حرب المفاهيم الجديدة واختباء القيادات
احمد شعيتو
القلق يعتمر قلب العدو الصهيوني منذ مدة غير وجيزة من احتمالات الحرب وهو يتحول كل فترة الى "خلية نحل" تتدرب لمواجهة القادم.. هي حرب لا بد انها بشكل جديد عن الحروب السابقة بل اقسى من حرب تموز بأشواط كما يتوقع العدو ويجاهر. وتقول "اسرائيل" كما ذكرت هآرتس امس ان هناك احتمال حرب قريبة بسب احداث سوريا وتطورات المنطقة، ولا شك ان المناورات المتكررة والمناورة الاخيرة الكبرى التي تضمنت تكتيكات جديدة دلالة على عمق التخوف..

تطور الصواريخ مسألة لا تزال تقض مضجع القيادة الصهيونية حتى دفعتها في المناورة الاخيرة الى الاجتماع تحت الارض ضمن التدريبات والاختبارات التي تعني ان "اسرائيل" باتت مقتنعة بان الاهداف المستهدفة بالصواريخ اصبحت اكثر تحديدا. اما مسألة "الحرب تحت الارض" فهي حكاية اخرى تدل على عمق المأزق الذي وقعت فيه "اسرائيل" في حرب تموز عندما عجزت عن اكتشاف مكان المقاومين.
وقد شكلت "اسرائيل" وحدة خاصة بالحرب تحت الأرض. وكشفت أوساط عسكرية إسرائيلية منذ فترة عن تدريبات يُجريها الجيش الإسرائيلي تهيئة للحرب القادمة التي يرى أنها ستندلع في باطن الأرض ، لافتةً إلى أن الجيش قد شكّل وحدة خاصة يحمل كل جندي فيها "روبوتاً" متطوراً ينقل صورة واضحة من داخل النفق إلى غرف تحكم خاصة لإرشادهم، ويقلل الإصابات بينهم، حيث أجري التدريب بمشاركة المئات في أحد المعسكرات في مستوطنة "يوكنعام" شمالي فلسطين المحتلة.
وتعتبر اسرائيل ان "العدو" الذي فهم كيف يحارب الجيش "الإسرائيلي"، اخترع آليتين للتفوق عليه: إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية، وحفر الأنفاق ومحاربته من تحت الأرض، لا من فوقها. لذلك يتم إرسال "الروبوت" خلال هذه التدريبات، لا سيما وأن الحرب تحت الأرض ليست مجرد خيال جامح.
ومؤخراً ضاعف الجيش حجم قواته التي تعمل بالقتال تحت الأرض، حيث تم تشكيل فصيلة احتياط الأولى من نوعها، وأنهت في الأيام الأخيرة عملية التأهيل، وانضمت للفصيلة النظامية.

الحكومة الاسرائيلية تدربت بالأمس على النزول نحو ملجأ محصن تحت الأرض للإجتماع قبل وصول الصواريخ بعد تدرب اعضاء الكنيست منذ يومين على خطة للاخلاء. وكان سيناريو اليوم الثالث من مناورة "نقطة تحول-5" : مئات الصواريخ من لبنان وايران تدمّر مبنى الكنيست والحكومة الإسرائيلية تجتمع تحت الأرض. الجبهة السورية تشتعل جنوباً وغزة تدخل الحرب ضدّ "اسرائيل".
اذاً كانت المناورة تحاكي للمرّة الأولى هجوماً غير مسبوق على مبان وزارية وحكومية تطال تجمّع اللجنة الوزارية المُصغرّة في القدس المحتلة.وفيما الجبهة الداخلية آخذة في الإشتعال وفقاً لسيناريوهات مطروحة فسيكون على الجيش الإسرائيلي مجابهة احتمال سقوط طائرات مدنية وصواريخ على كامل مساحة الكيان ، فضلاً عن إجلاء مئات آلاف المستوطنين.
وهذا التمرين هو الخامس من نوعه بعد العدوان على لبنان 2006 الذي هرب خلاله حوالي 300 ألف "إسرائيلي" من شمال فلسطين المحتلة جراء صواريخ حزب الله. ومن ضمن التدريبات كان اطلاق صافرات الإنذار في جميع أنحاء الكيان التي يبلغ عددها 3100 صافرة عبر محطات الإذاعة والتلفزيون المختلفة وعبر الهواتف النقالة والرسائل القصيرة لإعطاء الإشارة للمستوطنين بالذهاب إلى الملاجئ بهدف "تحسين التنظيم في وضع الطوارئ بين المستويين المحلي والعسكري". وشاركت 80 بلدية والجيش والشرطة ورجال الإطفاء وخدمات الطوارئ بما في ذلك المستشفيات في مناورة "نقطة تحول 5" التي استمرت من الاحد حتى الجمعة.
قيادات مختبئة.. صواريخ مرعبة

حول تضمن المناورة "الاسرائيلية" الاخيرة تدريبات من نوع جديد كاختباء كوادر "الدولة" والحكومة تحت الارض يقول الخبير العسكري العميد المتقاعد الوليد سكرية في حديث لموقع المنار "الوضع الطبيعي لكل الدول يقول بأنها يجب ان تحمي كل القيادات التي تدير البلاد لأنه يجب الا تشل القيادة العسكرية والسياسية وادارة شؤون الدولة".
ويضيف "اسرائيل كانت في كل حروبها جبهتها الداخلية خارج ساحة الميدان وكانت غير معرضة للخطر لهذا لم تول هذا الشأن الاهتمام الكافي، لكن اليوم اصبحت تدرك ان جبهتها الداخلية ستكون معرضة وان مقرات قياداتها قد تكون عرضة لاستهداف كبير لأن لها الاهمية الكبرى لذا اقدمت على تجهيز مقرات القيادة المخفية تحت الارض والمؤمنة بكافة التجهيزات المطلوبة".
ويلفت سكرية الى ان "اسرائيل" تتوقع ان تسقط الصواريخ على كافة انحاء البلاد لكن اصبحت الصواريخ تحقق اهدافها بدقة لأن "اسرائيل" تقول ان الصواريخ التي تم تطويرها مثل سكود- دي اصبح دقيق الإصابة حتى 10 او 20 مترا وهذا يعني انها تصيب مبنى او مباني مقرات القيادة التي تستهدفها ، وهي مزودة بـ 600 او 700 كلغ من المتفجرات لذا باستطاعتها ان تحدث دمار كبيرا في المكان او المبنى المستهدف لذلك لا بد "لإسرائيل" ان تبني هذه المقرات بشكل محصن".


مواجهة تحت الأرض.. والحرب سجال
"في حرب تموز لم تستطع "اسرائيل" اكتشاف مواقع المقاومة فقواتها تدربت على مواجهة جيوش نظامية موجودة ومحددة الامكنة والمواقع وبمقاييس تكتيكية محددة لكن تفاجأوا في تموز 2006 انه مع المقاومة كل ذلك غير موجود وان المقاومة موجودة في تحصينات تحت الأرض"، هذا ما يقوله سكرية الذي يضيف "لذلك بعد حرب تموز اوْلت "اسرائيل" هذا الامر وهذا التدريب اهتماما خاصا للأهداف التالية:
- مواجهة هذه الحالة بشكل فعال
- اكتشاف المواقع المخفية
- التعاطي مع هذه المواقع عسكريا بالشكل المطلوب
- الاحتماء من تأثير المقاومين

اذاً "الهدف من ذلك تفادي المفاجأة اثناء العمليات العسكرية، والتأثير على المقاومة". لكن يخلص سكرية الى ان "الحرب سجال، اي ان "اسرائيل" كما تدربت وطورت استعدادها لحرب من نوع اخر منها الحرب تحت الارض وذلك منذ حرب تموز فمن الطبيعي ان تطور المقاومة اساليبها في المقابل لمواجهة هذه الاحتمالات"..

http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=68056&cid=21&fromval=1&frid=21&se ccatid=35&s1=1