اقرأ هذه القصة:
يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله في كتاب هذا والدي:
كنت حديثَ عهدٍ بالسكن في منزلي القريب من دار والدي ، وشرح الله صدري وألهمني أن أعبِّر عن شكري له عز وجل بحفلٍ أجمَعُ الناس فيه على تلاوة قصة مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وفعلت ذلك بتوفيق من الله عز وجل ، وفاضت داري الصغيرة بجموع مباركة من الناس ، وشاع في المجلس الثناء على سيدنا رسول الله والصلاة والسلام عليه ، وشرح الله صدري فاشتركتُ مع المنشدين بتعطيرةٍ قرأتُها من مولد الشيخ يوسف النبهاني رحمه الله..
وصادفَ أن كانت تلك الليلة هي ذاتها الليلة التي فوجئ فيها والدي بالقشعريرة والبرداء ، وأنهكَه في صباحها المرض الذي أطبق عليه ...ولما فوجئت منه بهذه الحال ، وقفت خاليا ألتجئ إلى الله وأدعوه ،أن يجعل الحفل الذي وفقني لإقامته في تلك الليلة ابتهاجاً بسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ،إن تفضل فقبله مني ،زلفى إليه لشفاء والدي من المرض الذي ألم به.
وعلمتُ فيما بعد أن ابني محمد توفيق تقرّبَ إلى الله ببعض الصدقات برجاء شفائه ،وأن أختي زينب-وهي من زوجته الثانية-نذرت صيام أيام إن شفاه الله عز وجل..وأن آخرين من أفراد الأسرة تقربوا إلى الله بقربات بقصد شفائه رحمه الله.
فأخبرَنا والدي في أيام مرضه ذاك ، أنه رأى في منامه عُلَباً جميلة مصفوفة أمامه وعَلِم أن فيها أدوية لمعالجته ،وجاء مَن يقول له :
هذه أُهديَت إليك من توفيق ،
وهذه من ابنتك زينب..وهذه مِن....ثم قال..
وأشار إلى أكبر وأجمل واحدة بينها:
وهذه أُهديَت إليك من ابنك محمد سعيد.
كان اغتباطي كبيرا جدا بهذه الرؤيا التي رآها أبي رحمه الله لعدة أسباب من أهمها.. أنها زادتني يقينا وطمأنينة بأن الاجتماع على ذكرى مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتبعه من صلاة عليه ومديح له عمل مبرور عند الله عز وجل ومُثاب عليه إن خلصت النية وصفا القصد وخلا العمل والحفل من المحرمات...
وحسبك من فوائده أنّ من شأنه أن يدفع من في المجلس إلى مزيد من محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.