الثورات العربية الى اين
بقلم : سوسن زهدي شاهين
مختصة في الشؤون السياسية
فلسطين/القدس
منذ انطلاق ثورة الياسمين التونسية انطلق شعار " الشعب يريد اسقاط النظام" مثل الهشيم في النار ،لتكتوي به الشعوب قبل الانظمة المراد الاطاحة بها، بات الشعب العرب حائر وتائه امام ما يريد وأمام ما حقق بعد ثوراته من انجازات ، لنجد انه اسقط انظمة دون ايجاد حلول تذكر فبات الشارع العربي لا يفصله بين حرية السياسة والتعبير عن الرأي والفوضى الخلاقة سوى بضع خطوات فإما تميل كفة الحرية وتحقيق ما اراد الشارع العربي ،أوتضيع به الاحلام ليأتي بما هو غامض وهم على كاهل هذا الشعب والاجيال المتعاقبة ، وانا هنا لا ارفض ماحدث لكني اطالب توضيح الخطوات العملية القادمة ، هانحن ننظر وكل الامور بقيت على حالها سواء في تونس او مصر والتي انجزت الثورة بهم ، لازال رموز النظام هم هم ، ولم نجد اي دور فعال لشباب في المشاركة في رسم السياسيات وتعديل القرارات وكأن شباب الثورة امل الامة العربية والتغير اخذتهم غفوة الانتصار والفرح ، وانهم قرروا ان يقوموا باستراحة المحارب في وقت لا مجال به للاستراحة ، فالوقت الآن حازم ومهم ولا يمكن ان نغفل عنه للحظة فإما يحقق الشباب العربي ما ثار من أجله أو انه يخمدوا جمرة الثورات . مع غليان الساحة العربية ، واحتدام ثوراتها ومنافسة الفضائيات الاعلامية لنشر شريط فديو من هنا وآخر من هناك ، وشهود عيان يتم بعد ذلك الاعتذار عن انهم ليسوا بشهود عيان ضاع الشارع العربي الذي يرتقب حتى يتحرك فيما بعد ، لقد زرع الاعلام الخوف في ظل القوة التي أودعها الشباب العربي في شعوبهم ،وهنا يجدر بكل شباب الثورات العربية ان يتحدوا وان يتكلموا بشكل قوي لينقذوا ما يمكن انقاذه ، على سبيل المثال ماحدث في تونس ومصر من جرائم قتل ارتكبت بحق شباب الثورة لا يمكن مقارنتها في ليبيا ، فالجيش هناك وقف ليحمي ارادة الشعوب والشباب وقف كماكنة اعلامية قوية بخطاب مقنع للجميع وتمكن من كسب ثقة الشعب ، في حين انه في ليبيا قتل ومجازر ودماء تسفك ، وصور من هنا وهناك وبتنا في حيرة من امرنا ، وحتى ما جرى في الساحة اليمنية شتان ما بينه وبين ليبيا لقد توفقت مصر وتونس واليمن في انسانيتها ورأفتها على الشعب ، حتى ان القذافي على الرغم من تعاطيه حبوب الهلوسة ، ومناداته الدائمة بالزحف المليوني ولا نعلم الى اين لاننا نشاهد الزحف يرتد عكسيا عليه ، قد فاق الأسد انسانية نعم لم يعد بأمكان عين المشاهد العربي الصمت اكثر على الجرائم المرتكبة بحق المدنين السوريون اكثر وقتل الابرياء والتمثيل بجثث الاطفال ، كان الاجد بنظام السورى تحويل هذه الجرائم الى الاحتلال ، كان الاجدر به اظهار العضلات المفتولة على من اغتصبوا ارضه وخرقوا الدفاع الجوي السوري، كان الاجدر بالجيش السوري ان لا يقلد صور سجن ابو غريب في التمثيل بسجن المعتلقين المدنين ، هنا اصبحنا وللاسف نضع انفسنا في مقارنة هي غير واقعية ومنطقية على الاطلاق وهي من تفوق بالقتل على الآخر ونأخذه كمقياس من صمد اكثر دون ان يقتل مدنين اكثر وفي ظل هذا وذاك ، بات شهداء الثورات العربية أرقام مجرد ارقام تقرأ من على المحطات الفضائية ،حتى عند قرائتها لا تجروء تلك القنوات على قول كلمة شهيد بل قتيل . وامام كل التجارب التي حدثت والسيناريوهات نستطيع ان نرسم سيناريوهات لباقي الثورات العربية لكن علينا ان نضع في عين الاعتبار ان كل ما سوف يحدث على صعيد الساحة المصرية سوف يكون رسالة الى كل الشرق الاوسط وستم اعادرة رسم الاوراق العربية بناء على المتغيرات التي سوف تحدث على الساحة المصرية التي يجب ان نرقبها بحذر شديد فهاهذه مصر