منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    في قضية نسبة المتدارك للأخفش /سليمان ابو ستة

    في قضية نسبة المتدارك للأخفش

    مع أن ظهور " كتاب في العروض " لأبي الحسن العروضي ( ت 342 هـ ) يقدم أساسا توثيقيا لا يقبل الجدل في حصر إثبات نسبة استدراك هذا البحر خالصة له ، إلا أن ما يثير العجب في أمر هذه النسبة أنها ظلت حتى اليوم لصيقة بالأخفش على الرغم من تأخر إعلانها على هذا النحو الواضح حتى القرن السادس الهجري .
    فقد رصد الدكتور محمد عبد المجيد الطويل أول ظهور لهذا الإعلان في كتاب " الدر النضيد في شرح القصيد " لابن واصل الحموي ( ت 697 هـ ) الذي لم يذكر مصدرا استقى منه كلامه . أما الدكتور عمر خلوف فقد لاحظ في هامش كتاب " الإقناع في العروض " للصاحب بن عباد في النسخة التي حققها الشيخ محمد حسن آل ياسين عبارة أثبتها الناسخ بتاريخ 569 هـ تشير إلى أن عدد البحور عند الخليل خمسة عشر ، ( وستة عشر بحرا على رأي الأخفش النحوي ) ، وعلق بقوله : " ثم ترددت هذه النسبة بعد ذلك في المصادر الأخرى حتى أصبحت من المسلمات العروضية " .
    لكن يبدو لي أن هذا النسبة احتاجت إلى ما يقرب من القرنين من الزمان قبل أن تصبح من المسلمات العروضية ، فقد أشار الدكتور الطويل إلى أن الأسنوي ( ت 772 هـ ) لم يوافق ابن واصل على ما ذكر ، ملاحظا إلى أن هذه النسبة لم تستقر إلا عند الدماميني ( ت 827 هـ ) واللاحقين له .
    كل هذا ولا سند بين أيدينا يؤكد هذه النسبة كما يؤكدها كتاب أبي الحسن العروضي الذي مني بسوء الحظ منذ القدم فلم ينقل عنه أحد هذه النسبة لتشيع بين الناس كما شاعت أسطورة تدارك الأخفش لهذا البحر . وهكذا نرى أن القاعدة التي تسري في الاقتصاد من أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق تسري أيضا على التراث الفكري للأمم .
    ومؤخرا وقعت على كتاب " دروس العروض " لابن الدهان النحوي ( ت 569 هـ ) ذكر في موضع منه بحر الشقيق قائلا إن الأخفش تفرد به . وفي موضع آخر قال : " وزاد الأخفش الشقيق " وعن دائرة المتفق قال أيضا : " ولها عند الأخفش بحران : المتقارب والشقيق " .
    ولا سند لهذا الكلام عند ابن الدهان أيضا ، ولكنه أيضا لا يزال يتعامل بالعملة الرديئة .
    الذي يثير العجب في كتاب ابن الدهان هذا أنه نقل كلاما كثيرا زعم أنه مأخوذ من كتاب أبي الحسن العروضي ، فإذن لم لم ينقل عنه استدراكه بحر الغريب الذي لم يذكره الأخفش ؟! ويزول عجبك عندما تحقق في كل هذه النقولات المنسوبة في كتابه إلى أبي الحسن العروضي فتجدها زائفة النسبة ، غير أن عجبك يزداد عندما تجد محقق الكتاب اثبت ضمن مصادر تحقيقه كتاب أبي الحسن العروضي دون أن يعمل بأبسط مبادئ التحقيق وهي التحقق من نسبة النقولات الواردة في الكتاب المحقق وذلك من بين المصادر التي وقعت بين يديه .

    رد د.مخلوف:
    أخي سليمان متابع حريص لقضايا العروض التاريخية، ناهيك عن قضاياه التجديدية ..
    ولذلك ألخص ما أوردته عن هذه المسألة في ما نشرته عن هذا البحر تحت عنوان: بحور لم يؤصلها الخليل.
    فأول إشارة وجدتها تشير إلى هذه النسبة، كانت إشارة خاطفة ، غير صريحة، من الخطيب التبريزي المتوفى عام 502هـ، عند شرحه لقصيدة سلمي بن ربيعة (من المخلّع):


    إنّ شـواءً ونشـوةًوخَببَ البازلِ الأمونِ

    معلقاً عليها بقوله: "إنها خارجة على العروض التي وضعها الخليل بن أحمد، وما وضعه سعيد بن مسعدة الأخفش" (شرح الحماسة ص412).
    تلتهاالإشارة الواضحة التي جاءت على هامش كتاب الإقناع لابن عباد، عام (569هـ) تحديداً، نصّ فيها ناسخه محمد بن تركانشاه البغدادي على أن عدد البحور هو خمسة عشر بحراً "على رأي الخليل ... وستة عشر بحراً على رأي الأخفش النحوي" دون إشارة منه إلى مصدر الكلام!!
    كما جاء في معيار النظار (1/10) للزنجاني (المتوفى بعد 660هـ) قوله: "للشعر خمسة عشر بحراً عند الخليل، وستة عشر بحراً عند الأخفش". وفي مكان آخر (1/84) قال عن البحر: "وأثبته الأخفش".
    وأخيراً فقد وردت هذه النسبة أيضاً لدى ابن خلكان ( ـ 681هـ) في قوله: "ثم زاد الأخفش بحراً آخر، سماه الخبب"!!(وفيات الأعيان 2/244) وقوله أيضاً(2/381): "وهذا الأخفش هو الذي زاد في العروض بحر الخبب"!
    وكان أبو الحسن العروضي قد أشار إلى وجود من يسبقه في معرفة البحر، بل محاول بعضهم تفعيله، قائلاً: "وقد ظنّ قومٌ [هكذا دون تحديد] لم يدروا هذا النوع من أي صنف هو، فقالوا: إنه على مفعولاتن [مفعولاتن]!!
    وواضح أن كل هذه الإشارات جاءت قبل ابن واصل الحموي (المتوفى عام 698هـ).


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    د.عمرخلوفمشاهدة ملفه الشخصيزيارة موقع د.عمرخلوف المفضلالبحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة د.عمرخلوف
    #3
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي 06-19-2005, 02:50 PM

    زائر
    المشاركات: n/a



    كم نحن محظوظون في هذا المنتدى بوجود العلمين الأخوين الأستاذ سليمان أبو ستة والدكتور عمر خلوف، فهما علاوة على تبحرهما في علم العروض محيطان به تاريخا واطلاعا على ما مضى من كتبه وما يجد منها.
    وإضافتي هنا لا تدخل في هذا الباب، بل تتناول ماهية هذا البحر ودلالة مصطلحه.
    فالذي ردده أكثر القدامى في حديثهم حول الوزن الجديد هو الوزنان:
    الأول:
    1 3 1 3 1 3 1 3، ومن شواهده في كتب العروض:


    أبكيت على طلل طربافشجاك وأحزنك الطلل


    والثاني:
    2 2 2 2 2 2 2 2، ومن شواهده في كتب العروض


    إنّ الدنيا قد غرتناواستهوتنا واسلهتنا

    وكذلك


    حقـا حقـا حقـا حقـاصدقا صدقا صدقا صدقا


    وهنا ثلاث ملاحظات:
    1- لم تدخل فاعلن 2 3 مع أي منهما
    2 – لم تختلط التفعيلتان 1 3 و 22
    3 – الوزن الأول فيه قابلية لدخول فاعلن= 2 3 وليس للوزن الثاني هذه القابلية.

    كان لنهجَي كل من د. أحمد مستجير ود. عمر خلوف وخاصة في تناوله لأول الدوبيت إضافة إلى كتاب د. أحمد رجائي ( موسيقى الألحان) فضل في اهتدائي إلى تعميم وجود إيقاعين مختلفين هما الإيقاع البحري والإيقاع الخببي ثم تنامى وعيي عليهما وعلى شروط تداخلهما قبل الأوثق وبعده في مبحث التخاب.

