الطريق الطويل..


كانوا ستة أفراد.
ثلاث نسوة .
وثلاثة رجال....
اثنان منهم في متوسط العمر...
وكذلك امرأتان..

وفي زاوية من المكان : شاب وفتاة ...تجلل وجههما خجلا واحمرارا ، ونظرات واعدة بريئة.
كانت نسمات عليلة تخرج بفرحة من القلوب، ونوافذ المنزل الذي دخلوه مفتحة على المستقبل الجديد.

مخملية الأنوار، تلك التي تخرج من القلوب..
مزركشة بأنواع تطريز فريدة....

وعرفان يظلله، قبلات الأيادي للكبار.
ورغم طول الطريق للوصول،إلا أن المشروع يستحق.

وصلوا، حيث لم يكن للمنزل هذا بابا بعد.

دخلوا، وتناثرت الآراء:
-صغير....
-ليس له إطلاله....
جيران مخيفون....
-أقذار هنا وهناك، حول المنزل.
-لا لن تسكن ابنتي هنا أبدا.
بادر العريس قائلا بحزم:
أ-تدرين يا حجة كم كان ثمنه...؟
خمس عشرة سنة من عمري خارج وطني.
وفاة مقربين تمنيت رؤيتهم فما استطعت.
وتناول خبز حاف، لكي أجمع مهر ابنتك المصون.
وآلام لا تحصى، يطول شرحها.
نظر إلى الكون من نافذة هذا المنزل العارية....
نفض يديه بأسف .
وخرج، تاركا إياهم في حيص بيص.

أم فراس