صـــورة المرأة
في درامانا التلفزيونية
كيـف ينظـر إليها
هل واكبتها وأنصفتهـا وعبرت عـن واقعـها الحقيــقي أم مــاذا؟
رويدا الجراح:بعض المرئيات يسعين ليكن سلعة أكثر مما يبرعن في أداء أدوار أهم وأكثر فعالية
غسان جبري:حتى هذه اللحظة لم تلامس الدراما السورية عمق النظرة الى المرأة
ريمة الحجار`:المرأة في درامانا التلفزيونية السورية متأثرة بمواقف متطرفة
جان الكسان: لا تزال الفرص متاحة أمام العاملين لاستدراك ما فـــــات ومحاولــة استطــــلاع واقــــع المـــرأة بجـــــرأة وجديــــة
.. «.. مع بداية التسعينيات من القرن الماضي والذي رافقه تواجد عدة شركات انتاج خاصة تملك قوة المال، وتطمح لانتاج اعمال درامية تلفزيونية بعيدة عن الروتين، بمهمة الفنانين الرجال تطلب هذا الامر تواجد كتاب ومخرجين من الجنسين، وهذا أعطى للمرأة حضوراً أوفر من المرحلة السابقة التي كانت محصورة بالتلفزيون العربي السوري، وصارت الاعمال الدرامية تهتم بتواجد الأنثى المرئية بطريقة اكثر فعالية، وبالذات عندما اقتحمت المرأة مهنة الكتابة الدرامية والاخراج، واللتين كانتا محصورتين بالرجال ( ما عداي)! وبذلك وفرت ضمن النص الدرامي حضوراً للمرأة المرئية مما ساهم بتواجدها بشكل أوضح وأقرب للواقع وهذا ما دعا الكتاب الرجال ليدخلوا في عالم المرأة اكثر من السابق ضمن أعمالهم الدرامية لعدة أسباب.. منها ما هو تنافسي مع المرأة الكاتبة ذاتها للاثبات بأن خصوصية المرأة ليست عصية على الرجل..! ومنها ما هو مطلوب من قبل الجهات المنتجة والتي تشترط أحياناً التواجد الكثيف للأنثى من أجل التسويق ومنها ما هو نقل تجارب مهمة صار البوح فيها أمر ملفت وهام للمجتمع وللكاتب وللفنان وللمتلقي من الجنسين وهذا ما فرضته كمية الانتاج الكثيف والمطلوب ، الى جانب تطور العصر واثبات حضور المرأة في شتى المجالات وعلى كافة الاصعدة، وهذه الناحية واحدة من عدة نواح ميزت التجربة الدرامية السورية وفي كل الاحوال كانت النتيجة في صالح المرأة». هذا بعض ماقالته الكاتبة الدرامية والمخرجة رويدا الجراح في الاستطلاع الذي أجرته البعث حول صورة المرأة في الدراما التلفزيونية، كيف يُنظر إليها؟ وقد أضافت : «في داخل كل مخلوق منا تلك البذرتين /الذكورة والأنوثة/،وتتضح الناحية الثانية الموجودة في الأنا المخفية لدى الفنان أكثر من غيره لتظهر في أعماله بشكل نسبي حسب الحالة الطاغية أو حسب مفهومه للطرف الآخر، فمنهم من ينقل المرأة في عمله الدرامي بمثل حضورها المعروف والمحصور بمواقع محددة كرسته التقاليد والاعراف وقانون الاحوال الشخصية المجحف حق هذا المخلوق..!