    ويظهر في كتب العروض شاهد آخر يبدو عليه التأليف ليكون شاهدا على المتدارك بوزنه على الدائرة 2 3 2 3 2 3 2 3 وهو :



    جاءنا عامرٌ سالما صالحـابعدما كان ما كان من عامر


    وإنه وإن كان كل من المتدارك والخبب وبقية الأسماء قد أطلقت على هذه الأوزان معا، فإنني في منتدى الرقمي درجت على إطلاق اللفظين التاليين على النحو التالي:
    المتدارك يختص بالبحر الذي يحوى 2 3
    الخبب يختص بالإيقاع الذي يمكن التعبير عن وزنه بأسباب خفيفة وثقيلة بحيث يخلو من الأوتاد سواء بالضرورة في حال 22 22 22 22 أو بالاستبعاد في حال 31 31 31 31

    ويبقى للأخوين الكريمين تحديد ظهور أول اختلاط بين 22 و 31 في بيت واحد وما أظنه إلا حديثا.

    البحر عند الخليل مقتصر على ما وجد عليه شعرا عند العرب.
    وعليه فإن المتدارك ليس ببحر حسب تعريف الخليل.

    وكأني قرأت – لا أذكر أين - بأن الخليل اعتبره من البحور المهملة ومن قال بهذا فربما أصاب مضمونا وأخطأ تعبيرا.
    ذلك أن الخليل في دوائره واع على ما لم يطرق العرب من إمكاناتها. ولكن تعبير البحور المهملة تعبير متأخر فقد ذكر الأستاذ محمود مصطفى في كتابه ( أهدى سبيل إلى علمي الخليل ) تحت عنوان ( ما أحدثه المولدون في أوزان الشعر وقوافيه) :

    فكل ما خرج عن الأوزان الستة عشر أو الخمسة عشر فليس بشعر عربي، وما يصاغ على غير هذه الأوزان فهو عمل المولدين الذين رأوا أن حصر هذه الأوزان في هذا العدد يضيق عليهم بحال [مجال] القول وهم يريدون أن يجري كلامهم على الأنغام الموسيقية التي نقلتها إليهم الحضارة ، وهذه لا حد لها، وإنما جنحوا إلى تلك الأوزان لأن أذواقهم تربت على إلفها ةاعتادت التأثر بها"

    وهذا الكلام وإن أفاد بالحداثة النسبية لتعبير البحور المهملة، إلا أنه يطرح التساؤلات التالية:
    1- هل المولدون هم الذين استحدثوا هذه الأوزان أم العروضيون.
    2- هل وسعت هذه الأوزان في مجال القول ؟
    3- هل هذه الأوزان مألوفة في لغات أخرى غير العربية ؟

    إن عدم الإجابة بدليل على هذه الأسئلة يرجح أن النظم على هذه الأوزان كان استقصاء للإمكانات المهملة على دوائر البحور وشأنها شأن ( جاءنا عامر سالما صالحا ).
    ومما لفت انتباهي قول المؤلف قبل ذلك: " وكان بحر المتدارك هو ما نفاه الخليل وأثبته الأخفش" فالخليل نفى البحر ولم يغفل عن وجود إمكان الوزن في الدائرة .

    وحول البيت :
    إن شواءً ونشوةً = وخبب البازل الأمونِ
    جاء عنه في العيون الغامزة على قضايا الرامزة: " استدرك بعضهم للبسيط عروضين إحداهما مجزوءة حذاء مخبونه أي :
    مستفعلن فاعلن متفْ ..........مستفعلن فاعلن فعولن "

    ووزن الصدر على أنه من البسيط بالأرقام هو :
    2 1 3 2 3 3
    ويمكننا اعتباره من المنسرح :
    باعتبار الصدر = 2 1 3 2 3 3 = مستعلن مفعلا تُمسْ

    ويكون البيت ( الرمادي محذوف ):

    مستفعلن مفعلات مس تفعلن ......... مستفعلن مفعلات مستف علن

    وعموما فإن ندرة مجيئ المخلع على 4 3 1 3 3 2 ( بخبن فاعلن ) تشي بقرابة أوثق مع المنسرح منها مع البسيط.


    وبحثت عن قول أذكر أني قرأته وفحواه أن الخليل أنكر المتدارك ونظم عليه ولم أهتد للمصدر.


    المصدر
    http://www.arood.com/vb/showthread.p...0827#post30827
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: في قضية نسبة المتدارك للأخفش /سليمان ابو ستة


    كم نحن محظوظون في هذا المنتدى بوجود العلمين الأخوين الأستاذ سليمان أبو ستة والدكتور عمر خلوف، فهما علاوة على تبحرهما في علم العروض محيطان به تاريخا واطلاعا على ما مضى من كتبه وما يجد منها.
    وإضافتي هنا لا تدخل في هذا الباب، بل تتناول ماهية هذا البحر ودلالة مصطلحه.
    فالذي ردده أكثر القدامى في حديثهم حول الوزن الجديد هو الوزنان:
    الأول:
    1 3 1 3 1 3 1 3، ومن شواهده في كتب العروض:


    أبكيت على طلل طربافشجاك وأحزنك الطلل


    والثاني:
    2 2 2 2 2 2 2 2، ومن شواهده في كتب العروض


    إنّ الدنيا قد غرتناواستهوتنا واسلهتنا

    وكذلك


    حقـا حقـا حقـا حقـاصدقا صدقا صدقا صدقا


    وهنا ثلاث ملاحظات:
    1- لم تدخل فاعلن 2 3 مع أي منهما
    2 – لم تختلط التفعيلتان 1 3 و 22
    3 – الوزن الأول فيه قابلية لدخول فاعلن= 2 3 وليس للوزن الثاني هذه القابلية.

    كان لنهجَي كل من د. أحمد مستجير ود. عمر خلوف وخاصة في تناوله لأول الدوبيت إضافة إلى كتاب د. أحمد رجائي ( موسيقى الألحان) فضل في اهتدائي إلى تعميم وجود إيقاعين مختلفين هما الإيقاع البحري والإيقاع الخببي ثم تنامى وعيي عليهما وعلى شروط تداخلهما قبل الأوثق وبعده في مبحث التخاب.

    ويظهر في كتب العروض شاهد آخر يبدو عليه التأليف ليكون شاهدا على المتدارك بوزنه على الدائرة 2 3 2 3 2 3 2 3 وهو :



    جاءنا عامرٌ سالما صالحـابعدما كان ما كان من عامر


    وإنه وإن كان كل من المتدارك والخبب وبقية الأسماء قد أطلقت على هذه الأوزان معا، فإنني في منتدى الرقمي درجت على إطلاق اللفظين التاليين على النحو التالي:
    المتدارك يختص بالبحر الذي يحوى 2 3
    الخبب يختص بالإيقاع الذي يمكن التعبير عن وزنه بأسباب خفيفة وثقيلة بحيث يخلو من الأوتاد سواء بالضرورة في حال 22 22 22 22 أو بالاستبعاد في حال 31 31 31 31

    ويبقى للأخوين الكريمين تحديد ظهور أول اختلاط بين 22 و 31 في بيت واحد وما أظنه إلا حديثا.

    البحر عند الخليل مقتصر على ما وجد عليه شعرا عند العرب.
    وعليه فإن المتدارك ليس ببحر حسب تعريف الخليل.

