نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي











اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
[الترجمة منقولة]

رئيس المجمع العلمي وإمام الصحافة العلامة المحقق الأديب الكبير محمَّد كُرْد عَلي رحمه الله (1293 - 1372 هـ = 1876 - 1953 م)
محمد بن عبد الرزاق بن محمَّد، كُرْد علي: رئيس المجمع العلمي العربيّ بدمشق، ومؤسسه، وصاحب مجلة (المقتبس) والمؤلفات الكثيرة. وأحد كبار الكتّاب.
أصله من أكراد السليمانية (من أعمال الموصل) ومولده ووفاته في دمشق. تعلم في المدرسة (الرشدية) الاستعدادية.
وتوفي والده، وهو في الثانية عشرة من عمره، فابتدأ حياته الاستقلالية صغيرا. وأقبل على المطالعة والدروس الخاصة، فأحسن التركية والفرنسية، وتذوق الفارسية. وحفظ أكثر شعر المتنبي ومقامات الحريري، ثم اتصل بعدد من علماء دمشق المعروفين ينهل من علمهم وأدبهم: الشيخ سليم البخاري، والشيخ محمد المبارك، والشيخ طاهر الجزائري، وقرأ عليهم كتب الأدب واللغة والبلاغة والفقه وعلم الاجتماع والتاريخ والفقه والتفسير والفلسفة.
ثم كانت مفردات المقامات، تضايقه حين يكتب. وتولى تحرير جريدة (الشام) الأسبوعية الحكومية، سنة 1315 - 1318 هـ وكان يلتزم بها السجع في مقالاته.
ووالى الكتابة في مجلة المقتطف خمس سنوات، ابتدأت بها شهرته. وزار مصر (سنة 1319 هـ - 1901 م) فتولى تحرير جريدة الرائد المصري عشرة شهور، وعاد إلى دمشق.
ورفعت إلى واليها التركي وشاية به ففتش بيته، وظهرت براءته. وهاجر إلى مصر، فأنشأ مجلة (المقتبس) (سنة 1324 هـ - 1906 م) وقام بتحرير جريدة (الظاهر) ثم التحرير في (المؤيد) اليوميتين. وعاد بعد الدستور العثماني (سنة 1908 م) إلى دمشق، فتابع إصدار مجلة (المقتبس) وأضاف إليها باسمها جريدة يومية كانت قبل الحرب العامة الأولى مسرحا لأقلام كبار الكتاب، وناوأت دعاة الرجعية وحاربت جمعية (الاتحاد والترقي) التي كان يستتر وراءها حزب (تركيا الفتاة) العامل على تتريك العناصر العثمانية. واتهمه أحد ولاة الترك بالتعرض للعائلة السلطانية، في إحدى مقالاته، ففر إلى مصر فأوربا، وعاد مبرأ. وتكرر ذلك في تهمة أخرى، فترك الجريدة اليومية إلى أخيه (أحمد) أبي بسام، وانقطع للمجلة. واشتد جزعه بعد إعلان الحرب العامة الأولى وابتداء حملة الانتقام التركية من أحرار العرب، فأقفل الجريدة والمجلة، وكان يساق مع إخوانه شكري العسلي وعَبْد الوَهَّاب الإنكِلِيزي ورشدي الشمعة - انظر تراجمهم - وسواهم، من نقدة نظام الحكم العثماني، ودعاة التحرر، إلا أنه أنقذته (خلاصة حديث) وجدت في القنصلية الفرنسية، بدمشق، كتبها أحد موظفي الخارجية الفرنسية، قبل الحرب، وكان قد زار صاحب الترجمة في بيته وأراد استغلال نقمته على (الاتحاديين) ليصرفه إلى موالاة السياسة الفرنسية في الشرق، فخيب كرد على ظنه، ونصحه بتبديل سياستهم في الجزائر وتونس، ومثلها (نشرة رسمية سرية) كان قد بعث بها سفير فرنسة في الآستانة إلى قناصل دولته في الديار الشامية، يحذرهم بها من كرد على ويقول: إنه لا يسير إلّا مع الأتراك، وأوراق أخرى من هذا النوع أظهرها تفتيش القنصليات في أوائل الحرب، فدعاه أحمد جمال باشا (القائد الطاغية التركي) إليه، مستبشرا، وأعلمه بها، وأنذره أن عاد إلى المعارضة ليقتلنه هو بيده، بمسدسه (أخبرني بذلك يوم حدوثه) وأمره بإعادة الجريدة، ومنحه مساعدة مالية، فأعادها، ثم ولاه تحرير جريدة (الشرق) التي أصدرها الجيش. وأمضى مدة الحرب مصانعا بلسانه وقلمه، وظل يخشى شبح (جمال) حتى بعد الحرب. وفي مذكراته ما يدل على بقاء أثر من هذا في نفسه إلى آخر أيامه. وانقطع إلى المجمع العلمي العربيّ، بعد إنشائه بدمشق (سنة 1919) أيام الحكومة العربية الأولى، فكان عمله فيه بعد ذلك أبرز ما قام به في حياته. وولي وزارة المعارف مرتين في عهد الاحتلال الفرنسي.
وكان ينحو في كثير مما يكتبه منحى ابن خلدون في مقدمته. من مؤلفاته (مجلة المقتبس) ثمانية مجلدات وجزآن، و (خطط الشام - ط) ستة مجلدات، استخرجه من نحو 400 كتاب، و (تاريخ الحضارة - ط) جزآن، ترجمه عن الفرنسية، والأصل لشارل سنيوبوس، و (غرائب الغرب - ط) مجلدان، و (أقوالنا وأفعالنا - ط) و (دمشق مدينة السحر والشعر - ط) و (غابر الأندلس وحاضرها - ط) و (أمراء البيان - ط) جزان، و (الإسلام والحضارة العربية - ط) مجلدان، وهو أجلّ كتبه، و (القديم والحديث - ط) منتقيات من مقالاته، و (كنوز الأجداد - ط) في سير بعض الأعلام، و (الإدارة الإسلامية في عز العرب - ط) و (غوطة دمشق - ط) و (المذكرات - ط) أربعة أجزاء، كتب بعضها وقد تقدمت به السنّ، فلم تخل من اضطراب في أحكامه على الناس والحوادث. كما حقق كتبا من عيون من عيون التراث العربي، منها:
سيرة أحمد بن طولون للبلوي، وطُبع في دمشق سنة (1358هـ=1939م)
المستجاد من فعلات الأجواد للتنوخي، وطبع بدمشق سنة (1366هـ= 1946م)
تاريخ حكماء الإسلام للبيهقي، وطبع بدمشق سنة (1366هـ= 1946م).
كتاب الأشربة لابن قتيبة وطبع بدمشق سنة (1367هـ= 1947م).

كما كتب مذكراته في 4 أجزاء.وله أيضا تحقيق وجمع لرسائل الأدباء أسماه (رسائل البلغاء)..
يعد العلامة "محمد كرد علي" واحداً من بواكير النهضة الفكرية في مطلع القرن العشرين، ولعلّ عشقه وولهه بغوطة "دمشق" منحه الكثير من الإبداع الفكري والعلمي، إلى أن وصل به الحال بتأسيس المجمع العلمي العربي بدمشق.
موقع "eSyria" بتاريخ 3/9/2010 التقى بالباحث "مروان مراد" ليحدثنا عن حياة العالم والباحث "محمد كرد علي"، قائلاً: «وصف العالم الجليل "محمد كرد علي" بالباحث الذي سبق عصره، ولكن الجيل العربي الجديد لا يعرف من مسيرته غير النذر اليسير. أبصر "محمد كرد علي" النور بدمشق في عام 1876م، عندما كانت سورية غارقة في بحر من الظلم والظلام، وكان من يتقن القراءة والكتابة في ذلك العهد يشبه عالم الذرة في عصرنا، كانت الأمية منتشرة فلا مدارس بالمعنى الصحيح، بل كتاتيب صغيرة تدرس فيها بعض آيات القرآن الكريم وفرائض العبادة، وفي هذا الجو من الجهل وُلِد "محمد كرد علي"، ولكنه بالرغم من ذلك تعلق بالكتابة والصحافة، وأولع بالمطالعة وجمع الكتب، كان يقرأ وهو في الثالثة عشرة من العمر، ويسهر إلى ما بعد منتصف الليل وهو يقرأ على مصباح الزيت إلى أن ضعف بصره، وساءت صحته، ونصح له من حوله من الأهل بالاعتدال، ولكنه لم يصغ إلى هذا النصح، لأنه لم ينسجم مع هوايته التي أحبها حتى العشق، كان منظر الكتب يفتنه ويغريه، ورؤية الصحف المنتشرة تسره وتسحره».
يتابع: «انتبه والده إلى شغفه بالمطالعة وشجعه على اقتناء الكتب وقراءتها، وقدم له المساعدة للتغلب على أميته، كان الكتاب ثروته الأغلى وكنزه الذي لا يعد له كنز، وحين اشتد ساعده بالعلم والمعرفة أخذ يقرأ باللغتين الفرنسية والتركية إضافة إلى العربية، فزادته المطالعة تعلقاً بالعلم، وعشقاً للصحافة، وحين بلغ السادسة عشرة ذهب يكتب المقالات والأخبار، ويبعث بها إلى الصحف، كذلك تعلق "محمد كرد علي" بالشعر والنثر والسجع الأنيق، وانكب يدرس الأدب على أيدي شيوخه ومدرسيه، وفي طليعتهم العلامة "طاهر الجزائري"».
أما عن مرحلة انتقاله بين "القاهرة" و"دمشق" فيقول "مراد": «رحل "محمد كرد علي" إلى "مصر" ومكث في "القاهرة" عشرة شهور، تعرّف خلالها إلى علماء "مصر" وأدبائها وعمل في صحافتها، فاتسع أفقه وذاع صيته، التي كانت لا تقل عن شهرة أدباء تلك المرحلة، عاد ثانية إلى "مصر"، وشارك في تحرير بعد الصحف، ثم أصدر مجلة "المقتبس" الشهرية، ونشر فيها الدراسات الأدبية والبحوث العملية والتاريخية، وأخذ يترجم عن المجلات الأجنبية أحدث أنباء العلم والاختراع، كذلك ترجم عدداً من الكتب المخطوطة النادرة».
العودة إلى "دمشق" والرحيل إلى "باريس" عنها يقول "مراد": «اشتد الحنين بالمفكر الكبير لدمشق، مسقط رأسه ومرتفع صباه، فعاد إليها ثانية، وأصدر "المقتبس" جريدة يومية بالاشتراك مع أخيه "أحمد" بعد أن أسس لها مطبعة خاصة، ولكن الحكم العثماني الجائر كان له بالمرصاد، فضايقه ولاحقه وأغلق جريدته، وأرغمه على الفرار إلى "فرنسا"، وفي "باريس" زار "الأكاديمية الفرنسية"، وهي المجمع العلمي الفرنسي، ووقف في بهوه الرحب وأخذ يناجي نفسه قائلاً هل يقدر لنا في المستقبل، أن ننشئ في بلادنا مثل هذا المجمع؟».
يتابع: «كان هذا بدء تفكيره بإنشاء المجمع العلمي العربي بدمشق، وحين سقطت "دمشق" في أيدي الحلفاء، عقب الحرب العالمية الأولى، وزال الحكم العثماني وبدأ العهد الفيصلي الهاشمي، وجد العلامة "كرد علي" الفرصة سانحة لتحقيق حلمهه بتأسيس المجمع على غرار ما تفعله الأمم المتحضرة لحفظ تراثها ولغتها، وقد عرض الفكرة على الحاكم العسكري "رضا باشا الركابي" 1886ـ- 1942 فوافق على تحويل ديوان المعارف برئيسه وأعضائه، وجعله مجمعاً علمياً عربياً، وكان الأستاذ "كرد علي" رئيساً لهذا الديوان، وقد تحقق ذلك في اليوم الثامن من حزيران 1919 وظل رئيساً للمجمع حتى آخر عمره».
أما عن مكانته الأدبية المعروفة يخبرنا الأستاذ "مراد": «يقف "محمد كرد علي" إلى جانب مجايله الأعلام، أمثال الدكتور "طه حسين، عباس محمود العقاد، محمد حسين هيكل والإمام محمد عبده"، حيث بلغت مؤلفاته اثنين وعشرين كتاباً جاوزت صفحاتها عشرة آلاف صفحة، عدا صفحات مجلته "المقتبس" التي نافت صفحاتها على ستة آلاف صفحة، تمتع "كرد علي" بحيوية لا تهدأ في الكتابة والتأليف، وظل حتى سنوات عمره الأخيرة يتمتع بنشاط أبناء العشرين وذكائهم وقوة ذاكرتهم».
كان عاشقاً لغوطة دمشق مكانه الدائم، عن ذلك يقول "مراد": «أحب علامة الشام غوطة "دمشق"، أحبها حتى العشق والهيام، وأقام فيها ستين سنة في أرضه التي ورثها عن أبيه في قرية "جسرين" وعاشر أهلها، حتى قيل إنه بات فلاحاً مثلهم، وباتت الغوطة بالنسبة له كما يقول أحبُ بقعة إلى قلبه في الأرض، ومن أجل هذا وضع كتابه النفيس "غوطة دمشق" فأرّخ للغوطة وتحدث عنها، وتغزل بها غزل عاشق هيمان، وكساها ثوباً من الجمال، إضافة إلى سحرها وردْ الجميل إلى الأرض الطيبة التي أحالت "دمشق" من صحراء قاحلة إلى جنة وارفة الظلال، أما المجمع العلمي فقد كان عنده أغلى من فلذة كبده، وقد وهبه كل حياته وكل نشاطه، وخص مجلته بكل جهده وقواه».
