فرقة البيتلز ـ الخنافس... بقلم آرا سوفاليان
Ara Souvalian فرقة البيتلز التي وُجِهتْ هنا في سوريا بالاحتقار أو بالازدراء على أقل تقدير باعت عشرات الملايين من الاسطوانات الموسيقية وحقوق النشر والتأليف والطبع والتوزيع واستطاعت فرقة الخنافس هذه اعادة التوازن لميزانية بريطانيا وجعلت فيها فائضاً لا يستهان به ولديّ صورة نادرة جداً لم اعد اعرف اين خبأتها وسأبحث عنها في النيت وأنصّبها إن وجدتها، كانت تتوسط مكتبتي الرائعة في بيت أهلي وفيها دعوة شاي من قبل الملكة اليزابيت لأعضاء فريق البتلز الى الجناح الملكي في قصر باكنغهام والخنافس هؤلاء يتحلقون حول الملكة اليزابيت وأحدهم يجلس في حضرتها وهي واقفة وهي تعرف تماماً وهم يعرفون انهم قدموا خدمات جليلة للمملكة المتحدة تفوق الخدمات التي قدمتها الملكة بحد ذاتها للمملكة...في بداية السبعينات ولم أكن قد تجاوزت الخامسة عشرة من العمر ...كنت احب البيتلز انا وجيرو ابن عمي ونحاول عزف بعض ألحانهم على الكيتار فنفشل ...وكنا نملك اسطوانتهم الموجودة في الصورة الاولى المرفقة Abbey Road وهم يقطعون الشارع بطريقتهم المضحكة وفي نهاية الصورة سيارة فولكس فاغن بيضاء تتوقف على اليسار بحسب نظام المرور في بريطانيا وكانت هذه السيارة هي سيارتي الاولى التي بقيت عندي منذ العام 1987 ولغاية العام 2009 وكنت ولا زلت احبها لأنها خدمتني بنفس الاخلاص الموجود لدى الشعب الالماني الذي لم يتمكن من قهر المملكة المتحدة واحتلالها على الرغم من كل شيء.
في فندق الشام 1985 كنت أعمل مع عازف الكيتار رياض الكل ومع عازف الترومبيت الشهير فؤاد بركات الذي أمضى أكثر من ثلاثين سنة ما بين أوروبا والدول الاسكندنافية وأميركا وهو يحمل الترومبيت خاصته ويدور فيها في كل مكان...فاجأني بأنه طلب مني تحضير أغنية للبيتلز هي إليانور ركبي وعندما انتهيت من تحضيرها نظرت في كلماتها فاكتشفت روعة البيتلز.
اليانور ركبي سيدة عجوز تعمل آذنة في احدى الكنائس، تنظف الكنيسة من الرز الذي يرميه المحتفلون في الأعراس على العروسين، عاشت في الكنيسة حياة هانئة، وكانت فقيرة لا تملك شيء...وتوفيت هذه السيدة، والمفارقة المبكية انه في الاعراس والجنازات تتمتلئ هذه الكنيسة بالمدعووين أو بالمشيعين الى آخرها، إلا في جنازة إليانور ركبي فلم يكن في الكنيسة إلاّ شخصين فقط لا غير...إليانور ركبي المتوفية...والأب ماكينزي الذي قام بمراسم الدفن.
قال السيد المدير حكمت الساطي (مدير ثانوية أمية في بدايات السبعينات من القرن الماضي) بعد ان طلب مني النهوض واقفاً خلف راحلتي فظننت انه سيقول شيئاً مهماً فنهضت فتبين أنه يريد إذلالي...وقال لي وهو يعلم أنني رئيس فرقة موسيقية غربية وكان يتحالى امام طلاب الصف: بالنسبة لي الموسيقى الغربية هي قطة ذيلها تحت قدمي اليمين، وكلب ذيله تحت قدمي اليسار، أضغط يمين فأسمع مواء وأضغط يسار فأسمع عواء...في هذه اللحظة تذكرت البيتلز والملكة اليزابيت...وقلت له ولكن في قلبي...مسكين
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 23 06 2013