    وكأني قرأت – لا أذكر أين - بأن الخليل اعتبره من البحور المهملة ومن قال بهذا فربما أصاب مضمونا وأخطأ تعبيرا.
    ذلك أن الخليل في دوائره واع على ما لم يطرق العرب من إمكاناتها. ولكن تعبير البحور المهملة تعبير متأخر فقد ذكر الأستاذ محمود مصطفى في كتابه ( أهدى سبيل إلى علمي الخليل ) تحت عنوان ( ما أحدثه المولدون في أوزان الشعر وقوافيه) :

    فكل ما خرج عن الأوزان الستة عشر أو الخمسة عشر فليس بشعر عربي، وما يصاغ على غير هذه الأوزان فهو عمل المولدين الذين رأوا أن حصر هذه الأوزان في هذا العدد يضيق عليهم بحال [مجال] القول وهم يريدون أن يجري كلامهم على الأنغام الموسيقية التي نقلتها إليهم الحضارة ، وهذه لا حد لها، وإنما جنحوا إلى تلك الأوزان لأن أذواقهم تربت على إلفها ةاعتادت التأثر بها"

    وهذا الكلام وإن أفاد بالحداثة النسبية لتعبير البحور المهملة، إلا أنه يطرح التساؤلات التالية:
    1- هل المولدون هم الذين استحدثوا هذه الأوزان أم العروضيون.
    2- هل وسعت هذه الأوزان في مجال القول ؟
    3- هل هذه الأوزان مألوفة في لغات أخرى غير العربية ؟

    إن عدم الإجابة بدليل على هذه الأسئلة يرجح أن النظم على هذه الأوزان كان استقصاء للإمكانات المهملة على دوائر البحور وشأنها شأن ( جاءنا عامر سالما صالحا ).
    ومما لفت انتباهي قول المؤلف قبل ذلك: " وكان بحر المتدارك هو ما نفاه الخليل وأثبته الأخفش" فالخليل نفى البحر ولم يغفل عن وجود إمكان الوزن في الدائرة .

    وحول البيت :
    إن شواءً ونشوةً = وخبب البازل الأمونِ
    جاء عنه في العيون الغامزة على قضايا الرامزة: " استدرك بعضهم للبسيط عروضين إحداهما مجزوءة حذاء مخبونه أي :
    مستفعلن فاعلن متفْ ..........مستفعلن فاعلن فعولن "

    ووزن الصدر على أنه من البسيط بالأرقام هو :
    2 1 3 2 3 3
    ويمكننا اعتباره من المنسرح :
    باعتبار الصدر = 2 1 3 2 3 3 = مستعلن مفعلا تُمسْ

    ويكون البيت ( الرمادي محذوف ):

    مستفعلن مفعلات مس تفعلن ......... مستفعلن مفعلات مستف علن

    وعموما فإن ندرة مجيئ المخلع على 4 3 1 3 3 2 ( بخبن فاعلن ) تشي بقرابة أوثق مع المنسرح منها مع البسيط.


    وبحثت عن قول أذكر أني قرأته وفحواه أن الخليل أنكر المتدارك ونظم عليه ولم أهتد للمصدر.


    #4


    *******
    السلام عليكم

    نعم أستاذي خشان نحن محظوظون في هذا المنتدى بوجود هؤلاء الأعلام , وأظن أن هذا المنتدى فريد بحرصه على أن يكون منتدى علم ومعرفة وتعلم .
    أما قولك : "وبحثت عن قول أذكر أني قرأته وفحواه أن الخليل أنكر المتدارك ونظم عليه ولم أهتد للمصدر"
    فقد جاء في كتاب نور القبس للحافظ اليغموري ت 673 هـ

    وقال الخليل على وزن فَعْلُنْ فَعْلُنْ "من المتدارك":
    يعدو عمرو يستنهي من............ زيدٍ عند الفضل القاضي
    فانهوا عمراً إني أخشى........... صول الليث العادي الماضي
    ليس المرءُ الحامي أنفاً............... مثل المرءِ الصتْم الراضي
    وقال على وزن فَعِلُنْ فَعِلُن "من المتدارك":
    سُئلوا فأبوا فلقد بخلوا ............. ولبئس لعمرك ما فعلوا
    أبكيت على طلل طرباً................ فشجاك وأحزنك الطلل

    فالأبيات الأولى على وزن 2 2 2 2 2 2 2 2 , والأبيات الثانية على وزن 1 3 1 3 1 3 1 3

    وإذا تأملّنا الدوائر العروضية لعرفنا أن الخليل لم يغب عن باله وجود هذا الوزن ولكنه لم يعتبره شعراً لأنه لم يجد من نظم العرب على مثاله وإلا لكان وضع له اسماً مناسباً .

