المصدر: الجزيرة
أكد مضي تل أبيب في مشروع التطهير العرقي
مؤرخ إسرائيلي يدعو للاعتراف بجريمة نكبة الفلسطينيين
--------------------------------------------------------
إيلان بابه: الصهيونية فاسدة أخلاقيا من أساسها وأستهجن
قبول إسرائيل ضمن الأسرة الدولية
وديع عواودة-الناصرة
---------------------
دعا المؤرخ الإسرائيلي المعادي للصهيونية إيلان بابه إلى إعادة النظر
في مصطلح النكبة كتعريف لحرب 48 ونتائجها بالنسبة للشعب الفلسطيني.
وشدد على أن الكلمة تضيق بالدلالات المروعة وبالحجم المهول للجرائم الصهيونية التي ارتكبت خلالها.
وقدم المؤرخ الإسرائيلي محاضرة حول الموضوع في مؤتمر بعنوان
"النكبة في عامها الستين" نظمته جمعية ابن خلدون للثقافة والمؤسسة العربية لحقوق الإنسان
في مدينة الناصرة أمس السبت، بمشاركة مجموعة من الباحثين ووزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي.
وأشار إيلان بابه -الذي صدر له مؤخرا كتاب "التطهير العرقي في فلسطين"-
خلال المؤتمر إلى أن صورة وحقيقة النكبة تنجلي أكثر فأكثر بعد ستة عقود،
ونوه إلى أنها تبدو له أشد قسوة مما قد اعتقد سابقا.
وأضاف "كمؤرخ تعجبت لاكتشافي مع الأيام فصولا مجهولة في ثنايا النكبة وأبرزها حقيقة
أن القرى والمدن الفلسطينية التي دمرت ومئات الآلاف ممن هجروا وذبحوا، كانوا ضحية
جريمة وأيديولوجية لا نتيجة حرب عادية".
11 مجرما
-----------
جانب من الحضور في المؤتمر
ودعا الباحث الإسرائيلي -الذي أعلن قراره بمغادرة إسرائيل مؤخرا احتجاجا على عنصريتها-
إلى فهم حقيقة الجريمة التي خطط لها قبل عام 48، وإلى ضرورة مواجهة نتائجها بشكل
مغاير كي يكون بالإمكان التحدث عن فرص السلام.
ولفت إلى أن الجريمة صهيونية والمجرمين الكبار هم 11 قائدا برئاسة
ديفد بن غوريون خططوا خلسة وفي الغرف المظلمة للتطهير العرقي.
وأضاف "قرر أولئك بدم بارد تطهير البلاد من مليون فلسطيني في شتاء عام 48
من أجل إقامة دولة يهودية على 80% من أراضي فلسطين وبموجب الخطة
أعدوا لتفريغها بالكامل من العرب".
وأِشار إيلان بابه إلى أن بقاء نحو 150 ألفا من فلسطينيي 48 كان نتيجة إدارة كفاح شجاع
مقابل جيش عمل لطردهم "لكنهم صمدوا رغم هول الجريمة التي
ارتكبت ضد الإنسانية وفقا للحقيقة وللقانون الدولي".
وقال "لم توقف الصهيونية وإسرائيل بقيادة حزب العمل مساعيها لاحقا وحتى اليوم
لتهجير الفلسطينيين فهجرت 300 ألف فلسطيني عام 67 من ديارهم، بل حاولت
تفريغ قطاع غزة ونقل سكانه إلى الضفة الغربية عام 1971، لكن حرب الاستنزاف
ومشاكل داخلية حالت دون القيام بالمزيد من التطهير، ولاتزال الدولة اليهودية حتى
اليوم تنهل من البئر الأيديولوجية المسممة في تعاملها
مع الفلسطينيين بمن فيهم المواطنون فيها".
وأكد المؤرخ الإسرائيلي أن الصهيونية فاسدة أخلاقيا من
أساسها واستهجن قبول إسرائيل ضمن الأسرة الدولية.
صمت دولي
-----------
مصطفى البرغوثي شارك في مؤتمر الناصرة (الجزيرة نت)
وحمل إيلان بابه بشدة على المجتمع الدولي بسبب صمته المطبق
على الجريمة باعثا بذلك رسالة للحركة الصهيونية بإمكانية
مواصلة الجريمة، موضحا أن مواجهة الجريمة تكمن في
الاعتراف الإسرائيلي والعالمي بها.
وأضاف "لسنا بحاجة لدلائل وبراهين
على واحدة من أبشع الجرائم التي اقترفت
بحق شعب، فهي ماثلة بوفرة أمامنا على شكل
مئات القرى والمدن المدمرة".
من جانبه أكد وزير الإعلام الفلسطيني في المؤتمر أن الرواية الإسرائيلية
شوهت الحقيقة بطرحها القضية وكأنها نزاع بين طرفين متكافئين على قطعة أرض.
ولفت إلى وجود تشابه كبير بين ما تعرض له الداخل الفلسطيني عام 48 وبين
الضفة وغزة منذ عام 67 من ناحية الاحتلال والاستيطان وتقطيع أوصال الأرض.
وشدد البرغوثي على أن إسرائيل تقتل فكرة الدولتين بممارستها سياسة التطهير العرقي المستمرة
من خلال الجدار والاستيطان وآلاف الحواجز والحصار وتهويد المكان وسرقة الماء.
جرعات سم
-----------
وأضاف أن "جدران الفصل العنصري الممتدة بطول 850 كيلومترا تشكل ثلاثة أضعاف
جدار برلين، وهي تطبيق لمخططات أوسلو التي لم توضع لا من قبل الرئيسين
الراحلين عرفات ورابين، بل من قبل الجيش الإسرائيلي".
واعتبر البرغوثي أن فكرة الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة تشبه إقناع
من يرفض تجرع السم بتناوله بالتدريج، "ويؤسفني أن بعض القادة العرب
يطالبوننا بقبولها وبتأجير إسرائيل الأرض المختلف عليها لـ99 سنة".
وأكد الوزير الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية ستنهار بالكامل في حال تواصل
الحصار على الفلسطينيين وأن حكومة الوحدة الوطنية ستكون آخر الحكومات. [/url]
ي و س ف