ثماني طالبات وشخصان تُوُفُّوا أمس الأول، إثر حادث أليم ومحزن، وقع في بحيرة "زرزر" في وادي بردى في ريف دمشق، حيث غرق القاربُ الذي كان على متنه نحو أربعين طالبة وصاحب القارب، بحسب المعلومات الأولية، ولم تتمكَّن عمليات الإنقاذ التي شارك فيها بعض المواطنين، من إنقاذ جميع الضحايا، حيث فقدت الطالبات الثماني حياتهنّ، بالإضافة إلى وفاة صاحب القارب وأحد المواطنين المُنقذين.
كما أصيب عددٌ من الطالبات والمدرسات اللواتي كنَّ على متن القارب، وكانت الطالبات المُتوَفَّيات من مدرستي "عين جالوت" للتعليم الأساسي في المزة وثانوية "زملكا" للفنون النسوية، اللتين نظمتا رحلة ربيعية إلى البحيرة، بحسب شهود عيان كانوا في مكان الحادث.
وفي سؤال الفتيات الناجيات عن الحادث، أكدنّ أنَّ القارب بدأ بالتمايل منذ اللحظة الأولى لمسيره، والسبب في ذلك طبعاً، يعود إلى العدد الكبير الذي حمله، ومن ثم بدأت المياه تتسرَّب إلى القارب، حتى غرق وبدأت عمليات الإنقاذ.
القصة منذ البداية: "توجَّهت 200 طالبة من مدرسة "عين جالوت" الإعدادية، صباح يوم الخميس في رحلة مدرسية إلى منطقة الزبداني، برفقة سبع مدرّسات ومشرفين، وعند الساعة 11.5، اعتلت المدرسات مركباً.كانت طاقته الاستيعابية لا تتجاوز عشرين راكباً، في حين صعد إلى المركب حوالي 40 راكباً.
على بعد 200 متر من حافة البحيرة، بدأت المياه تتسرب إلى المركب، وغرق من يعتليه، ومن يجيد السباحة تمكَّن من الرجوع، في حين غرقت ثماني طالبات معظمهن من مدرسة "عين جالوت"، إلى جانب غرق صاحب المركب ( 27سنة) والرجل المنقِذ.
وبعد نصف ساعة، هرعت سيارات الإسعاف إلى إنقاذ المصابين، وكان في المكان وزير التربية ووزير الإدارة المحلية ومحافظ ريف دمشق ومدير الموارد المائية، وقائد فوج الإطفاء.
بدأت عمليات البحث عن الغرقى منذ الثانية ظهراً حتى الساعة 6مساءً، وأسعفت حالات إلى مستشفى الزبداني، وتمّ إنقاذ البعض باستثناء المديرة والمدرسة أخرى، حيث بقيتا في العناية المشددة في حالة حرجة.
هذا واجهت الضفادع البشرية المنقذة أثناء الغوص في البحيرة مصاعب شديدة، وذلك لأنَّ البحيرة مليئة بالأعشاب والطحالب، ولأنَّ الضحايا غرقوا في أماكن متعدِّدة، مما صعّب عملية الإنقاذ، وكانت طواقم الإسعاف مجهَّزة لنقل الجثث إلى مستشفى الزبداني، حيث استطاعت نشل 10طالبات.".
وأفاد أحد المنقذين بأنّ عدد من غرق لا يتجاوز الـ13، في حين ذكر مسؤول في وزارة الإدارة المحلية والبيئة أنّ العدد بالضبط هو 27 ضحية.
ويضاف إلى أن هذه الرحلة كانت مشتركة مع مدرسة "زملكا" يشارك فيها 250 طالبة.
وعلى نفس السياق تباينت الآراء حيال عدد الطالبات اللواتي صعدن إلى المركب، فقالت مشرفة مدرسة "عين جالوت" أنهنّ 25طالبة، في حين تقول الطالبات إنهنّ 40 طالبة، بينما تقول مصادر أخرى إنّ العدد أكبر من ذلك بكثير .
وفي سياق متصل، تابع وزير الصحة حالات المصابين في مستشفى الرازي، مع طواقم طبية كاملة، وتمَّ نقل المصابين وإسعاف ست حالات منهم.
هذا وقد قد تجمّع أهالي الضحايا مع مئات الأشخاص على الضفة، منتظرين عثور المنقذين على جثث الطالبات، حيث هرع الأهالي ليروا إن كانت الضحايا تخصُّهم، فيما تمَّ انتشال الجثث بصعوبة بالغة.
أسماء الضحايا
من مدرسة عين جالوت الإعدادية في دمشق، ماريا حريب ، نعيمة عتمه، علا الريس، لمى الخطيب، آية سكر علا مصاصاتي، إيناس المعلم، من مدرسة زملكا الثانوية للفنون النسوية، غيداء القضماني، محمد خالد شلس (صاحب المركب)، محمد الهبج.
من المسؤول
يذكر أنّ هذه ليست الحادثة الأولى في البحيرة، وفي كل سنة يحدث في هذه البحيرة أكثر من حادثة غرق، ويُعزى السبب في ذلك إلى غياب الشاخصات وعدم توجيه أيّ تحذيرات إلى الطلاب الذين يتوافدون إلى البحيرة بكثرة.
وهنا نطرح تساؤلاً: أين الرقابة؟ وأين الشروط والقوانين التي تضعها مديرية التربية لرحلاتها المدرسية؟ وكيف يُسمح لتلك الفتيات بالركوب في قارب كهذا، معرِّضين حياتهن للخطر، وخاتمين رحلتهنّ الربيعية بمأساة لن تنسى.
ولكنّ وزير التربية الدكتور علي سعد، ذكر أنّه:
«من المبكِّر تحديد المسؤولية، ويجب انتظار نتائج التحقيق» مشيراً إلى أنَّ لدى الوزارة تعليمات شديدة بكيفية القيام برحلات تستوفي كل شروط السلامة»
أخيراً
نود الإشارة إلى أنه كان لفريق الانقاذ القادم من درعا جهد مهم في انتشال عدد من الجثث حيث بينّ العقيد محمد الأحمد رئيس فوج إطفاء درعا: حضرنا مع فريق للإنقاذ المتخصص بحالات الغرق يضم 4 من رجال الغطس المتمرسين بعد مضي أكثر من ساعتين على وقوع الحادثة وقد استطعنا خلال أقل من ساعتين انتشال 4 جثث لطالبات المدرستين.