القاهرة- رويترز- إسلام أون لاين.نت/ 27-4-2006


حسين عبد الغني مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة


اعتقلت السلطات المصرية مدير مكتب قناة "الجزيرة" الفضائية في القاهرة بدعوى بثه أنباءً "كاذبة" خلال تغطيته للتفجيرات التي شهدتها سيناء الأسبوع الجاري.

وبعد الاعتقال بساعات منعت السلطات فريق الجزيرة من تغطية الجمعية العمومية غير العادية لنادي القضاة المصريين لبحث الرد على قرار وزير العدل بإحالة اثنين من القضاة الإصلاحيين إلى مجلس الصلاحية.

وقالت القناة اليوم الخميس 27-4-2006: إن الأجهزة الأمنية اعتقلت حسين عبد الغني في مدينة دهب بجنوب سيناء قبل أن تنقله إلى القاهرة عبر شرم الشيخ. وأوضحت أن عبد الغني متهم بنشر "أخبار كاذبة تضر بسمعة البلاد".

وكانت "الجزيرة" قد أعلنت أن هجومًا استهدف رجال شرطة في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة) الأربعاء 26-4-2006، ثم بثت في وقت لاحق النفي المصري الرسمي لهذا الخبر.

وقال موقع "الجزيرة.نت": إن عبد الغني مثل أمام نيابة أمن الدولة بالقاهرة قبيل فجر اليوم، حيث أمرت النيابة باستمرار حبسه لحين استكمال التحقيقات معه ظهر الخميس.

اختطاف

من جانبه قال مدير مكتب قناة الجزيرة في اتصال مع القناة: إنه تم اختطافه بطريقة غير قانونية، ولم يطلع على أمر ضبطه.

وأضاف أن الضباط رفضوا إبراز هوياتهم وخطفوا تليفونه النقال ومنعوه من الاتصال بالقناة أو بأهله، وقد تم إثبات ذلك في محضر النيابة.

وأوضحت "الجزيرة نت" أن ثلاثة أشخاص بملابس مدنية اقتربوا من عبد الغني، وطلبوا الحديث معه على انفراد قائلين إنهم من الأمن العام.

لكن بعد ذلك اختفى عبد الغني، ليتبين في وقت لاحق أنه تم القبض عليه بطريقة غير لائقة، بينما كان مرتديا ملابس رياضية، حيث أجبر على ركوب حافلة صغيرة نقلته إلى شرم الشيخ، ثم تم نقله برا إلى القاهرة.

وبحسب الموقع، فقد تهرب مسئولو وزارة الداخلية المصرية من اتصالات فريق "الجزيرة" التي تسأل عن مصير مدير مكتب القناة بالقاهرة.

بلبيس

ولم تحدد القناة الأنباء التي أثارت استياء السلطات المصرية لكنها رجحت أن يكون الاعتقال بسبب "انفراده (عبد الغني) بنبأ تفجيري سيناء الأربعاء 26-4-2006، رغم أن النبأ بثته وسائل إعلام أخرى ولم يتم اعتقال أحد".

وقال "الجزيرة.نت": إن عبد الغني عرض خلال تغطيته ملابسات التفجيرات للبيان الرسمي لوزارة الداخلية في إطار متابعته المتواصلة. واعتبرت الجزيرة أن هذا "يفند التهمة الموجهة إليه".

وقال عبد الغني خلال تغطيته: إن مسلحين هاجموا نقطة تفتيش للشرطة في بلبيس بمحافظة الشرقية. غير أن وزارة الداخلية المصرية نفت هذا النبأ، ورأت السلطات أن ما قاله مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة من شأنه إحداث فوضى في البلد.

كما منعت السلطات المصرية قناة الجزيرة من تغطية الجمعية العمومية غير العادية لنادي القضاة المصريين اليوم الخميس للنظر في قرار وزير العدل إحالة اثنين من القضاة الإصلاحيين إلى مجلس صلاحية قد يوصي بعدم استمرارهما في سلك القضاء.

إدانة صحفية

وفي أول رد فعل على اعتقال مدير مكتب الجزيرة، وصفت نقابة الصحفيين المصريين اعتقال عبد الغني بأنه "اختطاف"، بحسب قناة الجزيرة.

أما "الجزيرة نت" فذكر أن الصحفيين المصريين يطالبون بإلغاء التهمة الموجهة لعبد الغني، ضمن القانون الجديد المقترح، الذي يمنع حبس الصحفيين في قضايا النشر.

يشار إلى أنه تم حظر نشاط قناة "الجزيرة" في عدة دول عربية بسبب تغطيتها القوية والمثيرة للجدل، من بينها العراق، خاصة أن تلك الدول اعتادت على التغطية الإعلامية التي تسيطر عليها الدولة.

كما اعتقل اثنان من مراسلي "الجزيرة" على الأقل، أبرزهما تيسير علوني الذي كان مراسلها في أفغانستان خلال عامي 2001 و2002، وأدانته محكمة أسبانية بالتآمر المزعوم مع نشطين من تنظيم القاعدة.

وتعتبر "الجزيرة" أوسع القنوات العربية الإخبارية انتشارا، وتلقى متابعة واسعة في العالم العربي.