    وهنا عندي سؤال لأساتذتي الكرام أليس المتدارك بشكله فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن يمكن أن يكون بحراً مختلفاً عما اعتمده الحليّ : حركات المحدث تنتقل ..........فعلن فعلن فعلن فعلن
    ولماذا الإصرار على أنهما بحر واحد؟
    ***********
    للدكتور عبد المنعم خضر الزبيدي مقال نشر بمجلة " الثقافة العربية " الليبية قبل ربع قرن بالتمام والكمال ، وهو بعنوان " البحر المتدارك بين الخليل والأخفش " . وقد تضمن هذا المقال أفكارا تستحق الوقوف عندها لما تظهره من صلة كل من الخليل والأخفش ببحر المتدارك وذلك قبل ظهور كتابي أبي الحسن الأخفش وأبي الحسن العروضي محققين بعد سنوات من تاريخ نشر المقال ( 6 / 1981 ) ، ويسرني أن أقتطف فيما يلي بعضا من هذا المقال القيم آملا أن يجيب ما أثبته منه على سؤال أختنا الأستاذة رغداء زيدان :
    " جاء في الفصل الأول من كتابي " مقدمة لدراسة الشعر الجاهلي " الذي صدر مؤخرا أن الخليل بن أحمد كان قد وضع الوزنين أو البحرين " المتقارب " و " المتدارك " في دائرة عروضية رياضية فلكية واحدة دعاها " دائرة المتفق " ، وأنه اعتبر " المتدارك " وزنا مهملا ، إذ لم يجد للعرب شعرا عليه . ولكن الشائع في كتب العروض أن الخليل لم يذكر في هذه الدائرة سوى وزن واحد هو " المتقارب " وأن " المتدارك " وزن أو بحر كان الأخفش قد تداركه على الخليل ، وأنه يسمى لذلك " المتدارَك " بفتح الراء وليس بكسرها . وهذا خطأ شائع يردده كل من يكتب في العروض ...
    " لقد حاول الخليل أن يحصي في نظريته العروضية جميع الإيقاعات أو الأوزان المحتملة في العربية سواء أكانت مستعملة في شعر الشعراء أم لا . ولذلك ضمت أربع من دوائره الخمس ، التي تذكر بالكواكب الخمسة السيارة في علم الفلك القديم وتشير إليها ، أوزانا مستعملة أثبت لها شواهد وأمثلة من الشعر العربي ، وأخرى مهملة لم يجد لها أمثلة في هذا الشعر . ومن الحق أيضا أن بعض الأوزان التي اعتبرها مستعملة في الدائرة الرابعة ، وهي دائرة " المشتبه " كالمقتضب والمضارع والمجتث لم تكن مستعملة في الشعر الجاهلي والإسلامي الأول ، فصنع لها شواهد وأمثلة أخذها العروضيون عنه . وهو أمر وكده أبو العلاء المعري في كتاب
    " الفصول والغايات " حين عرض لهذه الأوزان الثلاثة ، فذكر أنها مفقودة في شعر العرب ،
    " وأنها قل ما توجد في أشعار المتقدمين " وقد " رفضها المتجزلون " . والكثير من الأوضاع أو الصور التي أثبتها لبحور الشعر العربي أوضاع وصور أملاها عليه نظام الدائرة الرياضي الفلكي ، ولا يوجد لها في الشعر العربي حتى عصره على أقل تقدير ، كما هو الأمر بالقياس إلى
    " المديد " و " الوافر " و " السريع " .
    ومن المؤكد عندي أن المتدارك مصطلح استعمله الخليل نفسه لوزن مهمل في الدائرة الخامسة ، وأن نطقه بكسر الراء وليس بفتحها ، أي كـ " المتقارب " سواء بسواء . ذلك أن الخليل دعا أوزان أو بحور كل دائرة ، باستثناء دائرة المشتبه ، التي يدل اسمها على اشتباهه أو شكه وارتيابه في طبيعة إيقاع أوزانها ، وهي عنده الدائرة الوحيدة التي يكون الوتد فيها " مفروقا " لا
    " مجموعا " ، دعا أوزان كل دائرة بأسماء متوافقة أو متوازنة في الصيغة والدلالة . فأسماء البحور في الدائرة الأولى وهي " الطويل " و " المديد " و " البسيط " على وزن " فعيل " ، وتدل جميعا على الطول والانبساط . وأسمى البحرين المستعملين في الدائرة الثانية " الوافر "
    و " الكامل " أي أنهما على وزن " فاعل " ، وهما متقاربان كذلك في الدلالة اللغوية . وأسماء بحور الدائرة الثالثة هي " الهزج " و " الرمل " و " الرجز " أي أنها على وزن " فعل " ودلالاتها المعنوية أو اللغوية متقاربة أيضا . كذلك فعل في أسماء الدوائر الخمس بين " مختلف "
    و " مؤتلف " و متفق " وبين " مجتلب " و " مشتبه " .
    ولقد أوضحنا في الفصل الأول من الكتاب أن كلا من مصطلحي " المتقارب " و " المتدارك " يدل على نوع من السير أو العدو يشير إلى تقارب الخطى أو تداركها فيه . ونضيف إلى ما ذكرنا من أمثلة بيتي كعب بن زهير الآتيين ، وفيهما ما يدل على أن " الدراك " كـ " التقريب " نوع من الإيقاع أو الوقع في السير . يقول كعب واصفا ناقته :
    عذافرة ، تختال بالرحل ، حرة ................ تباري قلاصا ، كالنعام الجوافل
    بوقع دراك ، غير ما متكلف ..................... إذا هبطت وعثا ، ولا متخاذل
    وقد شرح السكري البيت الثاني ، فقال : " يقول تباريهن بوقع من سيرها متدارك ، أي متواتر على قصد واحد لا تكلفه تكلفا ، ولا تحمل عليه ...
    ومما يؤكد أن الخليل هو الذي دل على البحر " المتدارك " أن مقياس أو تفعيلة هذا البحر مقلوب تفعيلة " المتقارب " . فتفعيلة " المتقارب " مؤلفة من وتد مجموع يليه سبب خفيف ، هكذا :
    " فعو + لن " أما تفعيلة المتدارك فمؤلفة من سبب خفيف يليه وتد مجموع ، هكذا : " لن + فعو" وتساوي " فاعلن " . ويدل على ذلك أيضا قول ابن خلكان في ترجمته للخليل في كتابه " وفيات الأعيان " : " وهو الذي استنبط علم العروض ... وحصر أقسامه في خمس دوائر ، يستخرج منها خمسة عشر بحرا ، ثم زاد فيه الأخفش " وهذا الأخفش هو الذي زاد في العروض بحر الخبب " ومعنى هذا أن الأخفش زاد " الخبب " وليس " المتدارك " ، وإن كان أصحاب العروض يخلطون بين الوزنين ، وأن الخليل كان قد أهمل " الخبب " ولم يذكره في دوائره .
    وسبب ذلك عندي أن تفعيلة " الخبب " تتألف من سببين خفيفين " فع لن ـــ ـــ " أو من سبب ثقيل يليه آخر خفيف " ف ع لن ن ن ــــ " أي أنها تفعيلة لا وتد فيها أو لا مركز لها . ووزن يقوم على تفعيلة لا وتد لها لا يندرج ضمن نظرية الخليل العروضية . ذلك أن الوتد عنده أس التفعيلة أو نواتها ، وهو الجزء الذي لا يجوز أن يقع فيه زحاف أو تغيير مهما كان طفيفا . ولذلك اعتبر الوحدات الإيقاعية أو المفاعيل التي تبدأ بوتد أصولا وتلك التي تبدأ بسبب فروعا ، وقدم الأولى على الثانية . ولكن هذا لا يعني أن الخليل لم يكن يعرف هذه التفعيلة والوزن الذي ينشأ عن تكرارها . فأبو الطيب اللغوي ( ت 340 و . ر ) يذكر في ترجمته للخليل في كتاب " مراتب النحويين " أن الخليل " أحدث أنواعا من الشعر ليست على أوزان العرب " ثم يروي في إسناد يرتفع إلى أبي علي إسماعيل بن محمد اليزيدي عن أصحابه أن للخليل بن أحمد قصيدة على
    " فَعِلن فَعِلن " ثلاثة متحركات وساكن ، وأخرى على " فَعْلن فَعْلن " بمتحرك وساكن . فالتي على ثلاثة متحركات وساكن قصيدته التي يقول فيها :
    سئلوا فأبوا فلقد بخلوا..............فلبئس لعمرك ما فعلوا
    أبكيت على طلل طربا.............فشجاك وأحزنك الطلل
    والتي على " فَعْلن " ساكنة العين قوله :
    هذا عمرو يستعفي من ........... زيد عن الفضل القاضي
    فانهوا عمرا إني أخشى........... صول الليث العادي الماضي
    ليس المرء الحامي أنفا........... مثل المرء الضيم الراضي
    فاستخرج المحدثون من هذين الوزنين وزنا سموه " المخلع " وخلطوا فيه من أجزاء هذا وأجزاء هذا ....
    ودليل آخر على أن " المتدارك " مصطلح عروضي أو إيقاعي كان الخليل قد استعمله لهذا البحر الذي ينسب إلى الأخفش ما ذكره الأخفش نفسه في كتابه المعروف بـ " كتاب القوافي" حين قال : " وقد وضع الخليل أسماء من الأفعال للقوافي ، منها ( فيعل ) و ( فاعل ) و ( فال ) و ( فيل ) فجعل كل واحد من ذا قافية . وهي ثلاثون قافية يجمعها خمسة أسماء : ( متكاوس ، متراكب ، متدارك ، متواتر ، مترادف ) "
    وبعد أن ذكر قوافي كل من المتكاوس والمتراكب قال : " وللمتدارك ست قواف ، وذلك كل قافية توالى فيها حرفان متحركان بين ساكنين "
    ووزنها " فاعلن ـــ ن ـــ " وتأتي مقياسا تاما منفردا حينا وجزءا من مقياس حينا آخر كما في
    " متفاعلن " و " مفاعلن " وذلك في بحري الكامل والرجز ، وهي " تفعلن " حين يكون المقياس
    " مستفعلن " في الرجز ويساوي " فاعلن " وهي " لن فعو " أو " لن فعل " في البحر المتقارب حين يكون مقياساه الأخيران " فعولن فعو " أو " فعولن فعل "...
    والمتواتر عند الخليل " كل قافية فيها حرف متحرك بين حرفين ساكنين " أي ما كان على وزن
    " فع لن ـــ ـــ " الذي هو مقياس الخبب أو تفعيلته ( وحدته الإيقاعية ) . وتكون قافية المتواتر مقياسا تاما منفردا كما في " مفاعيلن " و " فاعلاتن / فاع لا تن " و " مفعولن " و " فعولن " أي أن تفعيلة بحر الخبب هي مقياس القوافي في المتواتر، وأن تفعيلة البحر المتدارك هي مقياس القوافي في المتدارك .
    سليمان ابو ستة
    أخي الفاضل خشان ..
    أشكرك بدايةً على إطرائك الذي تغمر به محبيك..
    ولكنني أرجو أن تسقط ما بين الأخوة من كلفة .. فكلنا طلاب علم. غفر الله لنا ولكم، وعلّمَنا ما ينفع، ونفعنا بما نتعلم.
    وبعد فهذه نقاط حول الموضوع، ألتقطها من بحثيَّ عن الخبب والمتدارك، أرجو أن تضيف شيئاً ذا بال.
    • لقد كانت إشارة ابن عبد ربه (-328هـ) إلى المتدارك واضحةً في اعتباره بحراً (مهملاً) لم يأت عليه في الشعر أية شواهد، فقال:



    وبعدهـا خامسـة الدوائـرللمتقارب الذي في الآخـر
    ينفكّ منها شطرُهُ، وشطْـرُلَمْ يأْتِ في الأشعار منه ذكْرُ

    كما أشار إلى موضع انفكاكه من الدائرة، بقوله: "مهمل".
    فتعبير البحور المهملة قديم، وربما يسبق ابن عبد ربه ذاته.
    • وربما كان أبو الحسن العروضي (-342هـ) أقدم العروضيين المعروفين الذين ذكروا هذا البحر (مستعملاً)، عليه عدد من الشواهد القديمة، وسمّاه "الغريب". وإنْ أشار إلى أن قوماً غيره قد حملوا هذا الوزن على (مفعولاتن). إلا أن جميع ما أورده من شواهد كان على وزن الخبب لا المتدارك. وكانت معظم الشواهد التي أوردها تخلط بين تفعيلتيه (فعْلن وفعِلن) كما في قول الجنّي، من قصيدة يقال أنه مدح بها النبي (ص) ولم يبقَ منها سوى قوله:



