أنا أنفق دفاعا عن إسرائيل

الدكتور عبد الستار قاسم

25/أيار/2013



رفعت السلطة الفلسطينية في رام الله الضريبة المضافة مجددا 1% وذلك لرفع مساهمة الضرائب في ميزانيتها العامة. كما في كل الأرض، الشعب، الناس العاديون هم الذين يتحملون أعباء الضرائب، وكلما ارتفعت الضرائب ارتفعت الأثمان أو الأسعار، وارتفعت تكاليف المعيشة.



المهم أن جزءا كبيرا من ميزانية السلطة يتم إنفاقها في أوجه تخدم إسرائيل. إذا ولد طفل فلسطيني الآن هناك موظف فلسطيني يغذي المعلومة التي تشمل اسم الطفل ومكان ولادته ورقم هويته بالحاسوب لنقلها مباشرة إلى الصهاينة؛ وإذا غير شخص لون سيارته فإن هناتك فلسطيني ينقل المعلومة عبر الشبكة إلى الصهاينة؛ وإذا أرسل ولد يعمل في قطر بعض المال لأمه عبر المصرف فإن المعلومة تنتقل فورا إلى النظام المالي الصهيوني؛ وإذا رخص أحدهم سلاحا للدفاع عن نفسه أو ليتغاوى به فإن الجهات الأمنية الصهيونية شريكة بالترخيص؛ وإذا قذف فلسطيني مستوطنا بحجر فإن أجهزة فلسطينية تهب للبحث عنه ومعاقبته، وإذا قتل فلسطيني إسرائيليا فإن أجهزة أمن السلطة تستنفر، الخ.



المعنى أن السلطة الفلسطينية توظف جزءا كبيرا من الأموال التي تجبيها من المواطنين لخدمة إسرائيل في النواحي المدنية التي تبقي لديها كافة المعلومات عن الفلسطينيين، وللدفاع عن أمنها وأمن المستوطنين. إذا اخذنا بعين الاعتبار مخصصات الأجهزة الأمنية من الميزانية العامة، والرواتب التي يحصل عليها موظفون في الأجهزة المدنية لقاء أعمال يقومون بها خدمة لدوائر المعلومات الإسرائيلية، فأنا أكون قد ساهمت بحوالي 50% مما يترتب علي من ضرائب خدمة لإسرائيل التي تحتل أرضنا وتشرد شعبنا وتقتل أبناءنا وتهدم بيوتنا وتقتلع أشجارنا وتنشر الرعب والأحزان والآلام في أجساد ونفوس شعبنا على مدى عشرات السنين.



إذا توقفت عن تقديم خدمات للصهاينة فإنني سأوفر 50% من النفقات، وبهذا يصبح الفلسطينيون في الضفة الغربية في وضع مالي أفضل يخفف كثيرا من نشاطات الاستعطاء والتسول.

قال سبحانه وتعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة، 261)



لكن أحد الجهابذة يقول إن هناك آية أخرى تتصدر الموقف الآن وهي: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران، 134) وأضاف: نحن ببساطة كاظمون للغيظ عافون عن الناس.



أو بلغتي، نحن نخون الله والوطن والشعب والأجيال القادمة.