لغز ظهور الفيروسات القاتلة
بالرغم من أن العلماء لم يتأكدوا بعد من سبب ظهور أمراض لم تكن معروفة من قبل، يبدو أن القارة الأفريقية مصدر الكثير منها. وقد بثت تلك الأمراض الرعب في نفوس البشر، خلال الحقبة الأخيرة. وكان آخرها انتشار الوباء الذي يسببه فيروس إيبولا في أوغندا. وفضلا عن العدوى التي يتصف بها فيروس إيبولا، ليس هناك دواء مضاد له، كما أنه فيروس قاتل. وقد راح ضحيته، حتى الآن، نحو أربعين شخصا في أوغندا وحدها في الموجة الأخيرة.
إلا أن الفيروس، برغم كونه أخطر الجراثيم التي تسبب ما يسمى بالحمى النزفية، ليس الوحيد الذي له جذور أفريقية. فهناك أمراض أخرى مثل حمى لاسا وحمى الوادي المتصدع وغيرها قد نشأت في القارة ذاتها.
مناطق أخرى
مع ذلك فإن القارة الأفريقية ليست الوحيدة التي ظهرت فيها أمراض لم يسمع عنها من قبل خلال العقود السابقة. فقد شهدت مناطق أخرى في العالم ظهور فيروسات تسبب الحمى النزفية، مثل بوليفيا والأرجنتين وكولومبيا والبرازيل. وتقول الدكتورة ديانا لوكوود من مستشفى الأمراض المستوطنة في لندن إن ما يزيد من انتشار فيروس إيبولا هو انتقاله من شخص إلى آخر. وتوضح أن إعادة استخدام الحقن الطبية والنقص في نظافة المستشفيات وحالة الفقر تفاقم من سوء الوضع.
فيروس الإيدز
وبالرغم من الجدل الدائر حول أصل بفيروس الإيدز وأسباب إصابته البشر، فإن ثمة اعتقاد بأن أصل هذا الفيروس أفريقي أيضا. إلا أن أفريقيا، لم تحتكر عبر التاريخ، ظهور أمراض خطيرة مثل الطاعون الذي أطلق عليه الموت الأسود وأدى إلى موت الملايين في جميع أنحاء العالم خلال القرون الوسطى.
ويعتقد أن العصيات المسببة لهذا المرض نشأت في صحراء جوبي في آسيا الوسطى. وقد انخفض عدد سكان أوروبا بسببه بمعدل الثلث إي أنها فقدت نحو خمسة وعشرين مليون شخصا خلال سنوات معدودة.
وهنالك من يعتقد أن الفيروسات الأخيرة ظهرت للمرة الأولى، في الحقبة الأخيرة، مع وجود أدلة على أنها تعود لفترات أقدم. ويوضح العديد من العلماء بالقول إن امتداد المدنية إلى مناطق لم تكن مأهولة في الماضي، وضعت الإنسان في تماس مباشر مع ما يصفونه بمستودعات طبيعية لفيروسات موجودة منذ القدم. ومن المرجح أن تلك الفيروسات ظلت متعايشة داخل أنواع معينة من الحيوانات دون أن تسبب لها أي أذى.
لكن انتشار القرى والمناطق الصناعية أدى إلى الاقتراب من مواقع تلك الجراثيم. ويعتقد العلماء إن البشرية ظلت بمنأى من تلك الفيروسات بسبب الموت السريع للحيوانات، كالقرود مثلا، التي أصيبت بها. وقد شخص فيروس إيبولا في بادئ الامر، في المناطق الاستوائية السودانية بعد ظهوره في زائير - الكونغو الديمقراطية حاليا - وجنوب السودان، في أواسط السبعينات.
ومنذ ذلك الحين شخص المرض في كل من ساحل العاج والغابون وغيرهما. وتجري الآن دراسات خاصة بالبيئة في ثلاث بلدان أفريقية بينها الكونغو الديمقراطية للتعرف على الحيوانات الناقلة للمرض. وقد أحدث الباحثون إصابة اصطناعية بفيروس إيبولا للخفاش، وتبين أنه لا يؤدي إلى موته، الأمر الذي أثار تكهنات حول دور هذه الحيوانات في انتشار المرض.
جدل :
وحتى انتهاء تلك الدراسات لا يزال ظهور فييروس إيبولا أمرا غامضا. إلا أن أصل فيروس الإيدز البشري أتش آي في - اثار ولا يزال يثير جدلا أكثر احتداما، إذ يعتقد العلماء أن الفيروس انتقل من الحيوانات وبالتحديد القرود إلى الإنسان. وتوجد القرود الحاملة لفيروس الإيدز في أفريقيا فقط، الأمر الذي جعل أصابع الشك تمتد إلى القارة السمراء.
أما كيفية انتقاله من القرود إلى البشر رغم ما يسمى بحاجز النوع، فإنها مسألة يدور حولها الجدل. وهناك فريق يعتقد أن الانتقال تم بواسطة استهلاك لحم القرد، كما أن هناك فريقا آخر يعتقد أن السبب حقن البشر بمواد اختبارية تحمل دماء القرود أثناء التجارب الخاصة بالملاريا في أوروبا وأمريكا خلال الخمسينات.
المصدر
موسوعة الدهشة
http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=1037