    أشَجاكَ تشتّتُ شعْبِ الحَيِّفأنتَ لـهُ أرِقٌ وَصِـبُ

    وقول غيره:



    زُمَّتْ إبِلٌ للبَيْنِ ضُحـىًفي غَوْرِ تِهامةَ قد سلَكوا

    ومع ذلك فقد حمله على مهمل الخليل، على الرغم من قوله: إنه "مخالف لسائر أنواع الشعر" و"قد لحقه فساد في نفس بنائه"!
    • وربما كان الجوهري (-398هـ) أول من سماه (المتدارك)، وأصّل قواعدَه (الهشّة) المعروفة حتى اليوم.
    • إن الخليل رحمه الله تعالى، لم يخلط بين البحرين، فجعل ما جاء على (فاعلن) مهملاً ينفك من دائرة المتقارب، "لَمْ يأْتِ في الأشعار منه ذكْرُ"، وما جاء على (فعلن) مستعملاً، ربما كَتَب عليه شعراً، ولكنه لم يستطع أن يضبط قواعده، لشموسه وتأبّيه على معظم القواعد والأصول التي انتظمت عليها بحوره الشعرية الأخرى، فاطّرحه، وأعرض عنه، تاركاً حبله على غاربه.
    وهكذا يصبح يقيناً أن دعوى وجوده في الشعر العربي كان يقصد به الخبب لا المتدارك، وأن الحديث عن المتدارك إنما يُقصد به الخبب لا غير، وأنّ الخلط بينهما إنما هو من صنع العروضيين لا الشعراء. بل إن ما كُتب على المتدارك حديثاً لم يخلط فيه الشعراء بين هذين الوزنين المتمايزين.
    • وكلمة إلى الأخت رغداء ..
    لقد كفاني أخي سليمان الإشارة إلى مصدر ما ينسب للخليل من أبيات، وصحيح روايتها، وإن كنت أشك في تسميتهم للبحر باسم المخلع، ولعل ذلك من أوهام النسخ.
    • وكلمة أخيرة إلى أخي سليمان ..
    • فلو كان الأمر متعلقاً بتسمية المتدارك وصحيح نطقه لكان تعليل الدكتور عبد المنعم خضر الزبيدي صحيحاً، ولكن الباحث تغاضى عن كون الخليل لم يُسمّ أياً من البحور المهملة الأخرى، فلماذا جاء (الممتد) غير متوافق مع المديد والطويل والبسيط في دائرته، و(المتوفر)؛ غير متوافق مع الوافر والكامل في دائرته؟. وذلك على الرغم من لفتته اللطيفة إلى توافق أسماء بحور الدائرة الواحدة، وأسماء الدوائر، والقوافي، مما يدلل مرة أخرى على عبقرية العروضي الأول، وعقليته الفذة.

    د. مخلوف
    أخي الكريم د. عمر خلوف

    شكرا للمعلومات الموثقة.

    وجدت هذا الموضوع للأخ محمود مرعي، وأهم ما لفت انتباهي فيه أن ابن الجوزي قد أورد فاعلُ = 112 في شعر له.

    وكنت قرأت لأخي سليمان أبو ستة أن شوقي سبق نازك في هذا في قوله ( من الذاكرة فمعذرة إن أخطأت ):


    تتخذ الملك لها تاجا ...........والشمس سراجا وهاجا

    2 11 - 2 2 1 3 2 2 .....................2 2 1 3 2 2 2 2


    وبيت ابن الجوزي:

    ومليكا في صولة دولته ............ أضحى في الحفرة مغتربا
    1 3 - 2 2 - 2 11 - 2 11 - 2 ............2 2 2 2 1 3 1
    3

    ويلاحظ زيادة الصدر بسبب عن العجز.

    وقوله :

    أم أين التراب أما تربت ................ خداه أما سكن التربا

    2 2 2 3 1 3 1 3 ................2 2 1 3 1 3 1 3
    ولعل الصواب:

    أم أين التِّرْب أما تربت ................ خداه أما سكن التربا

    2 2 2 2 1 3 1 3 ................2 2 1 3 1 3 1
    3

    وبكلمة تِرْب يستقيم الوزن والمعنى.

    http://mahmod22.jeeran.com/rad.htm

    [web]http://mahmod22.jeeran.com/rad.htm[/web]
    أخي خشان ..
    لا فض فوك ..
    في بحثي عن الخبب، أثرت مشكلة (فاعِلُ)، وذكرتُ أن من تحدّث عنها إنما كان يعتبرها ابتكاراً جديداً لم يرد في شعر القدماء، ولا سجّلها العروض القديم. وشككت في ذلك كلّه. فهي أقدم كثيراً مما يدّعون، ولأنها من خصائص الخبب كان لا بد لها من الظهور. وعلى الرغم من ضياع معظم قصائد الخبب القديمة فهاكَ مثالاً وجدته عند أشهر شعراء الخبب؛ الحصري القيرواني (-488هـ) في قصيدة له يقول فيها:


    أَعَنِ الإغريضِ أم البَـرَدِضحِكَ المُتَعجّبُ منْ جَلَدي
    يا هاروتيَّ الطّرْفِ تُرىكمْ لَكَ نَفَثاتٌ فـي العُقَـدِ

    وهو أسبق من ابن الجوزي (-597هـ) بما يزيد عن مئة وتسع سنوات.
    وهاك مثالاً آخر لابن الأبّار البلنسي (-658هـ):


    بَيْتُهُ في الترْبِ رَسا وتَداًوعلى الأفلاكِ لهُ طُنُبُ

    ولفتيات الشاغوري (-615هـ):


    آهاً منْ هجْـرِكَ والإعْـراضِ وطولِ صدودِكَ والمَلَلِ
    لا بلْ واهاً لِسَجايا المَـلِـكِ الأفضَلِ نورِ الدين علي

    ولعلي بن القاسم الزيدي (-1096هـ):


    ودُّكَ قد صارَ يُكلّفُهُبِمَقالِ الشعْرِ ويُنطِقُهُ

    ولقد أحسنت أخي خشان بتصحيح بيت ابن الجوزي الثاني، إلا أن صحيح بيت شوقي هو:


    نتّخذُ الشمسَ له تاجـاوضَحاها عرشاً وهّاجا

    ومثله قوله:


    نبتدرُ الخيـرَ ونستبِـقُما يرضى الخالِقُ والخُلُقُ

    وله من نشيد النيل:


    جارٍ ويُرى ليسَ بِجارِلأنـاةٍ فيـهِ ووَقـارِ

    أما مَن ذكَرها من العروضيين القدماء فلم أجد غير ضياء الدين الحسني الراوندي (-560هـ)، وإنْ كان ذكْرها عنده لم يكن تسجيلاً واقعياً لورودها في الشعر، وإنما ظهرت لديه عَرَضاً وهو يولّد تفاعيله توليداً افتراضياً يقوم على تقليب مواضع المتحركات والسواكن، وقد عدّها تفعيلةً قائمة بذاتها، يتألف من تكرارها شعر متّزن، ومثّل لها بقوله:


    ليتَ حبيبِيَ ساعةَ أعرَضَأجمَلَ هجْرِيَ وهْوَ جميلُ

    وقوله من مسدسها:


    أبْقِ عليَّ حبيبِـيليسَ لِجَورِكَ دافِعْ
    جُرْتَ عليَّ فطَرْفيحيثُ ذكرْتًكَ دامِعْ

