مفارقات الزمن الأسود
المشهد السادس و العشرين : أيها النقشبنديّون!...
الهادي حامد/تونس
السلام عليكم ...أيها الرجال
أتى الغازي إلى بلدكم..احرقه وأهله وخيراته وبناه الأساسية..شتت شمل شعبكم..فرّق بين الأب وابنه وبين الرضيع ومرضعته وبين الجار والجار..بين العراق وأمته ودينه في صفائه وسماحته ونبله وتقدميته..فصرتم فرقا وأفرادا أشتاتا. ظهر بينكم من يرفع الصوت والبندقية والعزم على التحرير والرد والقصاص..مجموعات وفرقا فصائلية أيضا..اختفى بعضها وتراجع زخم بعضها..لكنكم باقون في تطور عملياتي وتعبوي مستمر..لهذا اخترتكم أن أوجه لكم وعبركم كلمات إلى مقاومة شعب العراق العظيم والى شعب العراق العظيم عسى أن تصل كلماتي وان تسمعوا.
جاء غارنر ورحل غارنر، جاء بريمر وذهب بريمر ، جاء من جاء ورحل من رحل..والعراق تحت الحذاء الأمريكي النجس الذي طالما حلم الخنازير التي ترتديه بان تضعه ذات يوم على عنق العروبة والإسلام..ولما كان شعبكم معبرا ولوحده ، في تاريخه الحديث خصوصا، عن العروبة والإسلام ، كانت رقبته معرضة للقنص وما كان له أن يتخطى لعبة اصطياده حتى وان استسلم على خلاف مايفترضه المفترضون وما به يعاتبون أهلكم وقادتكم الشهداء والشهداء الأحياء...ومع قدوم هذا ورحيل ذاك...جاء منكم من جاء ورحل من رحل..و"منكم " هذه غير أمينة في وصف واقع انتمائهم..فليس من يأتي به الغازي ومن يستبدله بمن هو أفضل منه في العمالة والخيانة عراقيا وان كان عراقي اسما ومظهرا ولسانا..هرولت دمى مجلس الحكم إلى " الحكم " وبغداد تنزف..لكن الدمى لاتخجل ولا تحمل في فطرتها الانفعالات الإنسانية..فكانوا معجزة في سعادتهم بأداء دور العميل بشكل لامثيل له في التاريخ.. ولا عجب فالعراق بلد المعجزات..رحلوا ثم أتى الجعفري أو علاوي..فهما واحد غير قابل للقسمة على اثنين..وعاثوا في العراق فسادا وإفسادا...تتالت المسرحيات والمعجزات والكوارث القاسيات على شعب الأخلاق والعلم والهمة والشرف..من أهمها الديمقراطية...هدية بوش وسلفه واولمرت وسلفه وعبدالله ومبارك والصباح وصغار آخرون عازفون وراقصون فرحا بالخلاص من عظمة العراق التي تؤرقهم على مر التاريخ..وهم ديمقراطيون كما يشاؤون وبالتالي محاربون للإرهاب كما يشتهون أو لايشتهون.. وفي الأخير يأتي كلب الكلاب ، المختل ذهنيا ونفسيا والحاقد على شعبكم اعجازيا الملعون إلى يوم يبعثون نوري المالكي فكان أداؤه اكتشافا فارسيا وإسرائيليا وأمريكيا عظيما.
في الأشهر الماضية..المالكي فاز في الصندوق..لالالالا...علاوي هو من فاز...فلنتشارك في الحكم.. لالالا..نوحد الطائفة أولا...ما راي البغل مقتدى في وليمة البغال..؟!!..الفرس يضمنون موقفه كما نشاء وكما يشاؤون فلا نشاء إلا ما يشاؤون..وموقف السوريين تابعا بالطبع...أمريكا تريد المالكي ولا تريد إغضاب علاوي ، إنها في ورطة...لالالا..ستسوي أمرها مع موظفيها..وعلى نحو تكون إيران سعيدة أيضا...اليوم يتحالف الأكراد مع علاوي...غدا وفي ساعة مبكرة نجد علاوي متحالفا مع الكتكوت ونجد الكرد في حلف مع المالكي..أما غدا مساءا فسيتحالف الكتكوت مع كلب الكلاب ويتحالف علاوي مع علاوي والكرد مع الكرد...اخخخخخخخ...من يشغل باله بلعب الصبيان لايكون إلا صبيا.
