المخطط..
تتساءلين كيف إستطاع ان يظل كونا مبهما بالنسبة لي بعد مرور كل هذي الاعوام.. ؟!
تتهمينني بالسذاجة والضحالة, وتسلط الشك.. ترميني بالجنون.
انت لا تعلمين شيئا اذا.. لم تجربي حبه .. لم تنغمسي في رماله المتحركة وتبتلعك دوامات اعماقه.
انه يعيش خطة وينفذ مخططا ! .. لا تصدقين !..استطيع ان اثبت لك.. اقدر ان اسوق لك الاف الدلائل المنطقية المنمقة التي ستتحول بفضل خبثه ودهائه سرابا في لحظة وتتبخر في مرجلك من جديد ..تتجمع غيوما كثيفة .. تحجب النور عن سماء عقلك .وتغلف وتكدس ذاتك بالضباب ..تنعدم الرؤية فتظلي اسيرة اباطيله وحيله وقدرته المدروسة علي المراوغة.
هل تعرفين ماهي اجابة سؤال هل تحبني عنده؟..
يقول: -لا
* لا تمازحني الان..انا اصدقك حين تقول ذلك ..دوما اصدق ما يقال..
- الا تشعرين؟!
* لا تمتهن جهلي بسؤال ..فقط اجبني.
- المفروض ان لا تسألي سؤال كهذا.
* لم ؟
- الحب لا تحتويه الكلمات ..الحب افعال ..الا تدلك افعالي علي شيء؟
اوووه..يتملص من جديد..
* لا افعالك لا تخبر شيئا ..لا بل وتعمد الي ادانتك غالبا.
- اهذا رأيك ؟ ..حسنا كما ترين.
* اهكذا اذا ..الا يهمك ما اري؟..الا يعنيك ما اشعر؟
يالغبائي اسكب حيرتي بين يديه من جديد ..ويراوغ من جديد..دوائر زئبقية متماسة !..يحجب عني كل ما يعرف وكل ما يدور.. يعزلني عن عالمه ويعتقل طائر البوح الصغير.
اعلنت فطنة الانثي داخلي اغتيال نجمة حبنا واقتلاع اوتاد الثقة ..من الراجح لديها ان الحادث مدبر. منيت محاولات التنقيب عن الصندوق الاسود بالخيبة والفشل. صارت كل المسلمات محل تساؤل وكل الشكوك لا محل لها من الاعراب في عدم وجود الدليل .. لا يكفي الاشتباه في جرم القتل دون تبدي الكيان المقتول.
* هل ما زلت تراني جميلة ..هل ترغبني كما كنت قبلا؟..بل هل رغبتني يوما..؟
- اليس عندك ثقة كافية في نفسك؟!
* انا اثق في نفسي ..ليس لهذا علاقة بالثقة ..انا لا اعرف ما يدور في نفسك.
- لم تزوجتك اذا في اعتقادك؟!
* لم ؟
- الا تعلمين؟!
هل تعلمين ما هي اللحظة التي يتأكد لي فيها صدقه بشأن أمر من الامور؟.. حين يصرح بعناده الاصيل وساديته المتأصلة: لن اخبرك..لن اريحك!
- لا تسأليه.. لا تمنحيه الفرصة للتلاعب بك -
عمدت الي تجاهلة..تنائيت عنه .. اعتراه ظل قلق ..وابدي طيف اهتمام ..لكنه ظل ملتحفا الصمت..متواريا خلف صخور صلفه وغباء مشاعره.. يرقبني ارفل وحيدة في طرف شاطيء الذكريات.
انا مولعة بالمعرفة ..اشتهي الوضوح..واركض خلف الاجابات كما فراشات النور.. وهو مغرق في التسلي بلعبة الالغاز البليدة.
اتقلب في حيرة تقتلع هدوئي ..غموضه يقتلني.
- ما حملك علي حبه ؟
لن تصدقي ابدا..اغرقني بفياضانات عشقه.. هاجم كل حصوني بحنان من نار.. وبفيض من وله !..حتي اذا ما تيقن من جنوني ..انسحب واغلق صدره دوني!
كلما تلمست درباً للوصل .. اندفع لتفخيخ ممراته وتفجير مداخله.. تشتعل براكين حنقي.. تقذف بي حممها الاف الاميال بالاتجاه المعاكس لمقصدي .
حين انفث حممي في وجهه وارميه بكل التهم البشعة .. الحقيقية والمغلوطة..اتعلمين ماذا يفعل؟.. لا يرد ..يتطلع الي ببراءةطفل و طيبة مسكين مظلوم..مغلوب علي امره معي..يزجي بلؤم جذوة نيراني وحين ما يتحقق من وصولي لحافة جرف الصبر ..يهادنني بمكر وافتعال متعمد: طبعا احبك ايتها الساذجة .. هل يعتريك شك في ذلك ؟!!
- هل من سبب لتحوله؟
اشباح ومسوخ هتكت استار سكينتنا في دعة الغفلة.. هو..انا.. جميعنا .. شارك الكل في اثم الفعل وفي قبح النتيجة. تشاغل هو بحيله , وتلذذ بانكاره .. ويبدو انه قد صب جام حنقنا معا علي رأسي وحدي..وسقطت انا في شباك علامة استفهام ضخمة .. حاكها لي .. احتلت ابعادي ورسخت عجزي.
مداخلة اخيرة
- اتركيه اذا..
* حاولت.
- تحمليه اذا..
* تعبت.
- اذهبي الي الجحيم اذا..!
* ذهبت..انا ائن في قعر الجحيم ..اغفائي في صدره جحيم ..وحرماني من تسمع نبضه جحيم.
- هو قدركما اذا.
أميرة فايد عبد الرحيم الناحل