بدأت خيوط هذه المساجلة الشعرية في "غرفة التفشش في الاستراحة" ببيتها الأول ، ثم تقدمت الأخت نادية بوغرارة جزاها الله خيرا بمبادرة طيبة للمتابعة فيها .
الأبيات بالأرقام الزوجية هي للأخت الشاعرة المبدعة نادية بوغرارة صاحبة الفكرة المحفزة لهذه القصيدة .
والأبيات بالأرقام الفردية لأخيكم مازن لبابيدي .
ولا يفوتني أن أشكر من أعماق قلبي المشاركات الجميلة القيمة للإخوة الشعراء في هذه الصفحة والتي تعبر عن وحدة القلب والشعور الوطني عند المبدعين العرب .وإليكم قصيدة :
نيرون لو أدركت عهد معمر

نَيرونُ لَو أَدْرَكتَ عَهْدَ مُعَمَّرٍ = لَعَرَفْتَ كَيْفَ يُنَفَّذُ الإِجْرَامُ
و لكُنتَ تِلْمِيذًا تُتَابِعُ صامِتًا = وَهجَ الحَرائقِ زَادُها الأجْسامُ
وَلَكُنْتَ فِي رُومَا الرَّحيمَ بِمَا فَعَلْـ = ـتَ وَتَشْهَدُ الأَحْدَاثُ والأَيَامُ
مَجْنُونُ حَرْبٍ و الدِِّمَاءُ رَخِيصَةٌ = فِي شَرْعِهِ ، دُسْتُورُهُ الإعْدَام ُ
فَهَواهُ قَاضٍ والتَفَـرُّدُ مَنْهَـجٌ = والحُكْمُ جَوْرٌ والقِصَاصُ ضِرَامُ
قَدْ هَاجَ في أّرْضِ الجِهَادِ مُهَدِّداً = لَمَّا عَلَتْ للثَّوْرَةِ الأَعْلاَمُ
يُرْغِي وَيُزْبِدُ هَاذِيًا وَمُهَلْوِسًا = وكِلابُهُ مُتَرَزِّقُـونَ لِئَـامُ
قَتَلَ الأَحِبَّةَ مَا رَعَاهَا حُرْمَةً = وَ تَعَجَّبَتْ في فِكْرِهِ الأَفْهَامُ
تَأْبَى الجَماهِيرُ الأَبِيِّةُ بَطْشَهُ = فَيزيدُ طُغْيانًا كَذا الظُّـلاَّمُ
مَازَالَ رَغْمَ الحَادِثَاتِ مُهَرِّجًا = أُضْحُوكَةً خُصَّتْ لَهَا أفْلامُ

مِنْ كُلِّ حَدْبٍ يَزْحَفُونَ لِسَحْقِهِ = وَدَمُ الشَّهِيدِ عَلَى البُنُودِ إِمَـامُ
تَبّاً لَهُ تَبّاً سَيُدْحَرُ صَاغِراً = وَ كَغَيْرِهِ سَيُزيحُهُ الإرْغاَمُ

لا تَمْنَعُ الحَتْفَ الوَشِيكَ قِلاعُهُ = أَو يَفْتَدِيهِ مِنَ الـرَّدَى الأَزْلامُ
أُنْظُرْ إِلَيْهِ تَرى الخَبَالَ مُجَسَّدًا = إِنَّ الكَلامَ لِوَصْفِهِ لَحَرَام ُ

فَإِذا - طَرَابُلْسُ الحَبيَبةُ - مَا أَتَى = فَتْحُ الإِلَهِ سَتُمْحَقُ الأَصْنَامُ

نَيْرُونُ مَاتَ وَ لَمْ تَمُتْ جْينَاتُهُ = سَتَدُوسُهَا في ليبيا الأَقْدَامُ