ما أجمل الطيف يُبكينا ويعتذرُ
يسري يمر على الأطلال يعتمرُ

ما أجمل الطيف تغرينا مباهجه
تضمد الجرح إذ نغفـو ، وتـنـتـظرُ

تهفو إلى أكُرِ الماضين تسألها
عن الرسوم التي أودى بها العَبرُ

عن العيون اللواتي جفّ مدمعها
من فرط ما تفعل الأيام والصورُ

تجوز هيبتها ما كان من زمنٍ
تطويه مشتاقــة ، والليل محتضرُ

كأنها ـ وحصار الغرب أثقلها ـ
شذا المصائر تلهو حوله العُصرُ

تهوى الينابيع علّ الأهل قد حضروا
تـقـبّـل الشمس علّ الناس قد صبروا

ما أجمل الطيف لو يحكي به الزهَرُ
هذي خواطره ، والشعر والوتَرُ

تغازل السحر الملهوف تحرسه
كالنازحين وفي أضعانهم خبرُ

كالنازحين وقد طال المسير بهم
حتى إذا أشرفوا أبكتهم الغُدُرُ

يا طيفُ عيني وقد تهواك مسرفة
فهل وفيت لها أم خانك الحذرُ ؟

يا نازح الدار حزن الطيف أخجلني
ومن لوامعه يـشّـقــق القمرُ

يا نازح الدار لا شيءٌ يُصبره
ولا أنيس بعيد القحط ، لا مطرُ

إلاك أنت فخذ قلبي وخاطرتي
إلاك أنت فصبرًا إننا بشرُ
-------------------------------




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي