حفل تأبين الفنان الراحل محمود جبر:
مسيرة فنية حافلة بالعطاء
اقامت وزارة الثقافة ونقابة الفنانين في قاعة المحاضرات بمكتبة الاسد حفل تأبين للفنان الراحل محمود جبر وذلك بمناسبة مرور اربعين يوماً على رحيله، بحضور الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة واسرة الفقيد ، وحشد من الفنانين والادباء والاعلاميين .
في البداية قرأ الشيخ محمد سعيدان آيات بينات من القرآن الكريم وبعدها شاهد الحضور فيلماً عن حياة الفنان الراحل محمود جبر بعنوان «اضحكتنا فأبكانا الرحيل » انجزه التلفزيون السوري قدم شهادات من ذوي الفقيد ، بناته الفنانة مرح جبر وليلى جبر ومن الفنانين طلحت حمدي وصالح الحايك وياسين بقوش رفاق دربه واصدقائه تناولوا فيها مسيرة الفنان محمود جبر الانسانية والفنية والتي عرضت مراحل متعددة عبر مشواره الفني الذي تجاوز الاربعين عاماً بين المسرح خاصة والدراما التلفزيونية والسينما والاذاعة ، وعمله في نقابة الفنانين ومجلس الشعب .
< صالح الحايك:
« اعماله اتسمت بالبساطة والتهذيب»
كان محمود جبر احد اعضاء المسرح العسكري، وبالرغم من ان مجال العمل كان ضيقاً وغير متوفر مثل الآن، فقد اقنعناه بترك المسرح العسكري وشكلنا فرقة مسرحية كان من اعضائها يوسف الشويري ونجوى صدقي وياسين بقوش وانور البابا، وتخرج في هذا المسرح الكثير من الفنانين وكانت اعماله تتسم بالبساطة والتهذيب والنقد بشكل كوميدي .
< ياسين بقوش: صاحب رسالة
محمود جبر كان فناناً واديباً وانساناً، اراد ان يقول شيئاً للجميع قدمنا اول مسرحية في سورية في النادي المصري السوري حالياً المركز الثقافي العربي وتم عرض المسرحية لمدة (60) يوماً والصالة ممتلئة يومياً، ولم يكن فناناً كوميدياً فقط بل كان هادفاً وكان يقول ان المسرح الذي لا يجلب جمهوراً انه لا ينجح، وفي اعماله المسرحية اهداف اجتماعية كما كان ملتزماً تجاه الوطن والمجتمع وكانت طبقات صوته منخفضة ولا تعلو الا للجمهور على الخشبة ، انه صاحب رسالة.
< طلحت حمدي :
كان مسرحه لمّاحاً وناقداً
مسرحه لمّاح وناقد وكانت اعماله تشاهد في كل الظروف في السبعينيات عرضنا مسرحية وكان الجو مثلجاً وانقطعت الطرق وبالرغم من الظروف الجوية القاسية فإن المسرحية عرضت شهراً كاملاً وكان الحجز يتم قبل اسبوع لحضورها.
< ممدوح الاطرش في جبهة القتال
اسس محمود جبر نادي الفن في سورية وقدم مجموعة من الاعمال ثم التحق بالمسرح العسكري، وكان دوره مهماً في الحركة الفنية المسرحية كما عمل في المسرح العسكري وتخرج في هذا المسرح العديد من الفنانين وشارك في ترفيه الجيش عبر المسرح الجوال وقدم الكثير من الاعمال في جبهة القتال الى خطوط النار الامامية.
< الفنانة ليلى جبر: همه سعادة المواطن
كان والدي يهتم بالمواطن وبأدق تفاصيله الحياتية والاجتماعية والثقافية والسياسية فقد كانت هموم الناس همومه وقد عمل كثيراً على اسعاد جمهوره عبر الخط الذي سلكه في مشواره المسرحي ،بكل صدق واحساس فذ ونقد بناء واقعي وغير جارح وفي نفس الوقت يرسم البسمة على شفاه الناس .
< علي القيم :
بصمة واضحة في مسيرة الفن السوري
بعدها القى الاستاذ علي القيم معاون وزير الثقافة كلمة الوزارة اكد فيها ان الفنان محمود جبر كان فناناً رائداً ومبدعاً وفاعلاً في الحراك الثقافي والفني في سورية على مدى اربعين عاماً وهو نتاج مرحلة مرت بها سورية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي مرحلة النضج الفكري وهو خير من يمثل هذه المرحلة سواء في المسرح او التلفزيون او السينما فقد كان بطلاً متنوعاً ومشرفاً في اعماله، واضفى البسمة على وجه الناس تاركاً اثراً كبيراً ،مازال شاهداً في بقايا اعماله المسجلة في الاذاعة والتلفزيون. وعن الجانب الانساني في الراحل الفنان قال الاستاذ القيم: لقد كان واضحاً وبسيطاً حيوياً ومتفائلاً يقدم الجديد في فنه، وبيّن هموم الناس وترك بصمة واضحة في مسيرة الفن السوري وفي كل ماقدم من اعمال.
وبعدها ألقى نقيب الفنانين اسعد عيد كلمة نقابة الفنانين قال فيها: الفنان الراحل محمود جبر احد اعمدة النقابة وعلم من اعلام الفن: «تغيب عنا لكن افعالك لا تغيب ... حاضرة تعزف لحن البقاء والخلود تؤكد طبيعتك وشيمك النبيلة... اضحكتنا كثيراً فأبكيتنا عليك كثيراً .
تذكرنا اخلاقك الحميدة ووجهك السمح وكلامك المهذب اللطيف... لنا الصبر والسلوان» .
وألقى كلمة اصدقاء الفقيد الفنان محمود جركس قال فيها : لقد شاركت في الكثير من المسرحيات التي قدمها وتعرفت الى فنان كان يؤمن ان للمسرح قدسية عالية ...لقد وجدت في مسرحه ضالتي المنشودة فهو مسرح عائلي بكل معنى الكلمة وكان مسرحه ملتزماً بأبسط قواعد التهذيب والاحترام .
واختتم التأبين بكلمة اهل الفقيد للفنان ناجي جبر قال فيها: كان الفقيد الاخ والعون الذي نعود اليه ، وتحدث عن مسيرته الفنية الحافلة بالعطاء فالفنان كان احد مؤسسي الحركة الفنية في سورية وكان مثلاً يحتذى به وقدوة للفنانين الجدد فقد ترك اعمالاً خالدة لازالت راسخة وغيبه الموت قبل انجازها. شغل مناصب عديدة ونجح فيها ففي نقابة الفنانين عمل على تقويم الخطأ والوقوف الى جانب رفاقه، كما كان عضوا في مجلس الشعب لدورتين... وفي النهاية لا يسعنا الا ان نتقدم بجزيل الشكر الى السيد الرئيس بشار الاسد الذي رعى الفن والفنانين وكرّمهم أحياء وامواتاً .
متابعة : جازية سليماني