أما عن وصفه بإمام الصحافة يقول الأستاذ "مروان مراد": «كان "محمد كرد علي" إماماً في الصحافة وحجة في التحقيق الأدبي والعلمي، وعلَماً في الكتابة والتأليف، وزعيماً من زعماء القلم والفكر في بلاد العرب، وكان أول من أنشئ جريدة أو مجلة راقية في "دمشق"، وأول من أسس مجْمعاً علمياً في الوطن العربي، ثم تلاه مجمع اللغة العربية في "القاهرة"، ثم بعض المجامع الأخرى في عدد من الأقطار العربية، أما أسلوبه الأدبي فهو الذي وصفوه بالسهل الممتنع، إنه رقيق في التعبير، بليغ في اللفظ، الكلمات فيه على قدر المعاني، والجمل تطول حيناً وتقصر حيناً آخراً، وهو في جميع الأحول لا يتكلف ولا يتصنع، بل يرسل كلماته على سجيتها، ويقصد إلى التركيز على المعنى، دون أن يعطي كبير اهتمام للمبنى، إنه نثر العالم المفكر، لا الأديب الذي تغريه الصنعة، ويسيطر عليه الأسلوب والمظهر».
يتابع: «أما كتابه "خطط الشام"، فهو أبرز آثاره، وأعظم أعماله، أنفق في تأليفه خمسة وعشرين عاماً، قرأ خلالها نحو ألف ومئتي مجلد بالعربية، الفرنسية والتركية، وفيه يتحدث عن تاريخ الشام وحضارتها على مر العصور والأزمان، وقد صدرت له مؤلفات كثيرة منها، "غرائب الغرب" في جزأين، وصف فيه رحلاته إلى أوربة، طبع في "مصر"، "غابر الأندلس" في ستة أجزاء، "دمشق" المطبعة الحديثة 1925، "ثلاث سنوات من حكم سورية"، "غوطة دمشق"، "دمشق" 1949م، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق والبيزرة "في الصيد وآلاته"، تأليف».
ينهي الأستاذ والباحث التاريخي "مروان مراد" حديثه عن العلامة السوري "محمد كرد علي" بقوله: «يعتبر "محمد كرد علي" ركناً متيناً، ودعامة قوية في صرح الحياة الأدبية والفكرية، لا في سورية فحسب بل الوطن العربي كله، وفي الثاني من نيسان عام 1952 ودّعت "دمشق" علامتها الكبير إلى مثواه الأخير، مشيّعاً بالاحترام والإجلال وبدعوات الرحمة والغفران».
وقد قال عنه الأديب "منير العجلاني" عندما وقف يرثيه على القبر يوم وفاته: «إن ثمة إمارتين معقودتين في العالم العربي، إمارة الشعر، وكانت معقودة اللواء للمرحوم "أحمد شوقي"، وإمارة العلم وكانت معقودة اللواء للفقيد "محمد كرد علي"».
ويقول الكاتب "أحمد تمام": «كانت بلاد الشام موطناً لنهضة فكرية وليدة تعمل على إصلاح المجتمع وتخليصه مما حلّ عليه من جهل وتخلف، وتسعى إلى رفعة الأدب العربي، واستعادة ما كان عليه من قوة وازدهار في عصوره الزاهية، وحمل لواء هذه النهضة نفر كرام من زعماء الإصلاح في الشام، يتقدمهم الشيخ "طاهر الجزائري"، وتلميذه النابه "محمد كرد علي" الذي تابع مسيرة شيخه بخطا واسعة، يدعو إلى الإصلاح والتجديد، ويحارب أهل الزيغ والأهواء، وينافح عن العروبة والإسلام، ويقود الحركة الفكرية في سورية في ثقة وثبات، وظل حتى وفاته في حركة دائبة وعمل متصل، لا يعرف الهدوء ولا الراحة، ولا ينقطع عن الكتابة والتأليف».
لقي الله في 17 رجب 1372 هـ = 2 أبريل سنة 1953م)[2]. في دمشق ودفن بجوار قبر معاوية بن أبي سفيان في دمشق.
أضف إلى هذا أن حياته السياسية وقفت عند إعلان الحرب العامة الأولى، فقد انصرف بعدها عن المغامرات، فلم يدخل جمعية، ولم يعمل في حزب معارض، فابتعد عن روح الجمهور، وتتبّع خفايا الأمور. أما حياته العلمية فكانت سلسلة متصلة الحلقات من بدء نشوئه واتصاله بالشيخ (طاهر الجزائري) إلى يوم وفاته. وكان من أصفى الناس سريرة، وأطيبهم لمن أحب عشرة، وأحفظهم ودا. مما كتبه في وصف نفسه: (خلقت عصبي المزاج دمويّه، محبا للطرب والأنس والدعابة، أعشق النظام وأحب الحرية والصراحة، وأكره الفوضى، وأتألم للظلم، وأحارب التعصب، وأمقت الرياء)
رحمه الله تعالى..وجزاه الله عنا وعن الإسلام كل خير