لُغَةُ القرآن جادَ الرُّشْدُ فاها
نسماتٍ فاح بالمسك شذاها
*
في صفاءِ الدُّرِّ تختالُ أحْرُفُها
و فخارُ المَجْدِ شمسٌ لِعُلاها
*
خِصْبَةٌ فازتْ بيُمْنٍ و مُنىً
و نَداءٍ طاول النور و تاها
*
وبيانٍ مُعجزٍ أظهرها
يتهادى نهرَ سحرٍ في رُباها
*
قد شدا الضاد على غصن الأسى
حرقة الهِجران يَحْكيها شِفاها
*
عن حروفٍ تنْثرُ الهَدْيَ و ما
فترت أو نطقت بالثغر آها
*
قد رَموْها في غيابات الرّدى
و تواصوْا بالجفا عِنْدَ ثراها
*
ما توارى الخير عن منهلها
بل رمى الجهل عقولا فطواها
*
غَنِيَـتْ عمّنْ تَوَلَّوْا في غِنىً
ينفثون السُّمَّ يَبْغونَ فناها
فهيَ الليث إذا ما انتفضت
رغم أنفٍ بالأذى يقفو خُطاها
*
وهي الأنوار في روعتها
عجز الإلهام عن سَبْرِ مداها
*
و إذا ما فردت أعشارها
سافرت بالفكر في رحب جناها
*
عصمَ الله بحفظٍ جاهها
ورعى الإبهارَ بَدرا في سماها
*
و سقى الحسَّاد من نهر الهدى
ربما قد يُلجِمُ الرُّشدُ عماها