تعيس الحظ لا أكثر
حماك الله يا قلمي
حمى الكلمات والدفترْ
حمى قلبي الذي يغلي
ويسكب حبره الأسمرْ
فما بقيت لأحلامي تواريخٌ
ولا لعواطفي أرضٌ
وليس لشوق أمسيتي
مكان في المسا يُذكرْ
حماك الله يا قلمي
فأنت رفيق وجداني إذا أمطرْ
طيور الحب قد طارتْ
وراحت قبل تمزيقي بثانيةٍ
فحمداً للذي طيّرْ
جلست اليوم تحت غمائم الشوقِ
ألمّ البرق من أفقي
أضم الرعد في رفق عسى يهدأْ
أنا وسراجيَ المُطفأْ
وأرفو الديمة الزرقاءَ
كي لا تسقط الشمسُ
التي بحرائقي تهزأ
وأطلي الماء بالأحمرْ
وأكسو العلقم السكرْ
وأغفو بين أطفالي
كسيل لم يعدْ يزأرْ
دعوت الله في سرّي
وإذ بعواطفي تجهرْ
طلبت الحب والخبز الذي يحتاجه طفلي
وبعض الزيت والزعترْ
كتبت الشعر منتهكاً
قوانيناً كفرت بها
فما للشعر قانونٌ
وما للحب قانونٌ
وما للريح قانونٌ
إذا جُنّتْ
وصاحت دونما منبرْ
كتبت الشعر شعراً من دمي أزهرْ
كتبت الشعر مشتاقاً لأوراقي
كغيم رام أن يمطرْ
كتبت بكل إخلاصٍ
كليلٍ ود أن يقمرْ
كتبت الشعر للأنثى
التي بحقولها الإلهامُ قد أثمرْ
حماك الله يا قلمي
فقد ذكرتني أمي التي هربتْ من الدنيا
إلى الله الذي يغفرْ
لقد كانت لأيامي
صباحاً لونه أخضرْ
وروداً في حدائقهِ
وعطراً .. بل هي الأعطرْ
لقد كانت دعاء يُستَجاب له
مع الفجر الذي بأذانه كبّرْ
لقد رحلت وهاأنذا
كغصن كاد أن يُكسَرْ
كطفل شاخ حزناً قبل أن يكبرْ
كمجذاف بلا نهر
كشاي دونما سكرْ
أقلّب صفحة الأيامِ
أرمق قسوة الدفترْ
أخطّ الآهَ تلو الآهِ محترقاً
عسى أن تصنع الآهُ
زفيراً يفتح المعبرْ
حصارٌ لا يفارقني
عذاباتٌ تدكّ دمي
وعمر قد بدا أقصرْ
وحرب عشتها دوماً
كحرٍّ يرفض الإذلال والتهويدَ
يضرب جحفل العسكرْ
أنا رجل ولدت وأحرفي علمي
بسارية يفيض شموخها
كالغار من قلمي
أنا حب أنا شعرٌ
أنا ارض أنا بيدرْ
أنا حرٌّ ولكني
تعيس الحظ لا أكثرْ
محمد إقبال بلو 30/6/2010