البقاء للأقوى.
هناك كان يقبع ..وحيدا رغم كل الأطفال من حوله..أمه الحنون ترعاه بعطف ومحبه,لكنه وأمام هذا العدد الغفير من الأطفال يجد نفسه ضائعا تماما.
يشعر بالوحده رغم كل هذا الأنس. الرائع.
مازال يلقي على مسامعها كل يوم :
أريد أن أعرف عائلتي.
ولأنها تحبه جدا لم تجد مهربا من مساعدته,فهي مثله لكن بطريقه اخرى!.والمحبة عندها ليست أثرة أبدا هكذا كانت تفهمها....
كل يوم يطيل النظر إلى السماء ...
- من هو المجرم الذي رماني هنا؟ وغير مسار حياتي..
كانت الأوراق تزرع دموعا لن تنبت غير القهر....والحرمان..ملت الحروف منه وملها.
جاء الموعد المحدد ...بعد بحث مستميت.
وارتدى أجمل مالديه..وهي تنظر إليه بنظرات حارقه صامته..
جاء أخوه فأخذه....
جدته قابعه في زاوية غرفه مختنقه برائحة المازوت...وعيناها الهرمتين تنظر إليه من فوق إلى تحت...
-شغله عندك
نام ليلتها طاويا من غير ولا كلمة ...كلهم انفضوا لأعمالهم, إنه لا يدري.الآن ما محله من الإعراب!
رجال يدخلون غرفة أخته ذات تسعة ربيعا...
وعندما رحل الجميع..ركض مذعورا
-ماذا تفعلين بنفسك؟
- من الذي أتى بهم إلى هنا؟لاتقولي أن عمري إثني عشرة سنه أنا أفهم كل شيئ.
كنت بخير هناك ...ما الذي جاء بي إلى هنا؟
-أنا اخدم أخي هكذا كان يريد مني لم أع الدنيا إلا هكذا...نريد مالا..
- وأمي
- جننتها جدتي لأنها كانت شريفه ومستقيمة...عذبوها حتى جنت أحرقوها!قالوا رجعية هي.
-وأبي قتلوه الأوغاد...
وإخوتي ...يسعون في الأرض بأي بضاعة تستحق البيع...
سد أذنيه ..وخرج يبكي بصمت حارق مخنوق الصدر..
ليجد أخوه خارجا ...
وبرميه بأسمال باليه ..
سوف تبدأ العمل غدا
- لن أعمل معكم أعيدونيييي
- - انتهى الأمر نحتاجك الآن.
- لا أريد البقاء معكم
غدا يبكي ويشهق بقوة
وأخته ترقبه بخوفها المعتاد.
أوسعوه ضربا حتى أغمي عليه
ليجد نفسه ..مربوطا لشجره...
لا يدري ...كيف خرج من بين براثنهم كيف تنقذينني وأنت هنا لن ارحل إلا معك....
-أنا انتهى أمري لا أعرف الدنيا إلا من خلالهم.
- لا أبدا ...الحياة متجددة باستمرار...
ارحل من هنا لن تجد فرصة أخرى أنت الآن نظيف لا توسخ نفسك بأقذارهم...
- لن ارحل من دونك ليس لي في الدنيا غيرك ...
- وأمك هناك؟
- نعم ولكن..
- -قلت لك ارحل..وربما لحقت بك امحني فرصه.اكسب الوقت فربما لن تتكرر الفرصة.
كنت قرأت قديما عبارة في قصه خواطر طفله للقاصة ابتسام أظن:
تقول:أن الهرب للحريه ليس دائما هو الطريق الصحيح.
-.................
أم فراس17 شباط 2008