زهرة في كلّ المواسم

شاكر محمود حبيب

زهرة في كلّ المواسم تفتح صدرها
وتنشر العطر شوقا لكلّ المروج
ويحتفل النحل أسرابا تموج وأسراب
عروس الندى والمطر
تفتح صدرها
وتنثر شعرها مظلـّة لعشاقها
توقظ السواقي والعصافير
وعشتار تغنـّي مواسمها
بزفاف الربيع
وتمّوز ينثر أنغام الهوى بكلّ المزامير
والصبايا فراشات تطير
وربّات الحجال
يرددنّ أغاريد الهوى والجمال
صفوفا صفوفا يطفن حول
زهرة الشمس
ويقطفنّ من نورها
شموعا للرجال
زهرة تفتح صدرها وتحيـّتها
لكلّ الزائرين سلام
وابتسامتها نداء لطيف
يرشّ الندى بالكلام
وتسقي المسامع منه القلوب
وأدراجها رحلة مجد
وأسفارها في دروب الخلود
تخط ّ ثوابتها بخطى
على رسمها نسج التاريخ
سجاجيد القرون
تسامرها كلّ السنين
وتنشر أشرعة أشواقها
بان الحنين رسالة عشق
تذوب بروح المحبـّين
وتحنو عليهم بحضن العيون
سلام
سلام
لعاشقة معشوقة
بين جنبيها تسابيح الهوى تنطق
ويشدو لها في الهوى المشرق
سلاما سلاما
لجالسة على عرشها
والثريّا بها تحتفل
والظلام لوى رحله
وسرى به النور يرتحل
تغنـّي لها الأغاني
والعود لها يرتجل
والعاشقون لجلالتها صامتون
وأفراحهم تبتهل
سلاما سلاما
حملنا الهوى
سلاما سلاما
حملنا الرجا
سلاما سلاما
حملنا الأمل
سلاما سلاما
زهرة تفتح صدرها وتحيّتها
سلام
وفي فمها سكـّر
تحيّتها سلام
وفي قلبها يكبـر
تحيـّتها سلام
وفي أسمها يذكـر
وتملأ صمت السنين كلاما
يضوع به العنبر
حكت شهرزاد بها
وحكى بها الشاعر
وقال الإمام بها
وقال بها الساحر
تجمـّع فيها الجمال
وسار به السائر
رعتنا مآثرها
ونأتي بنعمتها نكفر
على هدبها رقــّة من نعاس
وفي قلبها يقظة تحذر
بليلة غدر تمدّ يد
بماء الظلام
ويطعنها في الحشا خنجر
ويقطع أحلامها والدما
مطر اخضر
يفوح بعـطر الربوع
ومن وردها يقطر
فدّوت على جرحها صرخة
تحدّر تيـّارها يزخر
ستبقى وفي قلبها
جناح الفدى ينشر
وصقر العروبة حيّ
وفي صبرها يبصر