خمار...
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كم حدثت نفسها أحيانا وسألت في قرارة نفسها؟لماذا لا تضع خمارا في هذا الزمن الغريب و المنفتح؟ ترتاح وتريح؟ كيف كان مفروضا قديما وبات الآن تقليعة انقرضت أظنه مناسب لزمن قل من امتلك عينين عفيفتين.
تغطي وجهها الذي بات يؤرقها يحمل كل مرة ذنوبا لتغسله بماء العفة والطهارة والعبادة...
لا تدري الآن في أي بقعة هي ولا تريد أن تعلم.., ما تعرفه جيدا أن أرض الله واسعة وأن البشر مختلفين متنوعين, في كل شيء وكفى.
كانت تحاول تسويق بضاعتها....تراها رائعة ...تراها تنير العالم كله....أحجار كريمه تحتاج من يقدر تلك القيمة العالية..وربما شوقت الأيادي الآثمة لتنزلها عن برجها العاجي...
طالعت الوجوه السمراء...تتذكر وجوها مشابهه.....وتخشى أن تكون هي التي كانت تخشاها.
نظراتهم كانت مختلفه...تحمل معاني لا تحبها..تذكرها بمواقف لا تريد تذكرها....
تشيح بنظرها إلى مكان آخر فتطالعها ذات الوجوه وذات النظرات..أغريبة هي بهذا الحجاب؟ أم هناك ما أغفلته؟
أم ترتدي زيا خاصا غريبا عن هذه البلاد؟ أين هي ؟
كانت ترى نفسها غاية السفور هناك بعيدا!!
تأكلها ابتسامات صفراء تحكي قصصاً ملوثه....
تقرضها بمقاريض الشهوة....وكأن كل قطعة منها فصلت عن مجموعها....تتشوف لما في الداخل!
ما تعلمه جيدا أن النساء متشابهات..وأن من تحدى فيها الاحتشام فربما خسر . وحدها فقط من تستطع أن تميط اللثام عن بياض الجوارح أو غير ذلك.
تذكرت أياما سوداء قبل أن تصل إلى مرفأ الأمان هذا!!!كيف كانت تخترقها سهام القبح بسهوله!كيف كانت تهرب منها بصعوبة.
حاولت الهروب إلى مكان آخر..
لفحتها رياح ساخنة!.يبدوا أنها في عالم آخر.. .. عالم وردي مختلف كل الاختلاف عما ألفت......ألوان صفراء لا دفئ فيها.
أليس في بلاد العجائب أصبحت أسطورة....هل تعود يوما ما؟
قفز إلى ذهنها المتعب كلمة تيروريست!
التفتت لترى وجها أصفر شاحب ارستقراطي....
مضى بعيون ثاقبة حادة يختلجها الخوف!!!!
أين هي الآن؟
رأت إعلانا عن راقصة تذيل إعلانها بعون الله نفتتح صالة العرض الفلانيه..ومظهرها العاري يثير الشفقه!!!
-تيروريست!
لا علاقة لي بمن خرج خارج السرب....بمن لم يحسن واجهته ومعتقده...يقدم نفسه بشكل مشرف.
تلفتت .. لا ترى أحدا.... الشارع شبه خالٍ!!!
وحدها أمام المرآة ...
لماذا لم تجد سوقا لبضاعتها؟أين الخلل؟تريد ماء فقط ماء ...أعياها العطش...
لا ماء في هذه البلاد...
صنبور زيت كان يسيل بقوة...
صرخت أوقفوه....
نظروا إليها بغرابه وكأنها من بلاد لا يعرفونها....
عادت إلى منزلها.
نظرت إلى جار ورها..هل تخرج عباءة جدتها؟ أم تخفف هذا الاحتشام أم تتجاهل؟
نظرت من جديد للمرآه...الأمر أكبر من عباءة....
حاولت نسيان ظمأها...
أدرات نظرها للجهة المقابلة ,تركت كل الناس لظمأ هم لهجومهم وتحلقهم حول منزلها .
هي على يقين أنهم كانوا سيأتونها يوما ما..وبطريقتها, ومضت بثبات. لما فكرت فيه.
أم فراس 23 كانون الأول 2007