كل من عاشرته سألني:

عادة يعرف الفرد من توجهاته وتصرفاته، بل وحتى سكناته. وتأتي المعرفة من حيث وقع الفردعلى من يحتكون به ويلتقونه. فمن كان رزنافي تصرفه هادئا في كلامه، مهذبا في أخلاقه. أشعرمجالسيه ومحاوريه، بجديته وقيمة إعتباره، فهابوه ووقروه. وإن كان ضعيفا في بدنه وصغيرافي حجمه.

وبحمدالله ضمن دينناالعظيم، ونهجناالمستقيم، بتعاليمه وقيمه ومثله، كل دواعي وأسباب قوة الشخصية عند المسلم الملتزم.

فالمؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه......الخ كما يصفه مولى المتقين وسيد الوصيين الإمام علي(ع).

ومن منامن لاينجذب للوجه البشوش الصبوح، والإبتسامة الهادئة المفعمة بالإيجابية والتفاؤل، والمدخلة للسرور والحبور على المتلقي، سواءاكان معروفاأوعاديا.؟؟

وهكذاكنت ولاأزال، أدعولقيم الإسلام العظيم وصراطه القويم، ولاأدعي الأعلمية والمفهومية، بل دائماأعبر، في كوني متعلم على سبيل النجاة. وأحاول جهدإمكاني التواضع للصغيروالكبير، وأعترف بخطأي وتقصيري أحياناحينما أستفزفتفلت أعصابي، لينطبق علي المثل الدارج:

(الموعصبي، موعربي.)

جل من لايخطأ، فكلناخطاؤن، وخيرناالتوابون.

قضيت أكثرمن ثلثي عمري في الغرب، ولازلت أعيش جوه وحضارته مرغمالاراغبا، وكانت نيتي وبعد زوال طاغوت البعث، وإجرام صدام الشوم، ألعودة لأقضي بقية عمري في بلدي ومسقط رأسي، ولكن إنا لله وإناإليه راجعون.

تعود إلى أين؟؟ وتعيش فين؟؟ كمايقول إخوتناالمصريين، ودولاب الإرهاب المشتعل في بغداد، وكل يوم يحصد العشرات من الأبرياء والأطفال والنساء!! بإسم المقاومة التي تحاول إعادة البلد إلى ماكان عليه من تسلط فردي، وحكم عائلي عشائري بإسم الحزب الواحد القائد!!!

العيش في الغرب عذاب نفسي، وعيشة تأسي، تجبرك أن تجاري الوضع بمافيه، وتقبل بكل بلاويه.

ماعلينا، وكل من عاشرته من أبناء العروبة وناطقي لغة الضاد، من المشرق العربي لمغربه، وعرفني عراقي، سألني من أية منطقة في العراق؟؟

وبهذاالسن الذي أنا فيه، لاأستطيع إلا أن أتكلم الصدق، بدون مدارات وإخفاء معلومات، لأدخل في نقاشات وحوارات والله لاأريدهاولاأرغب بها!! ولكن يؤرقني فعلا الكم الهائل من سوء الفهم عند من ألتقيتهم من إخوتناالمسلمين.

فمن يعرفك من مدينة كربلاء - العراق، سوف لن يتركك إلا بإثارة الحديث عن الشيعة والسنة!! ولم يجلد الشيعي نفسه أيام عاشوراء؟؟

شئ غريب فعلا، وأغرب منه!! وقع جوابك على السائل!! لتلاحظ ضيق عينيه وأنت تجيبه، وكأنه لا يريدأن يسمع منك!! إلاماعلق بذهنه عنك!!

في مرة المرات،أتذكرتوقفي للحظة، لأسأل سائلي(أخ مغربي) عن سبب ضيقه من جوابي!!

ليقول: ماتشرحه غيرماتعلمناه عنكم!!

طيب ياعزيزي: مادمت متشبثابما تعلمته عنا!! فلم السؤال؟؟

ليجيبك: ولم زعلت مني؟؟

عجايب!!

من حقك أن تسأل وتتضايق لماتسمع من جواب!! وليس من حقي أن أعجب من ضيقك وغضبك!!

خلاص، بلاش السؤال وجوابه إذن.

وهكذاجاء عنوان الموضوع(كل من عاشرته سألني!!!!!!)

عندمانشرت أحاديث غربتي.

أحدهم عقب ليقول: أنت هادف، وتستغل قصص تجاربك الحياتية، لنشرالتشيع ولكن بصورة هادئة وخفية!!!

وآخرقال: أنت خبيث طائفي!! تحاول الطعن بالتسنن!! من خلال إعلاءك للتشيع بقصصك الخيالية، ونتاج يراعتك الأبداعية!!

ياترى، فمالذي يريده مني الأخ السني ككاتب، حتى يرضى وتنشرح أساريره لكتاباتي؟؟!!

أليس المفروض بالصراحة والإنفتاح والهدوء والودية في الطرح، هي مايشد لك القارئ والمحاور على السواء؟؟

يعني تصرفي كإنسان له فهم وقناعة معينة طبيعي، وغير مرائي أومخاتل!! والمفروض أن يقدرلك مقابلك شفافيتك وإنفتاحك معه!! أليس كذلك؟؟

إم إنني متجاوزعلى الذوق العام في الكتابة، ونشرأدبيات الثقافة؟؟

فليعتبرمن يعتبر، طروحاتي هادفة إلى نشرالتشيع.

هذاأنا وهذه ذهنيتي وخلفيتي وقناعتي!!!

ثم ماهوالتشيع يامنصفين متعقلين؟؟

هل في نشرفضائل أهل بيت سيد البشر، الرسول الكريم(ص) ضيرأم خير؟؟

وهل سجل التاريخ لإئمة أهل البيت(ع)غيرالتقى والنزاهة والترفع عن مظالم الناس، والتمسك بثوابت الإٍسلام؟؟

لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، صدق نبي الرحمة(ص) بقوله:

أتى الإسلام غريب، وسيعود غريب!! فطوبي للغرباء

أللهم إهدناوإهدي إخوتنا في الإسلام، وإبعد عنا وساوس الشيطان إنك رحيم رحمان.