ابتدأت تعيد حراكها من جديد على العالم العربي واعادة رسم التحالفات ومسك زمام الامور واولاها المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ، اذن لنعود الى باقي السيناريوهات المتبقة سيناريوا اليمن: أولا :- بعد رحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بطريقة مفاجئة للجميع وانه تعرض الى عملية اغتيار نستطيع ان نقول ويبقى هذا محض تكهنات فقط ، أن الرئيس اليمني خرج الى السعودية ليجعل الامور تسوء في اليمن اكثر مما هو عليه الحال الآن ، ولا يمكننا ان نتجاهل ان تنظيم القاعدة اغلبه في اليمن ، وقد ابتدأت التفجيرات في اولى حالاتها في اليمن بعيد رحيل صالح بفترة قصيرة ، هذا يعني انه يريد ان يثبت للجميع انه كان يحارب الارهاب وليس الشعب وهنا تدخل اليمن في دوامة الحرب الطائفية التي لا يمكن العودة عنها أو الرجوع الى بعد الانتهاء من كل تصفية الحسابات الشخصية والخاصة ، وحتى وان انتهت بسلام فالعقلية اليمنية هي عقلية عربية صلبة تحمل في ثناياها قضية الثأر والانتقام العائلي والقبلي .وانا قد كنت ذكرت عن الثورة اليمنية وقرب حدوثها في مقال سابق قبيل اشتعال الثورات العربية بعد زيارة الرئيس نجاد الى المنطقة العربية . ثانيا:- انه يتم تسلم السلطات في اليمن بشكل سلمي للجيش او حتى للقبائل العربية هناك وتصبح قبيلة اليمن لا دولة اليمن .أو يحكمها الاخوان. سيناريوا ليبيا: أولاً :- ان يبقى العقيد القذافي يزحف الى ما لا نهاية هو ومن تبقى معه من اعوانه ، في زحف بلا عودة ، وهذا يستحيل على القذافي لمن يتابع خطاباته ويبقى تكهن سياسي ، ان القذافي يقوم بالتنازل عن الحكم في مقابل خلق ميليشات والعودة الى الارض لتقوية اوضاعه من جديد ومن ثم العودة الى الساحة الليبية بشكل قوي ، وان لم يكن هو يكون احد ابنائه ولربما سيف الاسلام . ثانيا:- ان يتمكن الشعب الليبي من الوصول الى العقيد ومحاكمته ومن ثم الانتقال الى ترسيم ليبيا من جديد واعادة بنائها التي تحتاج عشرات السنين الآن سيناريو سوريا :- اولا: - ان يقوم النظام بخطواته التي هو الآن قائم بالفعل عليها وهي ارتكاب المجازر والقتل لتطبيق نظرية عقدة الصدمة على الشعب السوري ، وارتكاب المزيد من الجرائم ، والاعتقالات السياسية وما الى ذلك من ترهيب لشارع السوري ، في ظل انه وللمرة الاولة يقف الجيش الذي من واجبه الدفاع عن الشعب في وجه النظام ، يقف ليقتل الشعب وهو من ابنائه وهذا السيناريوا قائم ولا نعلم متى يمكن ان يتقوف. ثانيا :- ان يقوم النظام بتسليم مقاليد الحكم بشكل انتقالي للجيش والذي يرأسه شقيق الاسد ، وهنا تصبح الامور اشد تعقيدا فأن ما سوف يجري لن يكون الا نقل للقبعات من رأس الى آخر ، وسوف يكون التعامل بيد من حديد مع الشارع السوري وبالاخص الشباب منهم . ثالثا:- ان يختار بشار الاسد موقف يحمي ماء الوجه ولو قليلا ويقوم بفتح جبهة شمالية للحرب على اسرائيل لتحرير الجولان من الاحتلال الاسرائيلي ، وهنا ينعكس مسار الثورة المصرية وينحرف من مطالب بإسقاط النظام الى مطالب بانهاء الاحتلال . لكن تبقى كل هذه السيناريوهات محض تكنهات سياسية ، علينا ان ندرك انه لا يمكن تجاهل القوى السياسية والدولية الخارجية في رسم وتشكيل السيناريوهات لان جزء كبير منها يعتقد انه آن اوان استغلال الانقسامات في الساحة العربية لتقسيمة وتناول جزء منه على طبق من فضة. ويبقى مخفي ما هو اعظم حول الثورات في باقى الدول التي لم تثر.

Sawsan Zuhdi Shaheen
Political Affairs Specialist/
Mobile#: +972 (0) 599759096
E-mail Address
sawsan444@yahoo.com
http://blog.amin.org/sawsan/
Jerusalem /Palestine