ومنهم من يعطيها موقعاً أفضل وذلك حسب تجاربه وثقافته وفهمه للمرأة فيغني حياته وأعماله وأدبه وفنه، أما الخصوصية التي توجد في ذلك الكائن الانثوي فقلة من الكتاب والمخرجين من يعتني أو يهتم بتلك الخصوصية وهنا يأتي ذكر الكاتبات والمخرجات في العمل الدرامي، فأولئك يضعن في حسابهن ما يعني المرأة ويحاولن البوح ببعض خصوصيتها ويفتحن أبواب داخلها المغلق، الا انهن لا يجعلنها هي المحور الرئيسي أو العامود الفقري لحمل العمل ويعرفن بأنه لو وضعنها كمحور او كعمود فقري يحمل العمل فأول من سيرفض العمل النجم الذكر قبل المجتمع وقبل المراقب فليقفن على المشروع بطريقة أو بأخرى ليجعلن الذكر هو المحور والعمود الفقري للعمل بشكل فيه ذكاء أنثوي تتحلى به النساء بشكل عام». ورأت المخرجة رويدا الجراح ان المرأة المرئية اصبحت متواجدة بمساحة تقارب تواجد مساحة الرجل المرئي، وحضورها له فعالية ولم تعد (سنيدة) كما كانت في السابق، وذلك للأسباب المذكوة آنفاً، وليس من التباهي القول بأنني اول من جعل المرأة في العمل الدرامي سواء كانت أدبي ام فني هي المحور، ولم تصل هذه الخاصية للمتلقي بالطريقة المكتوبة فيها الا عندما عملت بالاخراج الى جانب الكتابة الدرامية، ولذلك احترم عمل بقية العاملات بالمهنة سواء التقيت بهن أم لا ألتقي..!
وأكدت المخرجة الجراح ان المرأة المرئية جزء من ذات الكاتبة من الجنسين ولكن من بيده القلم وقيادة عملية الاخراج هو من يحدد، وهي عندي في موضع العنف للعمل والمحور والمحركة للأحداث وليس المقصود في اعمالي المعروضة، الأنانية او التحيز للمرأة فأنا لا دعوى لي بالتحيز ولا أضع المساواة هدفاً، بل أطلب فسحة للتنفس بما قدره الخالق لنا، ورأيت بعضاً من هذه الخصوصية الأنثوية عندالسيدات اللواتي يتعاملن بالمهنة سواء ككاتبات أم مخرجات، وكل واحدة منهن توظف المرأة المرئية حسب امكانيتها الثقافية والجو المحيط، وكمية الحساسية والمعرفية التي تحصل عليها وبشكل أوضح بنظرة كل منهن لذاتها ولتجربتها، واتضح بأن تجربة النساء لا تقل أهمية عن تجربة الرجال في المهنة..ولكن لغاية اليوم لم نصل نحن النساء لطرح نماذج نسائية مكشوفة الداخل الا بعمل يتيم لي هو (اللحاف) لذلك نرى الرجل العامل بالدراما يطرح المرأة لتكون مرئية بالشكل الذي يعايشه ويستطيع ان يكشف نواحي لم تتطرق لها المرأة المهنية بصفته ذكراً يحق له ما لا يحق لغيره..! والسبب وأعني به نفسي قبل غيري هو الواقع المعاش والظروف المحيطة بالمهنة، فأما رأيي كمخرجة لي تجربة ما..! احس بأن العمل الدرامي المهني بكل تفاصيله الداخلية وغير المكشوفة للمتلقي أو (للمعنيين بالمهنة وأقصد المدراء بالقطاعين) فيه بالوقت الراهن حالة من الذكورية المستفحلة، والتي تحاول بشتى السبل الاغلاق على ابداع المرأة والتي كانت في السابق اكثر احتراماً وأكثر أخوية مع فريق العمل المكون من الذكور، وان كانت هنالك مهن ضمن العمل الدرامي تعطى للنساء فهي محصورة بالديكور والمكياج وبالمسؤولة عن الملابس.!فليس هنالك نساء في مهنة المونتاج مثلا..