يوهمنا الرحيل أحيانا! بأننا نتنفس الصعداء! عن المساحة السابقة والرابضة على صدورنا بكل كائناتها ومكوناتها والتي أبرزت في وجوهنا مرات عديدة "الكرت الأصفر" وفي ساعة الصفر "الكرت الأحمر ", فتتصدق بنا للغربة وكأننا مواد زكاة فطر مفروضة الدفع.

وحين تأخذ منا الغربة قدر حاجتها تمد إلينا "نار الحكاية" لسانها, ويلفظها الحنين , فنبدأ بإعادة الصورة إلى واقعها بعقد مقارنة مصبوغة بالرهبة بين مكان آلفناه وأسقطنا من صدره ومكان يتقبل وجودنا على حافة الوجود حتى وان لم يمسح غبار الدمع من أهدابنا وكلما لمح بلورا متكورا ينفرط من خيط شديد البأس كعقد زمرد اجبر على البتر , يرجع الأمر على ـــ..أن بعض الدمع حلم .

تلك السويعات التي تعلن عن النهاية هي التي تدق نواقيسها لبداية أخرى .
فتدق مسمار نعشها في فتق يختلس الهواء من بين ثنايا الوقت المنهدل تكاسلا
ربما اختلفت عن التي انتهت (ولكنها لما قامت) إلا على أنقاض تلك النهاية
هل يحمل لنا القادم دوما أنباء مبهمة تعجز اللغات أمامهاعن تأسيس قدرا من الاصطلاح الوقائي حتى تمر اللحظة عبر موكبها وشرر التوجس يطلق سهام الخوف .. فيصدمنا الأمر عندما يمر بسلام وأننا ضاعفنا جرعات الحرص.. لكن الحذرلا يمنع القدر .