    سليمان ابو ستة
    يرى الأخ الشاعر العروضي محمود مرعي إمكانية لورود فاعلن مع فَعِلن التي تشترك مع فَعْلن في تشكيل بحر الخبب ، ويستشهد لذلك ببيت لابن الجوزي يقول فيه :
    أم أين التراب أما تربت.............. خداه ، أما سكن التربا
    ولا أدري إن كان قد شعر بنشاز في إيقاع هذا البيت المفرد ، أو تساءل بينه وبين نفسه عن سبب انفراده بهذه التفعيلة من دون أبيات القصيدة كلها ؛ بل من دون كل ما كتب على بحر الخبب من شعر عدا قصيدة الشاعر الكبير حنا إبي حنا ( وهي على العموم محاولة تجريبية لا نظن أن أحدا تابعه فيها على ذلك ) ، وكذلك لا أعتقد أن محمود مرعي إن كان كتب على بحر الخبب قد انزلق به الإيقاع إلى تفعيلة المتدارك هذه .
    لا أريد أن أقول أن في نسخ بيت ابن الجوزي المذكور تحريف أو تصحيف ، ولكن لا شك أن فيه التباسا سببه الخطأ في قراءة كلمة ( التراب ) بتخفيف الراء بدلا من تشديدها لتكون صيغة فعّال من الفعل ( ترّب ) بمعنى وضع عليه التراب ( مع أني لم أجد في المعاجم ذكرا لكلمة التراب مشددة الراء ) . يدلنا على هذا قوله في البيت السابق لهذا البيت من قصيدة ابن الجوزي :
    أفأين الجار أما قد جار.............فجارته حتى ذهبا
    فالحديث هنا عن ترّاب معطوف على جار وكلاهما بشر فهما يفنيان كما تفنى جميع الكائنات ولا وجه لاحتمال كون الكلمة هنا هي التراب الذي نخطو عليه . و ( تَرَبَت ) في هذا البيت فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره الدنيا المذكور في بيت سابق من القصيدة نفسها ولكن يظل في البيت خطأ نحوي في عدم نصب المفعول به وهو ( خداه ) .
    ما رأي أخي خشان الذي حاول أن يصلح البيت بافتراض حدوث تحريف في كلمة ( التراب ) فاستقام له الوزن ولكن المعنى ظل بعيدا .
    ثم إن في هذا البيت ـ بعد أن صححنا قراءته ـ حدوثا لتفعيلة ( فاعل ) وهي لا شك مقبولة في بحر الخبب ، وفيه نلاحظ أيضا زيادة سبب في الشطر الأول كما حدث في البيت الآخرالذي انتبه إليه الأخ محمود .
    أريد أن أزيد على ذلك شيئا ، وهو أن الشعراء المحدثين لم يجدوا حرجا في وزن الخبب من الإتيان بما يقارب وزن ( فَعَلَتَ ) كما لاحظ الدكتور علي يونس في كتابه " النقد الأدبي وقضايا الشكل الموسيقي الجديد " من قصيدة للشاعر مجاهد عبد المنعم مجاهد في قوله :
    كان اكتمل لها التكوين
    ثم تجيء لتستلقي بجوار رجال القرن العشرين
    ففي قوله ( لتستلقِيَ بِجِوار ) ما يمكن اعتباره سببين ثقيلين .
    بل لاحظت مجيء بعض الشعراء بأسباب ثقيلة أكثر مما جاء به الشاعر مجاهد ( وهو ما لا شك يحطم تصور وجود تفعيلة في هذا البحر ) ، يقول معين بسيسو :
    منذ خرجنا من تلك الحجرة فوق السطح
    سقط كحجر فوق الأرض الجرح
    إذ تجد في قوله ( سقط كحجر ) ثلاثة أسباب ثقيلة .
    **************
    اقتباس:
    فالحديث هنا عن ترّاب معطوف على جار وكلاهما بشر فهما يفنيان كما تفنى جميع الكائنات ولا وجه لاحتمال كون الكلمة هنا هي التراب الذي نخطو عليه . و ( تَرَبَت ) في هذا البيت فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره الدنيا المذكور في بيت سابق من القصيدة نفسها ولكن يظل في البيت خطأ نحوي في عدم نصب المفعول به وهو ( خداه ) .
    ما رأي أخي خشان الذي حاول أن يصلح البيت بافتراض حدوث تحريف في كلمة ( التراب ) فاستقام له الوزن ولكن المعنى ظل بعيدا .
    الأخوين الكريمين د. عمر خلوف والأستاذ سليمان أبوستة

    شجون حديثكما مونقة ولا يمل لكما مجلس

    أما عن كلمة (تِرْب ) فهي المماثلة أو المماثل في السن، فكأن الشاعر في مفترض قوله:

    أم أين التِّرْب أما تربت ................ خداه أما سكن التربا

    يعني : أين الصديق أما مات وتحول خداه (فاعل) إلى تراب أو اكتسى خداه بالتراب

    جاء في القاموس المحيط : تَرِبَ يَتْرَبُ تَرَباً :- المكان: كثر ترابُه.- الشيء: أصابه الترابُ؛ [ وهنا كل من المكان والشيء فاعل مرفوع]

    وقد قادتني رحلة في الموسوعة الشعرية إلى هذه الأبيات

    لعمر بن أبي ربيعة:

    فَقالَت لِأَترابٍ لَها اِبرَزنَ إِنَّني…………أَظُنُّ أَبا الخَطّابِ مِنّا بِمَحضَرِ

    لابن المعتز:

    قالَت لِأَترابٍ خَلَونَ بِها…………وَبَكَت فَبَلَّلَ دَمعُها النَحرا
    ما بالُهُ قَطَعَ الوِصالِ وَلَم………… يَسمَح زِيارَةَ بَينَنا شَهرا

    لابن المقرب العيوني:

    إِذا ما نِساءُ الحَيِّ رُحنَ فَإِنَّها……….لَها النَّظرَةُ الأُولى عَلَيهنَّ وَالعَقبُ
    تَحَيَّرَ فيها رائِقُ الحُسنِ فَاِغتَدَت………..وَلَيسَ لَها فيهِنَّ شَكلٌ وَلا تِربُ

    ولابراهيم طوقان:
    وَثمَ رمانة قَد اِضطَرَبَت ………. وَاِقتَرَبَت تربُها تَحذّرها
    تَقول اُختاه تَحتَنا لَهب………يَصهرنا دائِباً وَيَصهرها

    لشهاب الدين الخفاجي:

    لأنتَ تِرْبُ الغُصْنِ نَشْوانَ إذا………..أدارت السُّحْبُ له خَمْرَ النَّدَى

    ولمهيار الديلمي:
    نَمى المجدُ منهم كلَّ أغلبَ ناهضٍ………. له الحزم تِربٌ والحسامُ قرينُ

    وللدكتور أحمد رجائي في كتابه أوزان الألحان حديث عن الخبب بمصطلحات الموسيقى ( المفصل والموصل ) ما ستكون لي به إلمامة هنا إن شاء الله في هذه الصفحة المشعة بنوركما.
    ***********
    في قراءتي لبيت ابن الجوزي المثير للجدل اجتهدت في تتبع ما جرت به الدنيا ، مشيرا إلى أن من كان اعتاد أن يدفن الناس لم يلبث أن دفنته الدنيا ،واجتهد أخي خشان في تتبع حال المرء مع صديقه الذي يقاربه في العمر كيف يسبقه إلى سكنى الترب ( جمع تربة ) وكلانا في ذلك أفصح من ابن الجوزي في بيته المشكل ، مع أنه يجب ملاحظة ما نصت عليه المعاجم من أن الترب أكثر ما يكون في المؤنث وقد ذكّره أخي خشان كما لم ترد الكلمة بمعنى الصديق أبدا ، أضف إلى ذلك أن الخد مذكر وقراءة خشان تدل على تأنيثه .
    ذكرني هذا الكلام حول الاجتهاد في قراءة البيت بقول السجستاني مما أورده السيوطي في المزهر ، قال : " قرأ الأصمعي على أبي عمرو بن العلاء شعر الحطيئة ، فقرأ قوله :
    وغررتني وزعمت أنك لابن بالصيف تامر
    أي كثير اللبن والتمر ، فقرأها : لا تني بالضيف تامر ، يريد : لا تتوانى عن ضيفك تأمر بتعجيل القرى إليه ، فقال له أبو عمرو : أنت والله في تصحيفك هذا أشعر من الحطيئة !
    وهنا أراني قد ولجت منطقة من النقد اختص بها في المنتدى أستاذنا محمد . ب ، ولا بد أن عنده فصل المقال .
    **********
    واجتهد أخي خشان في تتبع حال المرء مع صديقه الذي يقاربه في العمر كيف يسبقه إلى سكنى الترب ( جمع تربة )

    كما لم ترد الكلمة بمعنى الصديق أبدا
    أخي سليمان
    حفظك الله ورعاك، وزادك علما وفضلا. وأراك جبرت في قولك الأول ما في عبارتي من عدم دقة، وأشرت إلى جوهر مقصدي وهو ورود كلمة ترب للدلالة على شخص.

