للإخوة الأعداء صغت ندائي
من بحر حبي في قصيد إخاءِ
فلعلهم يتمسكون بوحدةٍ
دون الوقوع بحفرة البغضاءِ
ولعلهم برشادهم بعقولهم
يحيون في رشد بلا أهواءِ
يتذكرون تصالحا وتآخيا
في كعبة مبرورة عصماءِ
وبأن قدسهم السليب بقيده
يرنو لهم في حزنه ببكاءِ
وبأن شعبهم الأبي بصبره
يحيا بخيمة طرده بعراءِ
وبأن آلاف الضحايا ودعوا
تلك الحياة بموكب الشهداءِ
وبأن طوفان البلايا كلها
مصبوغة في هولها بدماءِ
ماذا تركتم للعدو ؟!.. توحدوا
جمعا وكونوا كلكم بولاءِ
لـ(القدس) لـ(الأقصى) لـ(حيفا) إنهم
بأنينهم في قبضة الأعداءِ
من آل صهيون اللئام تفاءلوا
بخصامكم وتمايلوا بغناءِ
وتراقصوا في زهوهم بخمورهم
لما تدابرتم هنا بجفاءِ
هذا هو العيد السني لأجلهم
فيه الأماني أشرقت بضياءِ
فلتفرحي يا دولة البغي التي
بثت سموم هديرها بفضاءِ
بقنابل الفسفور نالت (غزةٌ)
نار الحرائق من لدن سفهاءِ
وكذا (الخليل) بضفة غربية
عانت مآسي عصبة رعناءِ
لا فرق بين ضحية وضحية
فالكل في مرمي لظى الهيجاءِ
فلم التلاحي بانقسام بينكم
يا أهلنا بتجادل وهراءِ ؟!
ما بين فتح أو حماس واصلوا
لغوا تداعى بينهم بخواءِ
هيا وسُرُّوا بالتآخي أمةً
ترنو لكم بجبينها الوضَّاءِ
هيا ليحزن بالوئام عدوكم
يا من حملتم شعلة العلياءِ
كونوا كما كنتم عمادا شامخا
مستمسكين بشرعة سمحاءِ
متضمخين أطايب القربى التي
تسمو بكم في ذروة شمَّاءِ
متوجهين بقلبكم وبروحكم
للقدس يقبع في أليم عناءِ
هذا ندائي من بعيد صغته
من أجلكم بمحبتي وإخائي
فلعلكم يوما تجيبون الصدى
أو تسمعون قصيدتي وندائي
ولعل (عباسا) و(مشعل) بالإخا
فورا يعيدان الصفا بلقاءِ
صلى الإله على النبي وآله
ما طار طير في عنان هواءِ !!