الفضل في القرآن
الفضل : أصله من الزيادة وفضلة الشيء بقيته؛ لأنها زادت على الكفاية، وقيل: الفضائل؛ لأنها زيادة في محاسن الإنسان.وذكر أهل التفسير أن الفضل في القرآن على ثمانية أوجه :أحدها : الإسلام . ومنه قوله تعالى في آل عمران : "قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ" ، "وفي سورة يونس : "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " ، وفي الجمعة : "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ " .والثاني : النبوة . ومنه قوله تعالى في سورة النساء : " وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا " ، وفي بني إسرائيل :" إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا " .والثالث : الرزق في الدنيا . قال اللَّه في سورة الجمعة : "فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ" وقال في المزمل: "وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْفَضْلِ اللَّهِ"، وفي فاطر: " وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " .والرابع : الثواب . ومنه قوله تعالى في آل عمران : " يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ" ، وفي سورة النساء : " فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ" ويجوز أن يكون الفضل في هاتين الآيتين التفضل.الخامس: الجنة . ومنه قوله تعالى في الأحزاب : " وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا " .والسادس : الغنيمة ، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: " وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ " أي فتح وغنيمة.والسابع : المنة والنعمة ومنه قوله تعالى في سورة النساء : " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا " ، وفي يوسف :" ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ " ، وفي النور : " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ" ، وقد خرج لنا وجه آخر وهو، قوله فيها : "وَلَا يَأْتَلِ أُولُوالْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى" يعني: بالفضل الغنى.والثامن : الخلف . ومنه قوله تعالى في البقرة : "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " . يعني: ويعدكم أن يخلف عليكم من صدقتكم، فيتفضل عليكم من عطاياه ويسبغ عليكم في أرزاقكم._______________________________اهم المراجع:· الوجوه والنظائر في القرآن العظيم، لمقاتل بن سليمان البلخي .· نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر - جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي.· قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم - الحسين بن محمد الدامغاني.· الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري.· تفاسير القرآن .· معاجم اللغة .