    العروض ضروري للمحقق. ولدي ملاحظات كثيرة جدا بهذا الصدد حول " كل ما قاله ابن الرومي في الهجاء " للدكتورة نازك يارد يبين بعضها الأخطاء التي يمكن تلافيها بالاستعانة بالعروض. وتشجعني متابعتك على نشرها تباعا، قريبا بإن الله.

    يرعاك الله.
    ********
    ما بين القوسين [ ...] مني ، وليعذر القارئ طول [ تعليقي ] وتعدده فالغاية ربط الجزئيات بالمفهوم الكلي للرقمي وبيان مدى فائدته في تصوير التفاصيل ضمن نطاق شموليته.

    يقول الدكتور أحمد رجائي في الصفحة 87 من كتابه أوزان الألحان :" ولكن يبقى الإيقاع موصلا إذا كانت الأسباب خفافا كلها، ويصبح مفصلا إذا تضمنت سببا ثقيلا واحدا على الأقل محل السبب الخفيف. نظرا لتفاوت المدد الزمنية التي تفصل بين نقرات الإيقاع.

    وكان سبق ذلك في ص 66 قوله:" الفاصلة وتتالف من ثلاث متحركات وساكن [111ه= 1 3 = (2) 2 ]، أو من متحرك ووتد [ ظاهري] وقد يحسن أن نقول من متحركين [ سبب ثقيل ] وسبب خفيف .

    والفاصلة مقطع أساسي في الشعر فوزنها هو وزن بحر الخبب، وتدخل في البحرين الكامل والوافر، أما في الموسيقى فهي مقطع يمكن الإبقاء عليه أو إلغاؤه واعتباره مؤلفا من سبب ثقيل وسبب خفيف. [ والأدق أن نقول من سبب خببي – خفيف أو ثقيل فهما في الخبب متكافئان – وسبب بحري خفيف.]

    ويضيف في ص 68 : " وزحاف الفاصلة في الشعر يكون بتسكين المتحرك الثاني منها وبذلك تتحول ( لِمَلا ) إلى ( لمْلا) [ ودرجت في الرقمي إلى تخصيص تعبير الزحاف لحذف ساكن السبب البحري 2، أما هذا التغيير من سبب خفيف إلى ثقيل أو العكس فهو التكافؤ الخببي في السبب الخببي 2 ] كما أشرنا إلى أن من المسموحات الارتجالية إجراء التبادل بينهما لتساويهما في المدة الزمنية التي يستغرقها كل منهما. غير أن زحاف الفاصلة [ التكافؤ الخببي في سببها الأول ] هو التحول من الثقيل إلى الخفيف [ والقول باعتبار الثقيل أصلا يعني أن الكامل أصل الرجز في صورته 34 34 34 ، وهناك من اعتبر الرجز أصلا له ، والقول بالتكافؤ الخببي يعني أنهما كانا معا أو أنهما بحر واحد ] ويجب أن نعرف أن العكس أي إحلال السبب الثقيل مجحل الخفيف غير مسموح به في الشعر."
    ويضيف في الهامش:" ونرى ذلك مباحا عندما يقصد قول الشعر على الإيقاع الموسيقي. وقد فعل بعضهم هذا في قصائد من بحر الخبب، وجملته ( فعِلن) ومنهم نزار قباني في قصيدته المغناة :

    زيديني عشقا زيديني ........... يا أحلى نوبات جنوني

    ويتجلى ذلك في حركة الجيم في ( جنوني) حيث يقتضي الوزن العروضي أن يكون محلها ساكنا [؟] وقبلها قال نزار في قصيدته المغناة ( قارئة الفنجان):

    قالت يا ولدي لا تحزن .......... فالحب عليك هو المكتوبْ

    ويتجلى ذلك في حركة اللام في ( ولدي ) وها التصرف منتقد عروضيا [؟] مقبول موسيقيا. وإن المرء ليستحيي أن ينتقد شعرا سحر الجماهير ."

    إنتهى النقل.

    من انطلق من فهم العروض الرقمي يرى الأمر واضحا كل الوضوح. فالخبب إيقاع مستقل بذاته ولعله جد البحور الذي انطلقت منه جميعا، فهو جد البحور عروضيا وهو جامع مشترك بين أصل الإيقاع الشعري والإيقاع الموسيقي. والتخاب أي التكافؤ بين السببين الخفيف والثقيل في الشعر صنو التماثل فلما كانت كل مقاطع الخبب متماثلة جاز في كل منها، وامّحى التماثل المطلق بين مقاطع كافة البحور وبقي منه تماثل (كبير) بين وحدات أكبر في الكامل هي 4 3 وفي الوافر هي 3 4 ولكن في البحور التي تحوي 32 لم يبق تماثل كبير أو صغير، ولهذا بقيت صفة التخاب في السبب الأول من 2 2 في الكامل والوافر بخلاف السبب الثاني فهو بحري فكل سبب قبل الوتد بحري، وانعدمت صفة التماثل في 22 في بقية البحور ( لأنها تحوي 32 رمز الإيقاع البحري ) إلا ما كان في العجز بعد الأوثق. وما كان من ثماثل البحريين الصرفين المتقارب والمتدارك وهو تماثل ناف للتخاب من أصله لأن كل أسبابه بحرية



    وعليه تصبح لدينا الأصناف التالية من الأوزان :

    الخبب = 2 2 2 2 2 2 2 2

    الكامل = 2 2 3 2 2 3 2 2 3

    الطويل = 3 2 3 2 2 3 2 3 2 2

    المتدارك = 2 3 2 3 2 3 2 3


    السبب 2 ثقيل الزحاف أو لا يزاحف.
    **********
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان أبو ستة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    في قراءتي لبيت ابن الجوزي المثير للجدل اجتهدت في تتبع ما جرت به الدنيا ، مشيرا إلى أن من كان اعتاد أن يدفن الناس لم يلبث أن دفنته الدنيا ،واجتهد أخي خشان في تتبع حال المرء مع صديقه الذي يقاربه في العمر كيف يسبقه إلى سكنى الترب ( جمع تربة ) وكلانا في ذلك أفصح من ابن الجوزي في بيته المشكل ، مع أنه يجب ملاحظة ما نصت عليه المعاجم من أن الترب أكثر ما يكون في المؤنث وقد ذكّره أخي خشان كما لم ترد الكلمة بمعنى الصديق أبدا ، أضف إلى ذلك أن الخد مذكر وقراءة خشان تدل على تأنيثه .
    ذكرني هذا الكلام حول الاجتهاد في قراءة البيت بقول السجستاني مما أورده السيوطي في المزهر ، قال : " قرأ الأصمعي على أبي عمرو بن العلاء شعر الحطيئة ، فقرأ قوله :
    وغررتني وزعمت أنك لابن بالصيف تامر
    أي كثير اللبن والتمر ، فقرأها : لا تني بالضيف تامر ، يريد : لا تتوانى عن ضيفك تأمر بتعجيل القرى إليه ، فقال له أبو عمرو : أنت والله في تصحيفك هذا أشعر من الحطيئة !
    وهنا أراني قد ولجت منطقة من النقد اختص بها في المنتدى أستاذنا محمد . ب ، ولا بد أن عنده فصل المقال .



