تحنيط الحيوانات والطيور..في طريقها إلى الانقراض أيضاً!!

[ملده شويكاني]

المصدر : أسعد جحجاح
29/05/2008
تَحنيط الطيور فن أساسي يدخل ضمن كماليات زينة المنازل بما تمثله من مخلوقات كانت طبيعية ثم أصبحت صامتة دون حركة.
ياسين دقاق تحدث لـ"بلدنا" بقوله:"بدأت منذ ثلاثين عاماً حيث كانت هوايتي منذ الصغر ويضيف دقاق"من خلال التحنيط نسعى أن aلا تنقرض هذه الطيور أو الحيوانات؛
وفي حال انقرض بعضها فإنها تتجسد من خلال التحنيط وتبقى موجودة دائماً، فالديناصورات مثلاً لو وجدت مهنة للتحنيط سبيلاً لها لكانت موجودة اليوم بشكلها في جميع متاحف العالم".

للتحنيط أسراره

وعن طريقة التحنيط يقول دقاق:"سابقاً نَحصل على الطيور من الصيادين لكن مع صدور قرار بمنع الصيد صرنا نأتي بالحيوانات أو الطيور ميتة من حديقة الحيوان أو تكون ميتة في الطبيعة عن طريق أحد الأشخاص أو عن طريق شخص يهوى تربية الطيور أو الحيوانات في منزله حيث نقوم بتحنيطها له كذكرى بعد أن تموت،
وبعد وصولها لنا نقوم بإزالة الجلد عن اللحم(عملية السلخ)حيث تبقى طبقة الجلد مع النتوءات الحاملة للريش أو الشعر أو الصوف أما الجثة الداخلية(الماسة) فنرميها جانباً ونصنع هيكلاً عوضاً عن الهيكل العظمي من القطن أو الحديد على حجم الجسم ويتابع دقاق حديثه: ثم نقوم بإزالة المخ والعيون وننظف مكانهما بمواد كيماوية معقمة أكثر من مرة ومن هذه المواد(بوراكس وفورمون) وهي مواد حديثة تستخدم في عملية التحنيط، وتأتي بعد ذلك عملية التنشيف بالمجفف أو نشارة الخشب، أما سابقاً فيشير دقاق كان يستخدم(الرمان والملح الصخري ومادة الحنة)، ثم نقوم بعملية التفراية للجلد بحيث إذا لاقى العناية المطلوبة في المكان الذي سيتم وضعه فيه (تنظيفه من الغبار وتعريضه لأشعة الشمس لحمايته من العت) يعمر لمدة 150- 200 سنة، وغير ذلك يصبح مأوى للحشرات.

أمَّا بالنسبة للأدوات فيذكر دقاق: أستعمل إلى جانب مواد التحنيط(مشارط - أسلاك - قصافة - قطن - خيوط - ملحمة حديد إذا كان الحيوان كبيراً- نشارة خشب).

وفيما يخص أنواع الطيور والحيوانات التي يقوم الدقاق بتحنيطها كما يقول:"عملية التحنيط تشمل مختلف الطيور من(ببغاوات- عصافير- طيور جارحة- نوارس)والحيوانات(أرانب- ضباع ذئاب- واويات- ثعالب- نمس- نموره- لبوات - غزلان- قردة- نوع محدد من الأسماك)وكل ما يخطر على البال.

يشير دقاق إلى أنَّ أكثر المحنطات الخاصة بالطيور أو الحيوانات تستعمل كوسائل إيضاح تعليمية وعلمية في المتاحف الزراعية والمدارس والمعاهد؛ يستعملها الأساتذة بغاية تعريف الطلاب بماهية كل طير أو حيوان.

أسعارها تختلف باختلاف حجم كل طير أو حيوان حيث تبدأ من 300 ل.س وحتى 10000ل.س على مستوى بلدنا أما في الخارج فلها سعر خاص.

أكثر من يشتري المحنطات هم من الأجانب، فمن يقتنيها في تلك الدول يكون من الأثرياء جداً.
انقراض قريب

وأكَّد دقاق وجود إجحاف كبير بحق أصحاب هذه المهنة، ويقول"لا نلقى أية رعاية أو اهتمام من المسؤولين عن هذه المهنة، وهي مصلحة بدأت تدخل في مرحلة الانقراض بعد أن مثلت فناً من فنون التراث".

وعن مشاركته في المعارض يقول دقاق:"شاركت بعدة معارض عربية وأجنبية أبهرت الناظرين، فوجودها يكثر في بلدنا، كما توجد في مصر لكنها أفضل حالاً فيما يتعلق بصناعتها"، وختم بالقول"نحن نفتخر بما نقدمه لبلدنا سورية".

المصريون القدامى هم أول من زاول ومارس مهنة التحنيط في العصور الغابرة، فقد كان الغرض من هذه المهنة هو الحفاظ على اجساد موتاهم من التحلل والفناء والاحتفاظ بالشكل الخارجي للشخص الميت، لكن سرعان ماطالت الطيور والحيوانات المختلفة.

قرار منع التصدير أثر في مهنتنا

سابقاً كان الإقبال على اقتناء المحنطات كبيراً جداً، لكن ما حصل الآن هو صدور قرارات بمنع تصديرها للخارج ويشير الدقاق في سياق ذلك إلى أنه قابل مجموعة من المعنيين وتمت مناقشتهم بخصوص الموضوع لكن الواضح أن هناك نقاطاً لم تأخذ بعين الدراسة قبل صدور القرار كما يقول دقاق ويضيف "الصيد ممنوع، ولدي محل مفتوح منذ ثلاثين عاماً حيث تراكمت البضاعة بعد صدور قرار يمنع الصيد العشوائي"ويؤكد دقاق بضرورة ملاحقة الصيادين، ويشير إلى الفرق بين مهنته ومهنة الصياد.

ويقول"نحن لا نعتمد على الصيادين في عملنا إلا في حالات نادرة علماً أننا ندفع ضرائب على مهنة تحنيط الطيور والحيوانات، وفي كل مرة يأتي أحد المسؤولين للمحل ويقوم بإحصاء عدد المحنطات الموجودة فمثلاً إذا كانت 200 قطعة وزادت فيما بعد قطعة واحدة نتعرض للمخالفة والمشاكل، هم من منحنا الرخصة لمزاولة هذه المهنة".

وحول الحق في التصدير، يتساءل دقاق"أين حقنا في البيع والتصدير، لسنا صيادين ماذا لو أغلقت محالنا هل ستتوقف الضرائب ومن أين سنسددها إذا لم نقم بالتصدير وأين الخطأ إذا اقتنى هذا السائح منتجاً من صناعتنا كما أننا لانملك بواخر وبوارج لتصدير كميات هائلة من الطيور والحيوانات، وانقراضها كذلك الأمر غير متوقف علينا؟
جريدة بلدنا-

[فراس الحكيم]

احسن
اصلا فكرة التحنيط كلها لااستسيغها
شكرا اختي ملدا