في تونس ومصر: فرمتة وتنزيل برامج

عندما يشكو صاحب جهاز كمبيوتر من بطء حركة جهازه، واختفاء بعض الملفات وسوء أداءه، تأتيه النصيحة من مختصين أن (يفرمته) وينزل برامج جديدة. لكنه في بعض الأحيان يشير صاحب الجهاز الى رغبته بإبقاء بعض البرامج القديمة التي لا غنى له عنها، فتكون النصيحة أو الخطوة الإجرائية من الناصح أو المُصلح أن يُرحِّل بعض الملفات على (قرص خاص) ثم يعيدها بعد (الفرمتة).

قد تكون في إعادة تنزيل البرامج إعادة لفيروس كان مختبئاً بين بعض الملفات التي لم يستغنِ عنها صاحب الجهاز. وإن كان صاحب الجهاز مشتركاً في شبكة الإنترنت فإنه من الممكن أن يتسلل فيروس جديد الى جهازه، خصوصاً إذا كان صاحب الجهاز شخصية اعتبارية كبيرة لها وزنها وليس مجرد مشترك عادي.

هنا، تأتي النصيحة بتنزيل برنامج حماية تصون الجهاز من غزوٍ جديد لجيل جديد من الفيروسات الضارة. في أحيان كثيرة، تكون تلك البرامج المُباعة قد تم التدرب على تعطيل قدراتها، واختراق الأجهزة التي تستعين بها.

صاحب الجهاز في الحالتين التونسية والمصرية هما الشعب. والشعب كلمة فضفاضة، ولا يجوز أن يتساوى الأفراد فيه، في أهوائهم وأهدافهم، ولا يجوز في نفس الوقت أن يزعم فصيلٌ دون غيره أنه يمثل كل أفراد الشعب.

كلنا ثقة وأمل أن يبتكر الشعبان في تونس ومصر أجهزة حماية دون استيرادها من أحد، ودون إغفال الاهتمام لما تبقى من ملفات تحمل في ثناياها فيروسات تعطل نمو الثورتين، فالفيروس أخطر من الأسد وإن كان أصغر منه.

تحية إكبار وإعزاز لصانعي ثورتي تونس ومصر، ورهاننا وأمنياتنا بنجاحها لتكون نبراساً لكل العرب.

المجد والخلود لشهداء الثورتين المباركتين
وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر