مناظرة بين غربيّ وشرقيّ
للشاعر غالب احمد الغول
@@@@@@@@@@@@@@
غربي
1 ـ أسدٌ أنا كالطوْدِ تشْمَخُ قوّتـــــــــي
والبيتُ أبيضُ قدْ صَمــــــــــدناهُ عَرينْ
2 ـ والعيشُ رَغـْدٌ في بلادٍ قدْ نـــــــأتْ
والعزمُ يُـصْنَعُ منْ حَديد ٍ لا يلــــــــــينْ
3 ـ أنا صَامدٌ فوْقَ الذُّرَى وَهَرَاوَتـــي
ضَرَبتْ رُؤوسَاً بالشّمالِ ِوَبِاليَمــــــــينْ
4 ـ ولقدْ عَصَفـْنا مَجْدَكُمْ وَمَقـَامَــــــكُمْ
مِنْ بَعدِ أنْ كُنـَّا بُغاثاً جَائعـــــــــــــــينْ
5 ـ لكنـَّنا في النـَّصْرِ غَرَّدَ طَيْرُنــــــــَا
وَقَسَى عليكمْ حينَ جئـْتمْ صـــــــاغِرينْ
6 ـ خَيْراتـُكمْ في قـُبْضَة الكفِّ أتــــــَتْ
وتـَفَوَّقَ الرَّاعي , وكنتمْ نائميـــــــــــنْ
7 ـ في الحَربِ نصْرعُ رَأسَكُمْ فـَتـَنـَبَّهوا
يا مَعـْشَرَ الإسلامِ حيناً بعـْدَ حــــــــــينْ
8 ـ فـَتـَجـَزَّأتْ أوْطانـُكُمْ وَتمزَّقــــــــــَتْ
أحْشاؤكُمْ حَسَداً بـِحقـْدِ الحاقديـــــــــــنْ
9 ـ لكنـَّنا نـُعطي الفقيـــــــــــــرَ دواءَهُ
وَنـَمُدّ أيدينا لِكلِّ اللاَّجئيـــــــــــــــــــــنْ
10ـ وبذورنا نضجتْ بشوْكِ فسُوقِـــها
زُرِعَتْ لأفئدةِ الشَّبابِ الحَالمــــــــــــينْ
11ـ نـُلْهي بها شعْبٌ تعطـَّشَ للهَــــوى
وَمرامهُ صيْد البَغايا عاشقــــــــــــــــينْ
12ـ ولسوفَ يَمْسَخُ مَجْدَكُمْ وَنِسَـاءَكُمْ
بابُ الرَّذيلةِ في الشَّوارعِ هائِمــــــــينْ
13ـ هل يـَنـْصُرُ اللهُ ضَعيفاً ماجـِـــــــناً
يرجو طـَحينَ الخُبْزِ مِنْ بابِ العَريـــنْ؟
* * *شرقيّ
14ـ أنا مُسْلمٌ فاصْمتْ لقدْ هُزمَتْ أُسُودُ
م الظلْم والطُّغيانِ والخِبِّ اللـــــــــــعين
15ـ العيشُ عُهْرٌ عنـْدكمْ والعزْمُ عِنْدي
م ماتـِعٌٌ في نفسِ إنسان ٍ متيـــــــــــــنْ
16ـ ليس الصُّمودُ على الأذى بِمَـــعزَّة
بَلْ كانَ ظـُلْماً منْ سِماتِ الظالمــــــــينْ
17ـ ولقدْ ذَكَرْتَ بأنَّكمْ كنْتُمْ بُغــــــــــاثاً
م حينما كنَّا أُسُودَ العالمـــــــــــــــــــينْ
18ـ إنْ جاءَكمْ نصرٌ بطُغيانٍ فـــــــــإنَّ
م اللهَ ينْصرنا على قومٍ مَهـــــــــــــــينْ
19ـ خيراتُنا ستعودُ حيـــــــــــن نزلزلُ
الآفاق فوقَ رؤوسِكمْ يا غاشمــــــــــينْ
20ـ يا أفسد الأمصار يا شؤم الدَّعارَة ِ
م والقذارةِ ,عارَكم فوْقَ الجبـــــــــــينْ
21ـ يأتي صلاحُ الدِّين ثانيةً إلــــــــــى
حطـِّين والأقـْصى لِدحْر المُــــــــــعْتدينْ
22ـ والرايةُ الخضراء إسلامـــــــــــية
يَعْلو مَداها فوْق رأسِ الخالـــــــــــدينْ
23ـ والغادة الهيفاء غزّاويـــــــــــــــة
تشدو بعيد النـَّصر منْ ثـَغـْرٍ رَزيـــــــنْ
24ـ وتعودُ بسمتـُنا ويسْمو شعْبـُـــــنا
وتغرِّد الأطيارَ للشَّعب الأمــــــــــــــــينْ
25ـ نأتي فلسطين الأبيِّة كلّـــــــــــــها
نهرأ وبحراً , رغمَ كيدِ الغاصِــــــــبينْ
26ـ والتين والزيتون يبْكي لوْعـــــــة
مالمْ يَرانا قادةً للعالمــــــــــــــــــــــينْ