أيام لا تنسى ...
التاسع والعشرون من نوفمبر
ا.د حسين أبوشنب
بمثل هذا اليوم من شهر نوفمبر تحديا كبيرا يستدعى المراجعة والتأمل والتفكير فقد جمع هذا اليوم 29 من نوفمبر ثلاث مناسبات مهمة يتكامل بعضها مع بعض .
- الأول 29/11/1947 يوم المؤامرة الدولية وتقسيم فلسطين وفق قرار الأمم المتحدة المنحازآنذاك بوضوح للظلم والعدوان واغتصاب الأرض الذي جاءنا بالعصابات الصهيونية بفضل وعد بلفور في 2/11/1917 مع بدايات الانتداب البريطاني على فلسطين وفق اتفاقية (سايكس بيكو عام 1916 ).
- الثاني 29/11/2009 يوم الاعلان عن انطلاق فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية في وقت ازداد فيه الظلم والعدوان على شعبنا وأرضنا وأشجارنا وكانت الاحتفالية في معظمها تعزز الوعي بالقدس ومعالمها وتاريخها وحضارتها يوم أن كانت الأحتفالية بحاجة الى المزيد من الابراز والتنوير والتركيز على مكنونات ثقافة القدس .
- الثالث 29/11/2012 يوم أن وقف الرئيس محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية , رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية على منبر الأمم المتحدة ليعلن وسط التصفيق الحار على القرار الدولي بالأعتراف بفلسطين عضوا ( مراقبا )وله كامل الصلاحيات وهي الدولة العضو رقم 194 , وهو نفسه قرار الأمم المتحدة حول حق العودة للاجئين الفلسطينين الذي مازال العالم ذاته غير قادر على إنفاذه وفق القانون , والذي تحاول قوى الشر القفز عنه وهو الثابت الأساس في الثوابت الوطنية الفلسطينيةوهو قرار حق العودة رقم 194, و إن إدى ذلك إلى زوال الدولة الاسرائيلية ولو بعد حين وفق متغيرات التاريخ وحقائق الكون .
والسؤال ...
- ما القاسم المشترك بين هذه الأيام التي تجتمع في اليوم التاسع والعشرين من شهر نوفمبر وفي سنواته المختلفة ؟
الثابت دون لف أو دوران هو إرادة الخالق الذي خلق الكون و أحسن توزيعه وتصويره .
وهو الثابت الذي يدعونا أولا ألى تقوى الله وثانيا إلى العمل بما يرضى الله ورسوله والصادقين على درب الصدق .
والإيمان بحتمية الأنتصار ولو بعد حين لكن ذلك يتطلب مجموعات من الأسس والقواعد ومن أبرزها :
1 – أن نعمل مع بعضنا بعضا بوجه واحد وكلمة واحدة وقلب واحدوكلمة واحدة وإرادة واحدة .
2 – أن يتولى أمورنا خيارنا من أولئك الرهط الذين فجروا الثورة وأطلقوا رصاصتها الأولى والرصاصات التاليه من بعدها, و إن كان قد مضى على درب الشهادة والعطاء معظم الرواد من الرهط , فإن رفاقا منهم ما يزالون ومعهم الرجال والنساء ما يضمن سلامة المسيرة .
3- أن يكون الشباب من أبناء أولئك الرهط الذى شربوا واطعموا روح التضحية والفداء والصدق يمتثلون لذات القسم وذات العهد بعيدا عن الشللية والجهوية والقبليةوالعصبية والمناطقية والطليقة في وقت نحن بحاجه إلى روح الطليعة والروا د
4- أن يتولى رجال الفكر والثقافة والعلم والأنتاج مواقع البناء بعيدا عن التوزيعات الفصائلية والمناطقية وبالطبع وهم من غير المؤهلين والمدربين والساحة الفلسطينية مليئة بالكفاءات وذوى الخبرة والأنتاج والقادرين على صناعة إعلام وثقافة وسياسة وازنة ومؤثرة .
5-أن ينتهى دستور جمع الطوابع ( الوظائف ) فكثير من الوظائف المهمة والمفصلية مسنودة إلى الرجل الواحد غير المنتج بالتأكيد وغير المتخصص وربما غير المؤهل , ولكم في دوائرناا الوظيفية العليا المثل الصاعق , وهو ما ينعكس سلبا على مسيرتنا ويؤدي إلى تراجعنا محليا وعربيا ودوليا , ومن السهل الاستدراك والإحالة على المعاش والابدال والكفاءات متدفقة
وأخيرا وليس آخرا ...
فأن المطلوب مراجعة نقدية لمسيرتنا , نجاحاتها وعثراتها , ايجابياتها وسلبياتها وهو مالم يحدث ونرجو أن يحدث لنعرف كيف نواصل الخطوات على درب النجاح وبخاصة أننا في مواجهة خصم ( عدو ) لا يحترم عهدا ولا موثقا ولا يهتم بصراخ الضعفاء , والقانون لا يحمي المغفلين ...
ونقول ختاما ....
كيف نجعل من التاسع والعشرين من نوفمبر يوما لبناء وطن ودولة وشعب .... فقد حصلنا على أول درجه في السلم والمطلوب أن نضئ السلم بإخلاصنا وعطائنا واحترامنا لعلاقاتنا الأخوية والنضالية والغاء العلاقات الشللية والجهوية والعصبية والمناطقية والقبلية ...
وداعا للانقسام
وأهلا بالوئام