(رغم وجود نساء في هذه المهنة) في التلفزيون العربي السوري، ولكن ذكور المهنة لا يدعون لهن الفرصة حتى بالبرامج التي تصنف على انها (عليها نور) ولم تتواجد لدينا المرأة المصورة! ولا المرأة المنفذة للانتاج، وربما يقول قائل ولماذا المطالبة بتوظيف النساء في تلك المهن بوجود الرجال الكثيرين والمستنسخين فيها! فأجيبه بكل وضوح وصراحة بأنه اثناء التصوير، المونتاج والتنفيذ المتطلبين لوقت طويل بالتواجد المستمر لهؤلاء المهنيين، يتطلب تواجد التهذيب والتزام الحدود، ومع الأسف لم يعد التهذيب والتزام الحدود متواجدين الا عند قلة من المهنيين..! وعندما تريد المرأة المهنية ان تصنع عملاً فيه خصوصية لا تجد الخبرة المهنية المتوفرة فيه تلك المواصفات لأنه مشغول أو مرتبط او غيّر مهنته وغادر لمكان آخر، وأوضحت المخرجة رويدا الجراح ان هناك أعمالاً كثيرة تصنع وتسوق من أجل التواجد والدعاية ولقمة العيش، أما حضور المرأة المرئية في تلك الاعمال، فحدث ولا حرج فهي موجودة وبكثرة وأحياناً بإفاضة غير ضرورية وغير لائقة فالقاعدة كلما أكثرت من تواجد النساء الكاشفات(...؟!) في العمل الفني المرئي كلما كان مرغوباً للتسويق أكثر، من هذا المنطلق نرى حضور المرأة وبكثرة في الدراما لتأخذ الحيز الذي يضعها كسلعة مرئية، ومن المؤسف بأن بعض المرئيات يسعين ليكن سلعة ويبرعن في أداء دور المرأة السلعة أكثر مما يبرعن في أداء أدوار أهم وأكثر فعالية.
فيما تحدث المخرج غسان جبري مؤكداً ان الدراما تعكس واقعاً أدبياً وواقعاً اجتماعياً معيناً، ولقد اثرت الدراما السورية بسورية بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام في صورة المرأة وتغيير النظرة اليها للمرة الأولى سواء عبر الاعمال التمثيلية أو الاعمال التسجيلية استطاعت المرأة السورية والمرأة العربية ان (ترفع رأسها) وأضاف:
كنت في عام 1962 اشغل منصب مساعد لمدير البرامج السورية وفي اثنائها عرض مسلسل يحمل اسم (لكل مثل قصة) في احدى الحلقات تضرب الزوجة زوجها بحجر صوان فيقول لها حبيبي بحبه لو ضربني بحجر صوان، ما ان عرضت هذه الحلقة حتى انهالت هواتف الاحتجاج بالقول( تضربوا أنتو وهاالعمل) بعد ذلك انتشرت الدراما لتقدم للمجتمع السوري المرأة الساخرة- المرأة الأخت، الزوجة، الام، الطفلة...واستقطبت المسلسلات التي أنتجت في السبعينيات والثمانينيات بشكل خاص قطاع كبير من المشاهدين وما زال المتلقي حتى الآن يذكر الاعمال التي طرحت بجرأة مشكلة المرأة في الحياة الاجتماعية السورية أولاً انطلاقتها نحو العمل ثانياً اظهار رغبتها الحقيقية في اختيار شريك حياتها ومساهمتها المساهمة الفعلية في بناء المجتمع السوري واعترف بأننا ما زلنا مقصرين جداً.
وتابع قائلاً من اشهر الاعمال التي ما زالت تعيش في ذاكرة الناس عملي(انتقام الزباء)، فهي المرأة التي أوكل اليها الثأر لمقتل أبيها وينتهي العمل هذا بانتحارها حتى توقف سيل الدم بين جريمة الابرش ومملكة تدمر في الذاكرة، أيضاً عمل للراحل شكيب غنام بعنوان (فوزية) حيث يتطرق الى تشرد الفتيات عند انفصال الاسرة كما ان هناك عملاً هاماً للاستاذ علاء الدين كوكش بعنوان (حارة القصر) وقد أحدث ضجة كبيرة بنشره للغسيل الوسخ لما يجري في الحارات الشامية القديمة وكلا العملين من تأليف الكاتب عادل أبو شنب.
