي في مثله،
والمعنى أَنهم يقولون في الذم ؛ ويكذبون فيَمدحون الرجل ويَسِمُونه بما ليس فيه،
ثم استثنى عز وجل الشعراء الذين مدحوا سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم ، وردّوا هِجاءه وهِجاء المسلمين فقال
إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً
أَي لم يَشغَلْهم الشِّعر عن ذكر الله ولم يجعلوه همتهم، وإِنما ناضَلُوا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، بأَيديهم وأَلسنتهم فهجَوْا من يستحق الهِجاء، وأَحَقُّ الخَلْق به من كَذَّبَ برسوله، صلى الله عليه وسلم، وهَجاه
وجاء في التفسير: أَن الذي عَنَى (الله عز وجل) بذلك عبدُ الله بنُ رَواحةَ، وكَعْبُ بن مالك ،وحَسَّانُ بن ثابت من الأنصار رضي الله عنهم،والجمع أَوْداء وأَوْدِيةٌ وأَوْدايةٌ؛
قال: وأَقْطَع الأَبْحُر والأَوْدايَهْ قال ابن سيده
وفي بعض النسخ والأَوادية، قال: وهو تصحيف لأَن قبله
إما تَرَيْنِي رَجُلاً دِعْكايَ
وَدَيْتُ الأَمْرَ وَدْياً: قَرَّبْتُ
فجمع أودية ؛ كنادٍ وأندية ،
وجمع ؛ أوداء
قال ابن الأَعرابي: الوادِي يجمع (أَوْداء) على أَفْعالٍ مثل صاحبٍ وأَصْحابٍ،
طَيْءٌ تقول: أَوداهٌ على القلب؛ قال أَبو النجم
الأَوْداهِ، أَوْدِيةٌ قَفْرٌ تُجَزِّعُ منه
************
عن الاستاذ محمد فهمي يوسف