اسرائيل ويهود امريكا والغرب دمروا افغانستان والعراق وليبيا ويحاولون تدمير سوريا
ويحرضون بالتنسيق مع السعودية امريكا على توجيه ضربة اليها لتدمير قدراتها العسكرية .
الضربة تهدد بانفجار المنطقة واحتراقها واندلاع الفوضى والفتن الطائفية فيها.
واشنطن ضربت اليابان بقنبلتين نوويتين وساعدت صدام على شن هجوم كيماوي على القوات الايرانية .
الضربة المحتملة تشكل انتهاكا خطيرا للعهود والمواثيق والقوانين الدولية .
وستقود الى زوال اسرائيل ونهاية الامبراطورية الامريكية .
الليكوديون الأميركيون وراء الحرب العدوانية على العراق وإضعاف سورية وتهديد إيران.
د. غازي حسين
وضع الليكوديون في الولايات المتحدة و«إسرائيل» المنطقة في معادلة تقول:
«أسقطوا النظام العراقي وأضعفوا سورية وإيران فيركع الفلسطينيون».
وكان الليكودي ولفوفيتس قد طالب بتغيير النظام العراقي عام 1979 بعد عقد القمة العربية في بغداد التي قررت محاصرة اتفاقيتي كمب ديفيد، ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس ودعم الجبهة الشرقية.
قررت النخبة اليهودية الأميركية تسخير الطاقات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية الأمريكية لشن الحروب على العروبة والإسلام وإشعال الحروب الإقليمية في المنطقة الغنية بالنفط والثروات الطبيعية، وخدمة المصالح الأمريكية، والإسرائيلية وضد مصالح شعوب المنطقة.
وطرح ولفوفيتس فكرته لشن الحرب على العراق والإطاحة بالنظام فيه عندما كان ديك تشيني وزيراً، للدفاع في 21 أيار 1991، حيث قام بناء على طلب من تشيني بشرح فكرته لاحتلال العراق والإطاحة بالنظام وقال:
«لا تستطيع أميركا أن تنتظر بعد أن يهاجموها قبل أن ترد، عليها أن تتدخل متى تريد، وكيفما تريد، وحيثما تريد، أي أن تقوم بصناعة الأحداث بدلاً من مكابدتها».
وتضمن التقرير الذي رفعه تشيني إلى الرئيس جورج بوش الأب أفكار الليكودي ولفوفيتس حول شن الحرب العدوانية على العراق لاحتلاله وتغيير نظامه.
أدت العلاقات القوية التي تجمع بين الليكوديين الأمريكيين والمحافظين الجدد وزعماء الليكود في «إسرائيل» وعلى رأسهم مجرم الحرب شارون والإرهابي نتن ياهو إلى ارتباط مصالح ومخططات إسرائيل بأميركا ارتباطاً وثيقاً، وغدت المخططات الإسرائيلية أميركية الطابع والتنفيذ، ونجحوا في وضع العروبة والإسلام كعدو للغرب محل الشيوعية بعد انهيارها في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية.
ودخلت مراكز البحوث والدراسات اليهودية على هذا الخط، وتحدث المستشرق اليهودي المتوحِّش برنارد لويس في مؤتمر حول الوضع في المنطقة وضرورة الإطاحة بالنظام العراقي وفرض نظام ديمقراطي فيه أمام معهد «أميركان انتربرايس» ووصف الفكرة بالخارقة للطبيعة.
وأثنى ولفوفيتس في المؤتمر على كلمة برنارد لويس التي أعلن فيها الحرب على العروبة والإسلام وقال إنه «عرّفنا كيف نفهم تاريخ الشرق المعقّد والمهم، وكيف نستعمله لتقودنا إلى بناء عالم أفضل للأجيال القادمة، أي: تدمير الأنظمة الوطنية والقومية ومحاربة العروبة والإسلام»، وتهويد فلسطين والهيمنة على الشرق الأوسط والعالم أجمع.
صاغ الليكوديون: ريتشارد بيرل، ودغلاس فايت، ودافيد ورمسير تقريراً بعنوان:
Clean Break الكسر النظّيف وقدموه عام 1996 إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي وتناول هدفين:
الأول: احتلال العراق وتمزيقه، والثاني: إضعاف سورية، وتضمن التقرير إعادة الهاشميين إلى العراق بدعم من «إسرائيل»، ومساعدة الملك حسين على محاربة سورية، وتحويل انتباه السوريين من خلال استخدام عناصر من المعارضة اللبنانية لزعزعة الوجود السوري في لبنان. وطالب التقرير تشكيل حلف إقليمي أميركي ـ إسرائيلي ـ تركي ـ أردني من خلال إضعاف سورية وتغيير النظام العراقي، مما يؤدي فيما بعد إلى إضعاف سورية. وجا في التقرير حول ذلك ما يلي: «نظراً لطبيعة النظام في دمشق، من الطبيعي والأخلاقي في آن أن تتخلى «إسرائيل» عن عروض مفاوضاتها (سلام شامل) وتتمسك بعرقلة انطلاقة تلك البلد من خلال لفت الانتباه إلى برامجها الخاصة بأسلحة الدمار الشامل ومن خلال نقض اتفاقات «الأرض مقابل السلام على مستوى الجولان».
