سوءة أخي ..... قصة قصيرة

استيقظت علي أنين أمي ، فوجدتها بجوار جسد أخي الصغير، تبكي وتشهق : الله يرحمك يا وليدي .
هرولتُ إلى متجر عمي ، انتظرت حتي انفض المشترون ، أخبرته بموت أخي .
سألني مستنكراً : من أخوك !!! ادفنوه في فناء المنزل . قالها واستكمل ترتيب وعد نقوده .
عدت لأمي،وكلي خيبة ،تمنيت لحظتها أن أصبح رجلاً ، لأشد من أزرها.
جلست تحت قدميها أبكي علي بكاها ،ليست قوية كعادتها، منهارة ، تنتفض , تهذي ، تبكي غياب أبي لا موت الصغير .
وجارتنا العجوز تغسّلـُه ، وتجري نحو الباب كأنها تنتظر أحدا ، وتهدهد أمي .
رأيت جنازة قادمة من بعيد ، هل رق قلب عمي ؟؟سألت نفسي .
اقترب الرجال واجمون ، يسبقهم سكون ورهبة ، ولا يسمع إلا اصطكاك الأرجل بالجلابيب ، وليس فيهم وجه عمي .
تلثمت العجوز بطرف شالها ، أوقفتهم وتكلمت معهم ، وأحضرته ملفوفاً ، فاستلموه علي راحاتهم .
ذهبت معهم حتي المقابر ، ألصقوه بجسد الغريب ، وعدت (بالبطانية ) ، فوجدت أمي قد حفرت قبرا بالبيت ، وألقت فيه كل الهدايا التي جلبها أبي من سفره ، حتي حذائي ذو العجلات .
وبينما أفكر أن أرسل خطاباً لأبي ليحضر غيره ، أبرقت إليه أمي : احضروا لدفن عزيزكم.
تمت
الرياض : في 4/29 /2010