قراءات في الشعر الأردني المعاصر

للدكتور عماد الضمور
7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

صدر حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع وبدعم من وزارة الثقافة كتاب نقدي جديد للدكتور عماد الضمور بعنوان : «مباهج النص» قراءات في الشعر الأردني المعاصر. تناول فيه المؤلف تجليات الحداثة في الشعر الأردني المعاصر كما ظهرت في الدواوين الشعريّة التي تناولتها الدراسة.يكشف الكتاب عن مواكبة الشعراء في الأردن لحركة الحداثة الشعريّة في الوطن العربي، وخضوع الشعراء للظرف السياسي والاجتماعي والاقتصادي المحبط الذي ترك بصماته في دواوينهم الشعرية، وأسهم في تشكيل الرؤى، وصياغة الصور الشعرية، وتوليد المعاني ذات الدلالات الخصبة.
لقد أظهر الكتاب تباين الرؤيا من شاعر لآخر؛ لاختلاف منحى هؤلاء الشعراء الفكري، وآليات تجسّد الفكرة في نصوصهم الشعريّة، لكنها حافظت على نسق جمالي واحد، ونبض حالم، يساير الحداثة الشعريّة العربية، ويطّلع بمهمة التأسيس لحركة شعريّة، ذات إيقاع بصري، وانزياح لغوي، يُعنى بتحولات الدوال، وتداعي الأفكار، وتداخل الأجناس الأدبية.
إنّ استثارة الذاكرة، وكثافة المجاز، وحيوية الألفاظ، سمات مهمة تنهض بها دواوين الشعراء في الأردن، وبخاصة جيل الشباب منهم، إذ ينبض الخطاب الشعري لجيل ما بعد السبعينيات من القرن الماضي بشعريّة شفافة، ذات طبيعة ارتدادية للواقع، تمتزج بعفوية السرد، وقفزاته الزمنية التي تجمع بين اليقظة، والحُلم معاً.
لعلّ انطلاق الدراسة من ديوان( بعد كل ّذلك) للشاعر الراحل عبد الرحيم عمر جاء واضحاً؛ لترسيخ حركة الحداثة في الشعر الأردني، وبيان أسسها المنبثقة من إرث حضاري خصب، إذ يمثل شعر عبد الرحيم عمر مرحلة انتقال الشعر في الأردن من البناء التقليدي للقصيدة إلى مواكبة حركة الحداثة الشعريّة في الوطن العربي بدءاً بديوانه( أغنيات للصمت) الصادر عام 1963م، الذي يعدّ لبنة مهمة في الحركة الشعريّة في الأردن، وانتهاءً بديوان (بعد كلّ ذلك) الصادر عام 1997م، أي بعد وفاته بسنوات، إذ تمثّل قصائده تتويجاً واضحاً لمسيرة شعريّة ناضجة من ناحيتي الشكل، والمضمون، وذات تأثير واضح في الشعر الأردني المعاصر.
لذلك جاء اختيار الدراسة لمجموعة من الدواوين الشعريّة ذات النضج الموضوعي والفني، فضلاً عن تداخلاتها مع الفنون الأدبية الأخرى، ممّا يكشف عن نهج إبداعي واضح اختطته مسيرة الشعر المعاصر في الأردن، كما اتضح في شعر: محمود فضيل التل، وراشد عيسى، وعبدالله منصور، ونادر هدى، وعلي البتيري، وحاكم عقرباوي، ومحمد مقدادي، وزياد العناني، وعاطف الفراية، وجلال برجس، وعلي شنينات، وسالم النحاس.
لقد كشفت الدراسة عن رغبة الشعراء الواضحة في التجديد، ومحاولة استجلاء الموقف الحضاري الذي تحياه الأمة، وتصوير النفس الإنسانية، وما يعتريها من ضيق، وألم، ممّا أظهر كثافة في الأحزان، ونزوعاً إلى تصوير سطوة الزمن، واستغلال طاقاته المتجددة التي تسببها حركته المستمرة، وذلك بتفعيل دور اللغة الإيحائي، وتحريرها من دلالة الخطاب المباشر إلى أنساق تواصيلية تنفتح على ذخيرة وجدانية خصبة.
يُذكر أن الدكتور عماد الضمور مهتم بدراسة الحركة الشعريّة في الأردن، إذ يُضاف هذا الكتاب إلى سلسلة إصدارات أخرى للمؤلف، منها: محمود فضيل التل ( حياته وشعره)، وظاهرة الرثاء في القصيدة الأردنية، وآفاق نقدية، ومرايا النص، وصورة عمّان في الشعر الأردني، وكتاب المراثي، والإبداع المكاني في الشعر الأردني، ودراسات في الشعر الأردني المعاصر.
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article38224