بعث الليكوديان ريتشارد بيرل وولفوفيتس والمحافظ رامسفيلد برسالة إلى الرئيس بيل كلنتون إبان ولايته الثانية ونشروها في عام 1998 بعنوان: «المشروع لقرن أميركي جديد» طلبوا فيها من الرئيس الأميركي بشن حملة عسكرية أحادية الطرف على العراق بدون المرور بمجلس الأمن الدولي.
ووجه الليكوديون الأميركيون ومنهم ولفوفيتس وجون بولتون وابرامز ورامسفيلد رسالة ثانية إلى الرئيس كلنتون يطلبون فيها وضع استراتيجية سياسية وعسكرية تهدف إلى الإطاحة بصدام ونظامه.
وفي أيلول عام 2000 بعد أربع سنوات من تقديم الوثيقة الأولى إلى نتن ياهو زعيم الليكود قدم الليكوديون الأميركيون أنفسهم وثيقة إلى الرئيس بوش ونائبه تشيني تحمل نفس الأفكار التي تضمنتها الوثيقة الأولى لرئيس الوزراء الإسرائيلي مع اختلاف بسيط في الصياغة لدغدغة المشاعر الأميركية واختيار الكلمات والتعابير كي تصبح مألوفة لدى العقلية الأميركية وتروق لقرائها وتتفادى الولوج في اعتبارات محددة ودقيقة.
وصاغتها مجموعة «المشروع لقرن أميركي جديد» تحت عنوان: «إعادة بناء الدفاعات الأميركية: استراتيجيات وقوى وموارد لقرن جديد»، أهمية منطقة الخليج للأمن القومي الأميركي وضرورة وجود القوات الأميركية فيها والإطاحة بنظام صدام، ووصفت الوثيقة القوات الأميركية المسلحة بخيالة الحدود الأميركية الجديدة.
تبنى الرئيس بوش الأفكار الواردة في الوثيقة التي قدمها الليكوديون الأميركيون وضمَّنها في تقريره الذي قدمه إلى الكونغرس في 20 أيلول 2002 حول استراتيجية الأمن القومي الأميركي الجديد، وتضمن فرض الهيمنة الأميركية على العالم، والانفراد في اتخاذ القرارات المتعلقة بالنزاعات الدولية ومعاقبة الدول التي ترفض الانصياع للمطالب الأميركية، وتضمنت أيضاً تبني استرايتجية الحروب الاستباقية وإعادة بناء النظام الدولي على أساس أن ينسجم مع تفوق أميركا العسكري.
خلاصة القول احتوت «استراتيجية الأمن القومي الأميركي الجديدة إشعال الحروب الوقائية والاستباقية بتبريرات كاذبة، لتصفية قضية فلسطين، ونهب النفط وتعيين الرؤساء والهيمنة على الشرق الأوسط والعالم».
وتقود هذه الاستراتيجية الجديدة التي بلورها يهود الإدارة الأميركية واليمين المسيحي إلى القضاء على العهود والمواثيق الدولية والعودة إلى شريعة الغاب في العلاقات الدولية.
تمكَّن يهود الإدارة الأميركية من إقناع الرئيس بوش بوجوب تغيير استراتيجي في المنطقة عن طريق الحرب الاستباقية على العراق والتهديد باستخدامها لإضعاف سورية وإيران، وقدمت «إسرائيل» معلومات كاذبة عن امتلاك العراق لجميع أسلحة الدمار الشامل إلى الرئيس بوش، وكان شارون يحثه باستمرار على الإسراع بالحرب.
وعملوا عن طريق مجلس الأمن والقرارات الظالمة التي أصدرها بخصوص الوضع في لبنان والمنطقة ومنها القرارات 1559 و1633 و1680 لإضعاف سورية وتهديد إيران وخلق القلاقل والفتن في لبنان وتصعيد الهولوكوست الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وذلك بتسخير طاقات وإمكانيات الولايات المتحدة في خدمة «إسرائيل».
إن الاستراتيجية الأميركية في المنطقة لا تخدم إلاّ مصالح «إسرائيل» أولاً والولايات المتحدة ثانياً، وتلاحمت مع الاستراتيجية الإسرائيلية، بحيث أصبحت أميركا هي «إسرائيل»، ومعادية لأهداف ومصالح وتطلعات جميع شعوب المنطقة، ومعادية للعروبة والإسلام، وتعمل على تغيير الهوية الحضارية العربية الإسلامية المتجذرة في أعماق التاريخ والأرض والإنسان وفرض مشروع الشرق الأوسط الكبير لإقامة «إسرائيل العظمى» الاقتصادية بدلاً من «إسرائيل الكبرى» الجغرافية وجعل إسرائيل دولة يهودية نقية وأكبر غيتو يهودي في العالم لكسر الإرادات العربية والإسلامية الرسمية والهيمنة على النفط والغاز في بلدان الشرق الأوسط الكبير.