رأيت الليلة رؤيتين
الأولى لملٍكٍ تمثَّل للشعب الأردني بشرا سويا، يريد أن يهبَ له غلاما زكيا..
والثانية للصٍ يضعُ السِّقاية في رحلِ أخيه، كي يأخذَه في دين الملك..
... وعندما استيقظت مفزوعا، أبحث عن تأويل لرؤيايَ، وجدت الراقصة "فيفي عبده" ترقيني بآيٍ من فن "الرقص والردح" الحكيم، وتفسر لي الرؤيتين..
قالت رضي الله عنها وأرضاها: خير اللهم اجعله خير..
يحق لك يا بنيَّ أن تحزن.. فالمسرح في الأردن ضعيف ومتخلف، لأن الحكومات والمخابرات احتكرت كلَّ الكواليس، ولم تبقِ لمسرحيِّ كالوسا يكولس فيه..
ويحق لك بعد ذلك أن تفرح.. فالإخوان قادمون بتابوتٍ تحمله الملائكة، فيه بقية مما ترك بنو هاشم وبنو أمية وبنو عبد الدار وبنو.. وبنو.. إلى أن تصل إلى بني قرد..
وهذا تأويل رؤياك يا ولدي..
أولا.. قال همام سعيد: الحركة الإسلامية "سِلْم لشعبها ولأبناء الأردن على اختلاف توجهاتهم، سواء كانوا مسلمين ومسيحيين، أو من أصول من هنا وهناك".
ثانيا.. وأردف قائلا: إنها بهم ومعهم، وستقود عمل الإصلاحات السياسية".
ثالثا.. وختم بتأكيده: "إننا سنقود في النهاية أيَّ سلطة لهذا الشعب".
رابعا.. ولهذا السبب: "صدرت الإرادة الملكية السامية بتكليف دولة الدكتور عبد اللطيف عربيات بتشكيل الحكومة، بعد أن قبل جلالته استقالة حكومة دولة عون الخصاونة التي تقدمت باستقالتها يوم أمس".
وأردفت القديسة "فيفي" لا فضَّ فوها..
أرجو ألا تستغرب أو تندفع بعد قراءتك لهذه التوليفة من التصريحات والأخبار في تأويل رؤياي..
التصريحات الثلاثة الأولى ليست إشاعات..
أما الخبر الرابع فهو ما يزال في عداد الإشاعات، وإن كانت إشاعات تمرُّ بمرحلة التخلص من جلدها الشتوي القديم لتتزين بجلد ربيعي جديد..
والربيع كما تعلم على الأبواب..
وختمت حكيمة الدهر قولَها وهي في الأفق ساهمة حزينة لى إيقاع "هزِّ الوسط"..
لن أعلق على تصريحات الدكتور "همام سعيد"، ولن أؤكد تكليفات الدكتور "عبد اللطيف عربيات"..
ولكنها طلبت مني أن أنشر هذا البوست كي أطالب أيَّ عاقل منصف عادل قارئ جيد للأحداث بأن يقنعني إن كانت حركة يصرِّح أحدُ كبار قادتها بالعبارات الثلاث الأولى وبذلك التدرج التصاعدي المتقن، ليست بصدد إعداد العدة انتظارا لتكليف أحد كبار قادتها الآخرين بتشكيل الحكومة كما ورد في الخبر الرابع؟!
الأب والابن بلا روحٍ قدسٍ في التصريح الأول..
القاطرة والمقطورة بلا ركاب في التصريح الثاني..
وأخيرا وليس آخرا، التأكيد على القيادة لأيِّ سلطة لهذا الشعب الذي ما يزال يتلظى في انتظار منقذيه..
ويقولون: لا توجد صفقات، وأن "الأندَر تيبُل" في الأردن قد ولَّى زمانه..
قالت "فيفي" وهي تضحك ضحكة تناغم مع إيقاع هزة وسطها: "هههههههههههههههههههههه إبقى قابلني يا أسطى"..