السلام عليكم
من الطبيعي عندما تدعم دولة ما السياسة الخارجية فإنها تكرس لها جل مقدرات الدولة لأجل أن تقوي جدرانها الخارجية.
فهل هذا يكون غالبا على حساب البنية الفكرية الثقافية ؟
في سياسة الداخل هل سياسة التدعيم الأمني والاستراتيجي أهم من الوعي العام حتى تضمن الهدوء والاستقرار الحقيقي حولها؟.
وهل ستكرس العناية الشاملة جيلا يحمل الأمانة بقوة ويمسك غدا بكل الأطراف الهامة بجداراة؟.
أم هناك إستراتيجية عنصرية تحاك في الخفاء؟.
تربويا.. ألسنا كمربين يجب أن نتهم أنفسنا وتقصيرنا تربويا في ترقيع هذه الثغرات ؟أم باتت المنافذ بعدها غير متاحة بقوة؟.
فلم لا نملأ هذا الفراغ أم نعول على المؤسسات الثقافية فقط؟
حقيقة سؤال كبير ربما يجيب عن بعض تساؤلات من بين السطور تبحث في حقيقة الخواء الثقافي الذي يغطي نفسه ببعض أسماء نحسبها على الثقافة وليس منها بشيء.
************
اجتمعت مع كوادر وطنية من جميع الشرائح أجمعت على أن الإعلام العربي والمحلي خاصة لو تابعناه بدقة ,نجد أنه لا يقدم الكوادر الجديرة بان تكون على السطح كهوية تنجز وتقدم لنهضة الثقافية العربية مايهمها.
فهل هناك وراء الكواليس ما ينظر لعالم المنافسة بسلبية. ولم لا نقل نبحث عن التكامل ؟
هل هذا هو تهميش للكوادر التي تستحق الاعتناء وعدم التهميش؟
فعلا ذكر لي أحدهم بحرقة:
-انظري إعلاميا لمن يظهرون على شاشتنا فهم أصناف: كبار سن لا يخشى منهم أبدا,صغار مطويين واقعيا تحت جناح السلطة والمؤسسات الوطنية الحكومية, أجراء لا ينفعوا ولا يضروا وهم بمثابة منتفعين, أما ماعدا ذلك فهم خارج سرب الوطن سرقهم منا وبإرادتنا منابر ومؤسسات الغرب علميا أو أدبيا أو ثقافيا أو ..
فأي نهضة تلك التي يبحثون عنها؟ هل هي نهضة جيوبهم أم نهضة مصالحهم؟.
يقول العالم زويل:
الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل.
تلك إذن أولى السياسات في التهميش للكوادر الحقيقية, والتي بعدها من الطبيعي أن نعرف لم بقيت شعاراتنا الرنانة كلاما في كلام.!
وربما كانت مقصودة بطريقة ما.
ولنلقي سؤالا على الهامش لنر هل كان للسياسة دورا هاما في تكريس الخواء الثقافي؟:
يقول كيسنجر للدوران من جهة أخرى:
كيسنجر : سوريا الآن مركز الإسلام المعتدل في العالم. هو ذات الإسلام الذي كان على وشك الانتصار في 73 لولا أخينا السادات.
ثم يتابع ويقول : وسوريا في نفس الوقت مركز المسيحية العالمية ولا بد من تدمير مئات البنى العمرانية المسيحية وتهجير المسيحيين منها. [1]
هل نعتبر أن الأمر هذا نوع من التهميش الثقافي؟أم هو جسر يربط جميع الأطراف ببعضها سياسيا رغم أننا لا نتقن الحوار السياسي عامة فهناك ما لا نعرفه عن الذكاء السياسي والتخطيط لأكثر من خمسين عاما بخطط بديلة كثيرة.!!
السؤال الأهم الآن :
كيف ساهم المجتمع داخليا في تكريس هذا الخواء الثقافي المخجل؟
1- الروح التنافسية السلبية في المؤسسات الثقافية.
2-الإهمال الثقافي الأسري وإهمال لغة الحوار التي يجب ان تكون حاضرة في ظل الانفتاح الثقافي .
3-التطبيق المنحرف والمنزاح لكل المبادئ النظيفة سواء أكان جهدا فرديا أو جماعيا ,كذلك تكريس الشعارات اللامعة بلا مفعول حقيقي بعد ذلك,وهو وحده يشكل عائقا وجدارا سميكا دون تحقيق الأهداف السامية.
4- انطوائهم تحت مظلة التسيس المفروضة , والتكلس معها بلا حيلة ولا مرونة في التصرف.
