الدمع نم
الـدمـع نـم عن الغرام و أعربا
و الـجسم لا زمه السقام و أذهبا
و القلب لذ له العنا في عشق من
أصـمـى الـفؤاد بنصله فتغربا
و مضى فكان على الجوانح ماضياً
و قـضى فكانت قسمتي منه الهبا
سـهـر و تبريح و دمع و اجتوا
و صـبـابة أودت بأحلام الصبا
و أنـا و من أهوى نغالب بعضنا
دولاً فـمـغلوب و آخر قد نبا
و لـشقوتي أني - ورغم تجلدي-
واه تـعـاوره الحوادث مذ صبا
واه لـه نـصب الزمان صروفه
شـركـاً فأعيا خافقيه و أنصبا
آه و أقـنـعـة الرذيلة سلطنوا
آه و أشـرعـة الـفهاهة و الغبا
و أنـا جـوادي فـيلق في فيلق
خـاط البسيطة خيفها و السبسبا
زجـت بـه الأقدار نضواً فانياً
فـغـدا الـنهاب لمن بذياك الخبا
و غدوت إن أرخيت ألجمه غوى
عـشـقاً و إن شُدّت لجائمه كبا
و تـكـاد تلهبه هوى و لواعجاً
إن في الكرى مرت به ريح الصَّبا
أو عـرجـت أنـسـامها بمرابعٍ
قـامـت قيامته و حن َّ إلى الربا
عـادت و لـوعته تقظ سكونه
و عـيـونـه كيلا يَمَلَّ و يتعبا
ذاكـم فؤادي بعد ما سلبته من
بـصـدودها جعلت حياتي سُلّبا
هذي دموعي من خضوعي إثر من
بـوعـودها كانت سحاباً خُلَّبا
و تـكـاد تقتلني إذا هي أقبلت
و أخـر إن جـلت البنان مخضبا
شـغفاً بها قلبي و كل جوارحي
قد قمن سكرى للجمال و طُرّبا