لغة جسد السياسييون ..لغة المراوغة

ان للجسد لغة واشارات وايماءات .. انما اثبتت التجارب ان معظم الناس ضعاف عموما في قراءة
الاشارات واثبتت ان الناس يفتتنون بلغة الجسد عند السياسيين لان الجمهور يعتقد انهم يعرفونهم
او يتظاهرون بإلإيمان بشيء لا يؤمنون به في الحقيقة .. فالسياسيون يقضون الكثير من اوقاتهم
في التملص والمرواغة والتظاهر والادعاء واخفاء مشاعرهم وعواطفهم ... مستخدمين
كلمات وتعبيرات مبهمة لحجب نواياهم الحقيقية وربما للذاكرة كانت الاشارات للجسد نظام قديم
للتواصل الاصلي الذي استخدمه البشر قبل تطور اللغة المنطوقة ...
من واقع مندوب مبيعات ذكر ...عندما كنت اقرع بابا ...لزبون او غيره فإذا اخبرني شخص ما ان انصرف بصوت هاديء ولكنه اشار
باصبعه او كانت يده مغلقة ... اعرف انه يجب ان ارحل ....
واذا قرعت بابا اخر لزبون ما ... واخبرني هذا الشخص ان اذهب وانصرف وكانت يداه مفتوحتين
وراحتا يديه ظاهرتين .. اعرف انني في أمان اذا اصرر على تقديم ما معي من بضاعة ...

تجربة الجمهور ... أجريت تجربة مع ثمانية محاضرين وذكر الباحثين انهم طلبوا منهم استخدام كل إيماءة من هذه الإيماءات الثلاث أثناء حديث لمدة عشردقائق أمام مجموعة من المستعمين وبعد ذلك سجلنا شعور المشاركين تجاه كل محاضر ... وقد وجد الباحثون ان الذين استخدموا وضع راحة اليد لأعلى بشكل اكبر حصلوا على 84% من الشهادات الإيجابية من المشاركين وهبطت هذه النسبة الى 52 % عندما القوا نفس الخطبة لجمهور آخر باستخدام وضع راحة اليد والإشارة بالإصبع فسجل 28% فقط من رد الفعل الإيجابي وقد خرج بعض المشاركين من القاعة اثناء المحاضرة .

ولم يسجل وضع الإشارة بالاصبع فقط اقل قدر من رد الفعل الايجابي لدى المستعمين .. بل انهم تذكروا قدرا اقل مما قاله المتحدث .. اذا كنت معتادا على الاشارة بالاصبع .. فحاول ان تمارس وضعي راحة اليد لأعلى ...وراحة اليد لأسفل وسترى ان بامكانك خلق مناخ مريح اكثر ... وكذلك
تأثير اكثر ايجابية على الاخرين ..وبدلا من ذلك اذا ضممت اصابعك نحو الابهام لتعبر عن ايماءة الموافقة .. وتحدثت وانت تستخدم هذا الوضع فستبدو وكأنك شخص قوي وموثوق .. ولكن ليس عدوانيا وقد علم الباحثون هذه الإيماءة لمجموعات من المتحدثين والسياسيين والقادة في مجال الأعمال...
وقاموا بتقييم رد فعل الجمهور ووصف الأشخاص الذين استمعوا للمتحدثين الذين استخدموا ايماءات... كنتيجة للتجربة ...ظهر الاتي .........
لمس الإبهام لرءوس الأصابع وصف ...هؤلاء المتحدثين بأنهم عميقو التفكير ويركزون على الهدف ...
وقد وصف المتحدثون الذين استخدموا وضع الإصبع المشيرة بأنهم عدوانيون ومولعون بالقتال ووقحون... وسجل جمهورهم اقل مقدار من استرجاع المعلومات فعندما يشير المتحدث مباشرة نحو
الجمهور ... ينشغل المستعمون بإصدار أحكام شخصية عليه وليس بسماع فحوى ما يقول ...
لغة راحة اليد ...ايماءة قوية واشارة قلما نلاحظها .....
راحة اليد واحدة من اشارات الجسد الاقل ملاحظة .. ولكن القوية جدا ايضا والتي تظهر عندما تعطي شخصا ما توجيهات او اوامر او عند التصافح ..وتوجد ثلاث ايماءات رئيسية لسيطرة راحة اليد ..
وضع راحة اليد لأعلى.... وضع راحة اليد لأسفل ... وضع ضم راحة اليد والإشارة بالإصبع...
وتظهر الفروق بين الثلاثة اوضاع في هذا المثال ... لنفترض انك تستخدم نفس نبرة الصوت ونفس الكلمات ونفس تعبيرات الوجه في كل مثال ...وانك ستغير فقط وضع راحة يدك ....
تستخدم راحة اليد لأعلى كإيماءة استسلام وعدم تهديد شبيهة بإيماءة التوسل لمتسول في الشارع
وكانت تستخدم قديما لتبين ان الشخص لا يحمل سلاحا فالشخص الذي تطلب منه ان ينقل الشيء
لن يشعر انه مجبر على ذلك .. ولن يشعر ان طلبك يهدده .. وقد تغير معنى ايماءة راحة اليد لأعلى
عبر القرون وتطورت ايماءات اخرى مثل راحة اليد المرفوعة في الهواء .. وكذلك وضح راحة اليد على القلب ..وعندما تتحول راحة اليد لتتجه لأسفل ستشعر فورا بالسيطرة وسيشعر الشخص الآخر
انك اعطيته امرا لينقل الأشياء وقد يبدأ في الشعور بالعدائية نحوك وذلك حسب علاقتك به او منصبك بالنسبة له في العمل ...
على سبيل المثال اذا كان الشخص ذا مكانة مساوية لك ... فقد يقاوم الطلب الصادر عنك مع راحة يدك لأسفل وعلى الارجح قد يذعن اذا كنت استخدمت وضع راحة اليد لأعلى ... اما اذا كان الشخص في مرتبة ادنى منك تكون ايماءة راحة اليد لأسفل ... مقبولة بالنسبة له لأن لك.. السلطة لاستخدامها..وهذه الإيماءة استخدمت مع سلطة النازية ....
ففي تحية النازية كانت راحة اليد تتجه مباشرة لأسفل وكانت رمز القوة والطغيان في دولة الرايخ الثالث ولو كان هتلر قد جعل تحيته في وضع راحة اليد لأعلى فما كان احد قد اخذه على محمل الجد
بل ربما كان الناس قد ضحكوا منه ..وفعلا اشتهر ادولف هتلر باستخدام راحة اليد ؟لأسفل
وتعتبر ايماءة ضم راحة اليد والاشارة بالاصبع واحدة من اكثر الايماءات المزعجة التي قد يستخدمها
اي شخص اثناء التكلم .. وخاصة عندما تعمل كوسيلة لضبط ايقاع كلمات المتحدث .. وفي بعض الدول مثل ماليزيا والفلبين تعتبر الاشارة بالاصبع نحو اي شخص اهانة .. لان هذه الايماءة تستخدم
فقط للاشارة الى الحيوانات ...
الكاتبة والسيكولوجية وفاء عبد الكريم الزاغة