عيد المعلم
طوقان قال فأحسن التعليلا
(إن المعلم لا يعيش طويلا)
قد قال ذاك وكان مِنْ طلاّبه
بعضٌ يريد العلم والتحصيلا
أما بهذا الوقت أصبح هاملا
يهوى السجائرَ ثمّ والتعسيلا
طلابه كالصخر ذاك متيّس
(رفع المضاف إليه والمفعولا)
والآخرون إذا غضبت تضاحكوا
والفعل فينا قد بَنَوا مجهولا
سما زعافا صار تعليم الورى
وأرى المعلم في الورى مرذولا
إن عاش فالهمّ العظيم فراشه
وأراه من همّ الديون قتيلا
عند التقاعد فالجميع تنكّروا
ومصيره فينا غدا مخذولا
قد زوروا التاريخ كيف معلم
شرح النذالة : حكمةً وفضولا
يبني العقول كرامة وتحررا
ويرى الجميع مروّضا مسطولا
من يكتب التاريخ من خان البلا
دَ تراه أصبح في الصفوف الأولى
والمخلصين تأخروا ثم ارتووا
في السجن من عَسْفٍ غدا مذهولا
إن المعلم لو قضى في حزنه
لا تعجبوا أمضى الحياة عليلا
آماله ضاعت وعاش بضنكه
أعطَوا له التسويف والتسويلا
قد قلت والتعليم أضحى مسخة
أعطوا المعلم راتبا معقولا
بالدّيْنِ للبقال أمضى عمره
والعذر ليس لبائع مقبولا
ما صاغ من بالفقر أمضى عيشه
في صف طلاّبِ الخراب عقولا
لو حصّل الطلاب ألف شهادة
تبقى الوظيفة مَنْ يَداه الطولى
قد حصّلت بنتي شهادة علمها
علّقتها فوق الجدار دليلا :
أنّ العلوم غدت في أرضنا
ليست تساوى في الزمان فتيلا
فافتح لإبنك بسطة يثري بها
أمّا الشهادة صيّرته ذليلا
فالجامعات غدت لنهر بطالة
تعطي الشباب العلم فالترحيلا
فنرى الشباب لموطني قد أصبحوا
موجا يغادر بكرة وأصيلا
عند الوظيفة لا يوظّف أولٌ
وترى الأخير له غدا المسؤولا
من عهد نوح ما نزال قوافلا
مثل الجمال ترى الحمار دليلا
فارم الدفاتر والمحابر جانبا
وارم الكتاب فلم يعد قنديلا
وافتح محل جزارة كي تغتني
واذبح خرافا مرة وعجولا
أو داو من مرضوا بسحر حجابة
وطلاسم كن كاهنا مسطولا
تجد الفلوس أتتك من أبوابها
وارقص على جرح العذاب جهولا
وارضَ التياسة فالعلومُ جميعها
تعطي الذي فيها يغوص قليلا !