أما انتم أيها النقشبنديون :
فلاتهتمون بمن يتحالف مع من..ولا بمن يصير وزيرا ومن يصير رئيسا ومن يصير عميلا درجة أولى ولا بمن يصير عميلا درجة ثانية أو ثالثة أو رابعة..لاتهتمون بالصناديق..بمن يحملها ومن يحصيها ومن يبنى إستراتيجيته عليها..لاتهتمون بمن يصاحب من ومن يخاصم من..بمن تؤيده إيران ومن تغضب عليه أمريكا..لاتهتمون بمن سافر وبمن زار وبمن اجتمع مع من...ولا بمن يشوهكم أو يسخر منكم أو يلعنكم أو يحاصركم أو ...لاحاجة لكم بهذا.
اهتموا بتوفير الأسلحة وتعبئة المقاومين وتوطيد الثقة بينكم وشعبكم من اجل حربالمائة عام.
اهتموا باستيعاب الرافضين والحاقدين على العدو وعملائه والآخذين بثأر أبنائهم أو آبائهم أو إخوانهم أو أخواتهم أو أمهاتهم أو أجدادهم أو جداتهم..أو ممن سمحت لهم العقيدة بالجهاد واختاروا بينها و بين الاستكانة والاستقالة فاختاروها.
اهتموا بأمر على غاية من الأهمية : أن تتصرفوا في الشكل التنظيمي على نحو تكونوا مرجعية المقاومين ووعاء احتضانهم ، أكانوا كردا أو عربا ، سنة أو شيعة ، محبين لصدام أو غير محبين. وسواء كانوا بعثيين أو غير بعثيين ، يطمحون بعد التحرير إلى إقامة دولة خلافة أو دولة علمانية ، دولة ديمقراطية أو تيوقراطية..احتضنوا الساعين إلى التحرير وفق هذا المبدأ فحسب وعلى هذا الأساس تلتقون.. فليس ثمة اوكد وأفضل وأنبل وأولى من التحرير وطرد الغزاة أو التنكيل بهم كما نكلوا بشعبكم. فلما كان الصراع يدور حول هذا الأمر ، عليكم أن تتصرفوا بحسب مقتضياته فقط لاغير.
في كل التجارب التحررية عبر التاريخ ، يفضي الصراع مع الغزاة إلى إفراز قوة طليعية وقيادية رئيسية تشكل مرجعية العمل النضالي ووعائه التنظيمي واللوجستي..وتكون مسؤولة أمام الشعب والتاريخ على إتقان فن القطاف وبعدها بناء الكيان السياسي المستقل.
فليكن جيش الطريقة النقشبندية..الأكثر زخما وحرفية وتصميما ومثابرة وتنظيما..هو الذي يتجه إليه كل من يريد أن يناله شرف نصرة أهله وشعبه وطي صفحة الغزو إلى الأبد..من العراقيين البسطاء..ضحايا الغزو الحقيقيون..ومن الفصائل الأخرى ذات الإمكانيات البشرية والتسليحية والعملياتية الأقل.. وبالتأكيد لايبغي النقشبنديون تأسيس مملكة أو إمبراطورية أو غزو العالم..وإنما فقط إجبار العدو على الفرار وإنهاكه كما نراه منهكا في أفغانستان الجهاد ، أو في العراق بشكل اقل حدة وفداحة.
هذا من اجل العراق أولا
ومن اجل العراق ثانيا
ومن اجل العراق ثالثا
والامة ، والانسانية
وعليكم السلام..أيها الرجال.
Whamed6@gmail.com