*******
من جهة أخرى يقول الأستاذ:عصام المطري:
ترى بعض النخب الثقافية والفكرية أن حياة التبذل الثقافي ستولي حيث لا رجعة مؤكدين عزمهم على إنعاش الحياة الثقافية والفكرية التي بدأت بالذبول إذ يرى مراقبون ثقافيون ومفكرين أن الأزمة الحقيقية المدوية التي تحياها الأمة الإسلامية والعربية مردها إلى ضعف الانتماء للدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة ومنهاج حياة حيث انقسمت مجاميع الأمة إلى إسلامي وإلى علماني تحت سقف واحد في زمن العولمة والفضائيات التي باتت تغزو الأوطان.[2]
فهل مرد ذلك اللعبة الإعلامية ؟ أم هي هشاشة القاعدة الدينية والفكرية والأخلاقية التي تزين سلوكنا وتكرس هذا الخواء الذي يمر عبر القنوات الثقافية كلها يظهر تلك العيوب السلوكية فينا والتي يلمسها الجيل الجديد الذي يرتديها مرغما ويحملها معه بعد ذلك.؟
بمعنى عندما تكون العلاقات في المؤسسات الثقافية تنافسية سلبية هذا يعني ان المستحق لن يظهر ولن يستطيع تقديم ما يستطيع لمجتمعه, وأن أمورا كهذه لو رجعنا للدولة وسياستها مسيس أصلا فماذا بقي لهم من فسح ومجالات للتحرك من خلالها؟
********
وإذن هل هناك دفع مقصود للتسطح الثقافي يؤدي بنا للتسطح الذي يجب ألا نصل له يوما ما؟وهل كان للوسائل التقنية دورا في ذلك؟
كتبتُ في 3/7/2012
مقالا بعنوان: دعوة للتسطح الفكري بينت فيه دور الفن في هذا التسطح فبينما نتهم الأعمال الغربية نقع نحن في هذا البحر المتلاطم في الأعمال العربية التي لا تحمل على معظمها جدية الطرح ويمكننا ملاحظة ذلك في السينما المصرية التي قدمت العواطف الحرام على طبق من ذهب..
بينما الأعمال الغربية رغم انفتاحها الأخلاقي المنفر بالنسبة لنا كمجتمع شرقي نجدها مزجت جدية الطرح في شطر منها ممزوجا بتلك المسارات التي ندعوها انحرافا أخلاقيا فمن هو الذي خان قضيته أكثر؟[3]
وهذا ما أكدة الشاعر محي الدين الخطيب.
هل هو بحل ثقافي أم تسطح رؤية؟ أم هو شيء آخر؟هل ساهم البخل المعاشي في التسطيح فعلا؟
نقرأ في مجلة الكترونية :مجلة العوني:
وإذا كان البخل إجمالا يفهم منه العسر والتقتير في الإنفاق فإنه في هذا المقام العام يصبح مرضا حضاريا يعمل الناس على البحث عن أسباب علاجه والابتعاد عن مسبباته والانتباه لأعراضه ؛ فتراهم يتنافسون في الحصول على فضيلة الكرم ويتجنبون وصفهم بالبخلاء … وحينما يتعلق الأمر بالبخل الثقافي تختل الموازين ولا يهاب هؤلاء نقيصة البخل ؛ بل إنهم يعتبرون الثقافي كماليا ومضيعة للمال والوقت ويرون في الثقافة شأنا غيريا يهم النخبة وعلية القوم . لذا تراهم ينظرون بتوجس إلى الشأن الثقافي ويحذرون من عواقب الدخول لغمار هذا المعترك الصعب المراس دون مركب نقص ولا أدنى إحساس ببشاعة أفكارهم المتسمة بالانحدار في أدنى دركات الجحيم .[4]
************
حقيقة لقد ساهمت المؤسسات والمجتمعات والسياسات كلها في تكريسه بطريقة ما ؟وهل يعد كل ما كتب من قبل المفكرين العرب العظام الذين نعرف , ودون أن يرى النور للأسف تنفيذا ,نوعا من الخواء الثقافي كذلك؟
فإلى متى ننظر للغرب ونتلمظ ونتحسر على أننا نكتب ونقرأ أنفسنا فقط؟
الخميس 5-7-2012
[1] انظر الرابط:
http://www.dampress.net/index.php?page=show_det&select_page=21&id=20989
[2] انظر للرابط:
http://www.akhbaralyom.net/articles.php?lng=arabic&id=58639
[3] انظر الرابط:
http://www.fursan.ws/vb/t24693/
[4] انظر الرابط:
http://elaouni.wordpress.com/2009/07/11/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A/