واشـــــــــــــــار المخرج جبري الى ان المرأة كانت خلال السنوات الماضية مهمشة بعض الشيء حيث ندرت الاعمال التي تحملها بطولات نسائية كاملة، لكن بكل فخر نعتمد على السيدات: ريم حنا ودلع الرحبي ومي الرحبي في كتابة اعمال تخترق عامل المرأة العصي علينا نحن الرجال، واكد انه حتى هذه اللحظة لم تلامس الدراما السورية عمق النظرة الى المرأة بسورية فعلى سبيل المثال ما يدعى بجرائم الشرف وقتل المرأة على الشبهة (بكل أسف) هذه الجناية محمية بالقانون، أما المشكلة الثانية التي نعاني منها ويجب طرحها وهي تعدد الزوجات وظهور المرأة في العمل هل هي مستقلة مالياً أم مكلفة بالانفاق مثلها مثل زوجها، هناك عدد كبير من الاجواء لم نتطرق اليها كتزويج القاصر رغماً عنها.
بينما اعتبرت ريمة الحجار وهي باحثة في علم الاجتماع ان صورة المرأة في درامانا التلفزيونية السورية متأثرة بمواقف متطرفة، فهي اما المرأة المستكينة المظلومة التابعة اجتماعياً واقتصادياً لسلطة الرجل او المرأة المتمردة الخارجة عن بعض القواعد الاجتماعية المعتادة والمألوفة في مجتمعنا السوري.
فلا نجد صورة وسطاً ما بين هذين الحدين وقد يعود ذلك الى وجهة نظر الكاتب او المخرج او الرقابة التي قد تحرم او تسمح بما يتناسب مع منظومتها وقوانينها وقد لا نجد صورة معتدلة الا اذا كانت الكاتبة او المخرجة هي امرأة آنذاك يمكن ان نرى بعض النماذج للمرأة المتعلمة والعاملة والواعية في آن معاً أو للفتاة التي تذهب الى خارج محافظتها ربما الى العاصمة لتدرس وتحافظ على نفسها وشخصيتها وتعود بمخزون علمي وفكري جيد ما عدا ذلك نرى بأن درامانا تعكس صورة المرأة التي ليس لديها اهتمامات فكرية وعلمية وتركيزها هو على شكلها او على بعض الامور السطحية التافهة في حياة النساء واذا ما حاولت الدراما التصدي لصورة المرأة المتعلمة او المثقفة فقد تظهرها متسلطة وتطغى على شخصية الرجل وتمحوها نهائياً وقلما نرى صورة متوازنة واعية قادرة على أخذ أدوارها المتعددة كأم وزوجة وعاملة وربما عدة ادوار حسب وضعها الاجتماعي والاسري، وأوضحت ريمة الحجار انه قد يكون اكبر مطب تقع به الدراما السورية هو تعميم النموذجات حيث انها تعرض في العمل الواحد نموذج لشخصية نسائية مريضة أو مأذومة أو منحرفة وتكررها على اكثر من شخصية في العمل نفسه أو في اعمال متتالية مما يعطي صورة للمتلقي غير واقعية ومرعبة تجاه المرأة، وقد تخوف الاهل وتضع حاجزاً بينهم وبين ارسال الفتاة للتعليم او العمل خوفاً عليها من الانحراف او الوقوع في شراك بعض الناس السيئة قد يكون من واجب الدراما هو التوعية ولكن بطريقة منطقية مع مراعاة ان من يشهد كافة الاعمال الدرامية هم مزيج من مختلف الشرائح العمرية والتعليمية والثقافية وليسوا نخبة تستطيع التحليل والتمييز واسقاط بعض الافكار وغيرها من العمليات الذهنية المعقدة.
