منذ أن فتحت عيناي على هذه الدنيا وأفارق أحبتي يوما بعد يوم .
أبي وسندي لم يسعفني الوقت لأجلس معه وأتحدث إليه كفتاة يانعة فقد سرقه الموت مني ودون سابق إنذار ...
أمي ......حبيبتي مثال الإنسانة المكافحة لم تنتظر حتى إتمام العام على وفاة أبي ولحقت به لنعيم سرمدي معه هناك في الجنان .
وبوفاتها شعرت أن الدنيا توقفت فأرسل الله من كانوا لي عونا في كل شيء ولن أنسى فضلهم علي وأخذهم بيدي وتحملهم لكل مابدر مني وأنا بقمة حاجتي لمن يكون إلى جانبي ...
وشاءت الأقدار أن أودعهم لما حل في بلدي وأجبرت على السفر ...
إخوتي ودعتهم والدموع في عيوني والقلب يعتصر ألما لفراقهم ...
كان عام من أصعب الأعوام حزنا على قلبي ذاك الذي قضيته في غربتي حتى أني بدأت أنسى أن ثمة قلب في جسدي ينبص .
ومن قمة انكساري أكرمني الله بأحباب في الله في غربتي مسحوا عن قلبي حزنه وزرعوا فيه الأمل وكأني انتقلت لعالم آخر لايشبه الدنيا وأنسوني غربتي ووحشتي وكنت أرى أني مازلت قادرة على الصمود مهما قست الدنيا علينا .
وها أنا أودعهم أيضا والحرقة تكوي فؤادي من جديد ...
رباه هون وارحم وأرح هذا القلب .....