كتابة جديدة في الشعر


أنا والرماد ابتلعنا الجفافَ
وعشنا سنيناً نخاف التلاقي
لأن كلينا تفتّت فوق سراب أراد الحياةَ
فمات بحرقةِ قلب وضاعْ
أنا والرماد رمقنا الخريف بنظرة حبٍّ
عساهُ يجيء المطرْ
فهبَّتْ رياح الغبارِ وغطّتْ سماء العيونِ
فأورق بعض التشرد فوق جباهٍ الظنونِ
وصار الجنونُ قضية عشق تقاسم كل الثواني الهمومَ
فتملأ صدر القفار الضحايا
ضحايا الهزيمةِ في حرب موتٍ
صداها يقيم بطعم الرّغيفِ
ويفرض نفسه عبر الشفاه الصغيرةِ
حين تطالب بالياسمينِ
وتفرض بعض الضرائبِ
بعض الشُّكولا وبعض الحليبِ وبعض الدُّمى
تَقَدَّسَ سرّ الدُّلارِ
لماذا يؤرّق عند الغياب الليالي
ويقتل وقت الحضور المشاعر فينا
نحب اخضراره مثل الربيعِ
ونكره شكل سطوحهِ
حيث نعانق في وجنتيه المآسي
فمنه البنادق دكت سمانا
ومنه الرصاصة جُنَّتْ بطفلٍ أحب الحياةَ
فمات لأنّ الحياة هوانا
أفكّر دوماً لماذا خلقنا
وأعلم أنّا خلقنا لنعبد ربّاً إلهاً وحيدا
فكيف نقدّس كل المعاصي
ونلعن يوماً ولدنا ومتنا
لماذا نُقاد بدرب الخديعةِ
نعلن بعد صلاة الصباحِ الولاء لفرن المدينةِ
نخشى الوثوق بربطة خبزٍ ستأتي إلينا
رُسمنا جميعاً بهيئة حمى
تسخّن جلد المريضِ
فتسري البرودة عبر المسامْ
ويرقد فوق سرير الوداعِ
وينظر نحو الدواءِ
فيرقد قبل بلوغ العلاجِ
ويفنى
وتفنى الحياةُ على كفِّ طفل أراد السلامْ
قُتلنا بكل خلايا الضميرِ
ومات الوفاءُ على جفن غدرٍ تَخَلَّق بين الحنايا
بنطفة بؤس مُزِجْنا فصرنا لئاما
ننافق حتى ننال العطايا
أريد الحياة بوادٍ جديدٍ
فإني سئمت المزابل بين جموعٍ
تغنَّت نباح الصقورِ
وصارتْ تحب نقيق النمورِ
وتصنع من قُمَّلاتِ الرذيلةِ لحن صفاء مريضٍ
يكاد يمزق قلب الحمامْ
لماذا ؟ لأن ...
لماذا ؟ لأن...
وتكثر ضمن مدار الحقيقة تلك الجملْ
ألستُ .. عرفتُ.. نسيتُ ... وكنتُ ..
ويبقى النفاق سعيداً بحفلة سُكْرٍ أقيمت على اللكنة الساخره
ويبقى بقلبيَ طفلٌ
تبعثر وجه دُماهُ على سُرُرٍ طاهره
وأبقى أنا في سجون التَّفرُّدِ ألعق حظي
فيقسم أني سأنسى بأني
ويقسم أنه يذكر أنهْ
ويمضي سريعاً
ويبقي بكُلّيَ مليونَ أنهْ
سألقي الرماد على الأمنياتِ
فكلّ الأماني استحالت رمادْ
ومات العناقُ
وسَمَّرَ دقات قلب الليالي السوادُ المحلى بطعم الحدادْ
هو اليأس يأتي إليَّ فيردم شوق السنينِ
بطعنة عينٍ ونظرة خنجرْ
وتمسي الحقائق بعد التبرّج مثل النساءِ
فتلك تعرّتْ وأخرى تخبّتْ
وهذي الوقاحة فيها تبدّتْ وضجّتْ
فتبّاً لتلك الحقائقِ
إني وجدت الحقائق تحلم فوق رموشي إذا نمت ليلاً
وتهمس فيَّ فتفتح قلبي لتخرج منه الشكوكَ
وتعطي حروفيَ لون الأملْ
تفاءلت يوماً بأني أموتُ
فكان التحدي بأن النهاية ماتتْ
وعدت لخط البدايةِ قبل السباقِ
وقفت بأرض القيود فحرتُ بأي طريق ترى الانطلاقُ
ومازلت فيها كما كنت دوماً
سراباً يضيِّع وقت المجونِ بفلسفة الانتهاءْ
فأعطي حروفيَ وقتاً مللتُ الرجوع إليهِ
وأبحث عني
فألقى الضياعَ بدرب السنينِ
ويزحف عمري بطيئاً كعمري
ويأبى النهايةَ
يلعن شكل البدايةِ
يقتل أرض السحالي
ويحلم مثلي بيوم جميلٍ
عجبت لأمري أمازلت حياً
أما زلت أعبق بالأوكسجينِ
وأنبض سبعين كل دقيقه
غريب وجودي
أتمضي الحياة بهذي الطريقه


محمد إقبال بلو 25/05/2009