اما الكاتب جان الكسان اعتبر ان سينما القطاع الخاص في سورية قدمت عكس سينما القطاع العام المتمثل بالمؤسسة العامة للسينما اسوأ صورة للمرأة في سلسلة من الافلام التجارية تكشفها اسماؤها: شقة للحب، مقلب حب، رحلة حب، ذكرى ليلة حب، امرأة تسكن وحدها، عاريات بلا خطيئة، بنات الحب، غرام في اسطنبول، حب وكاراتيه، خياط للسيدات..الخ، وعلى رغم النقلة النوعية التي حققتها الاعمال الدرامية التلفزيونية في محاولة لتجاوز (النمطية السينمائية) الا ان هذه النقلة كانت محدودة ومبتورة، فأضيفت الى نماذج نساء السينما، نماذج اقرب الى السلبية مثل: سكرتيرة في شركة تغار منها زوجة المدير في (مسلسلات عدة)، طالبة ضائعة في علاقاتها بين زملائها الطلبة، ولهذا تدور اكثر مشاهد هذه المسلسلات في حدائق وممرات كليات الجامعة من دون الدخول في صميم واقع التحصيل العالي مثل مسلسل (العائلة والناس) المصري، ومسلسل (احلام لا تموت) السوري والشواهد كثيرة، وأضاف الكاتب الكسان: هناك الكثير من الكتاب والمخرجين ما يزالون يقدمون المرأة في اعمالهم الفنية كعنصر اثارة وتلوين لا غير، تماماً كما يظهرونها في اعلانات السلع، وكأنها واحدة من البضائع المعروضة، وليس من الانصاف ان يتجاهل هؤلاء النضال المرير الذي خاضته المرأة العربية، وما تزال تخوضه في سبيل تجاز اسوار الحريم والخروج من قوقعة التخلف الى شمس التحرر ومشاركة الرجل في بناء الوطن والمجتمع،..والمؤسف ان هذه الاعمال تقدم تحت ستار الفن الاستعراضي مثل( خلي بالك من زوزو) في السينما «وشارع محمد علي» في المسرح وأفلام الاثارة التجارية التي قدمتها الفنانة اغراء في سورية من تأليفها وانتاجها واخراجها وبطولتها مثل «بنات الكاراتيه» و«نساء للبيع» وما نزال نبحث في عروض الشاشة والمسرح عن الصورة الجديدة للمرأة العربية، عن فهم موضوعي ومنصف للعلاقات المعاصرة التي بدأت تتوسع في مجتمعنا من خلال هذه المشاركة العملية في كثير من المجالات، خصوصاً ان الفن لم يعد مدفوعاً بمفهوم، «العمل المشين» بل هو اليوم رسالة نبيلة، تؤديها المرأة، كما يؤديها الرجل، في سبيل تحريض وتطور المجتمع والنهوض به.
ورأى الكاتب جان الكسان ان المرأة اليوم موجودة في ميادين عدة تتطلب الاختصاص فيما كانت مقتصرة في السابق على الرجال كالعلوم والطب والتجارة والاقتصاد والالكترونيات والمخابر العلمية والعمليات الجراحية والهندسة والشؤون الحقوقية والكلية العسكرية وسلك الشرطة..حتى الاعمال التي تتطلب جهداً عضلياً، وكانت حتى وقت قريب وقفاً على الرجال، فقد اقتحمتها المرأة بجدارة، وتميزت في ادائها، اضافة الى المناصب الاخرى فهي وزيرة ونائبة في البرلمان، واستاذة في الجامعة، وادارية مسؤولة في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية والصحافية بل كانت رائدة في الاخراج السينمائي، وفي هذه الميادين جميعها نماذج متفوقات وعاديات، يمكن ان تكون مادة حيوية للافلام والمسلسلات والمسرحيات ، تطرح من خلال ابعاد الواقع الجديد لهذه المرأة التي خرجت الى الشمس، وأكد الكاتب الكسان ان الفرصة ما زالت متاحة امام العاملين في هذه المجالات لاستدراك ما فات، ومحاولة استطلاع واقع المرأة بجرأة وجدية، بعيداً عن لعبة افلام المقاولات، ومسلسلات التسويق، والمسرح التجاري، وغير ذلك من امثال هذه الاعمال التي أفسدت الذائقة الجماهيرية واساءت اساءة بالغة الى هذا النصف الجميل من المجتمع.
وعموماً، يمكننا القول ان الآراء تقاطعت في نقاط واختلفت في نقاط اخرى، لكن الاسئلة ظلت معلقة، لان صورة المرأة في الدراما لا تتخطى واقعها، وبالتالي موقعها في النسيج المجتمعي والحياتي اكثر منه صورة مجردة في خيال كاتب او كاميرا مخرج..
تحقيق : نسرين مخلوف
ت: ماجد أسعد- نضال أسعد