    أفأين الجار أما قد جار.............فجارته حتى ذهبا
    أم أين التراب أما تربت.............. خداه ، أما سكن التربا

    أخي وأستاذي الكريم سليمان أو ستة

    في حرصي على النهل من معينك ومعين أستاذي د. عمر خلوف، عثرت على هذا الموضوع الشيق، وبحثت عن قصيدة ابن الجوزي في الموسوعة فلم أعثر عليها.

    أكتفي بالبيتين الذين أرى أنهما على هذا النحو :

    أفأين الجار أما قد جا......(م).......رَ فجارته حتى ذهبا
    (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 ........(2) 2 (2) 2 2 (2) 2
    أم أين التِّرْب أما تربت.............. خداه ، أما سكن التربا
    2 2 2 2 (2) 2 (2) 2 ..........2 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2

    والبيت الثاني بلفظ الترّاب
    أم أين التّرّاب أما تربت.............. خداه ، أما سكن التربا
    2 2 2 2 2 (2) 2 (2) 2 ..........2 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2

    يزيد فيه وزن الصدر سببا عن الأسباب الثمانية المعهودة في شطر الخبب. وربما كان في هذا الأمر نظر لو أن سائر الأشطر كان الصدر فيها هكذا. أما أن يتفرد صدر واحد بزيادة سبب فأمر يدعو لإعادة النظر بهذا القول.

    فما رأيكم دام فضلكم ؟


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: في قضية نسبة المتدارك للأخفش /سليمان ابو ستة


    كم نحن محظوظون في هذا المنتدى بوجود العلمين الأخوين الأستاذ سليمان أبو ستة والدكتور عمر خلوف، فهما علاوة على تبحرهما في علم العروض محيطان به تاريخا واطلاعا على ما مضى من كتبه وما يجد منها.
    وإضافتي هنا لا تدخل في هذا الباب، بل تتناول ماهية هذا البحر ودلالة مصطلحه.
    فالذي ردده أكثر القدامى في حديثهم حول الوزن الجديد هو الوزنان:
    الأول:
    1 3 1 3 1 3 1 3، ومن شواهده في كتب العروض:


    أبكيت على طلل طربافشجاك وأحزنك الطلل


    والثاني:
    2 2 2 2 2 2 2 2، ومن شواهده في كتب العروض


    إنّ الدنيا قد غرتناواستهوتنا واسلهتنا

    وكذلك


    حقـا حقـا حقـا حقـاصدقا صدقا صدقا صدقا


    وهنا ثلاث ملاحظات:
    1- لم تدخل فاعلن 2 3 مع أي منهما
    2 – لم تختلط التفعيلتان 1 3 و 22
    3 – الوزن الأول فيه قابلية لدخول فاعلن= 2 3 وليس للوزن الثاني هذه القابلية.

    كان لنهجَي كل من د. أحمد مستجير ود. عمر خلوف وخاصة في تناوله لأول الدوبيت إضافة إلى كتاب د. أحمد رجائي ( موسيقى الألحان) فضل في اهتدائي إلى تعميم وجود إيقاعين مختلفين هما الإيقاع البحري والإيقاع الخببي ثم تنامى وعيي عليهما وعلى شروط تداخلهما قبل الأوثق وبعده في مبحث التخاب.

    ويظهر في كتب العروض شاهد آخر يبدو عليه التأليف ليكون شاهدا على المتدارك بوزنه على الدائرة 2 3 2 3 2 3 2 3 وهو :



    جاءنا عامرٌ سالما صالحـابعدما كان ما كان من عامر


    وإنه وإن كان كل من المتدارك والخبب وبقية الأسماء قد أطلقت على هذه الأوزان معا، فإنني في منتدى الرقمي درجت على إطلاق اللفظين التاليين على النحو التالي:
    المتدارك يختص بالبحر الذي يحوى 2 3
    الخبب يختص بالإيقاع الذي يمكن التعبير عن وزنه بأسباب خفيفة وثقيلة بحيث يخلو من الأوتاد سواء بالضرورة في حال 22 22 22 22 أو بالاستبعاد في حال 31 31 31 31

    ويبقى للأخوين الكريمين تحديد ظهور أول اختلاط بين 22 و 31 في بيت واحد وما أظنه إلا حديثا.

    البحر عند الخليل مقتصر على ما وجد عليه شعرا عند العرب.
    وعليه فإن المتدارك ليس ببحر حسب تعريف الخليل.

    وكأني قرأت – لا أذكر أين - بأن الخليل اعتبره من البحور المهملة ومن قال بهذا فربما أصاب مضمونا وأخطأ تعبيرا.
    ذلك أن الخليل في دوائره واع على ما لم يطرق العرب من إمكاناتها. ولكن تعبير البحور المهملة تعبير متأخر فقد ذكر الأستاذ محمود مصطفى في كتابه ( أهدى سبيل إلى علمي الخليل ) تحت عنوان ( ما أحدثه المولدون في أوزان الشعر وقوافيه) :

    فكل ما خرج عن الأوزان الستة عشر أو الخمسة عشر فليس بشعر عربي، وما يصاغ على غير هذه الأوزان فهو عمل المولدين الذين رأوا أن حصر هذه الأوزان في هذا العدد يضيق عليهم بحال [مجال] القول وهم يريدون أن يجري كلامهم على الأنغام الموسيقية التي نقلتها إليهم الحضارة ، وهذه لا حد لها، وإنما جنحوا إلى تلك الأوزان لأن أذواقهم تربت على إلفها ةاعتادت التأثر بها"

    وهذا الكلام وإن أفاد بالحداثة النسبية لتعبير البحور المهملة، إلا أنه يطرح التساؤلات التالية:
    1- هل المولدون هم الذين استحدثوا هذه الأوزان أم العروضيون.
    2- هل وسعت هذه الأوزان في مجال القول ؟
    3- هل هذه الأوزان مألوفة في لغات أخرى غير العربية ؟

    إن عدم الإجابة بدليل على هذه الأسئلة يرجح أن النظم على هذه الأوزان كان استقصاء للإمكانات المهملة على دوائر البحور وشأنها شأن ( جاءنا عامر سالما صالحا ).
    ومما لفت انتباهي قول المؤلف قبل ذلك: " وكان بحر المتدارك هو ما نفاه الخليل وأثبته الأخفش" فالخليل نفى البحر ولم يغفل عن وجود إمكان الوزن في الدائرة .

    وحول البيت :
    إن شواءً ونشوةً = وخبب البازل الأمونِ
    جاء عنه في العيون الغامزة على قضايا الرامزة: " استدرك بعضهم للبسيط عروضين إحداهما مجزوءة حذاء مخبونه أي :
    مستفعلن فاعلن متفْ ..........مستفعلن فاعلن فعولن "

    ووزن الصدر على أنه من البسيط بالأرقام هو :
    2 1 3 2 3 3
    ويمكننا اعتباره من المنسرح :
    باعتبار الصدر = 2 1 3 2 3 3 = مستعلن مفعلا تُمسْ

    ويكون البيت ( الرمادي محذوف ):

    مستفعلن مفعلات مس تفعلن ......... مستفعلن مفعلات مستف علن

    وعموما فإن ندرة مجيئ المخلع على 4 3 1 3 3 2 ( بخبن فاعلن ) تشي بقرابة أوثق مع المنسرح منها مع البسيط.


    وبحثت عن قول أذكر أني قرأته وفحواه أن الخليل أنكر المتدارك ونظم عليه ولم أهتد للمصدر.


    #4


    *******
    السلام عليكم

    نعم أستاذي خشان نحن محظوظون في هذا المنتدى بوجود هؤلاء الأعلام , وأظن أن هذا المنتدى فريد بحرصه على أن يكون منتدى علم ومعرفة وتعلم .
    أما قولك : "وبحثت عن قول أذكر أني قرأته وفحواه أن الخليل أنكر المتدارك ونظم عليه ولم أهتد للمصدر"
    فقد جاء في كتاب نور القبس للحافظ اليغموري ت 673 هـ

    وقال الخليل على وزن فَعْلُنْ فَعْلُنْ "من المتدارك":
    يعدو عمرو يستنهي من............ زيدٍ عند الفضل القاضي
    فانهوا عمراً إني أخشى........... صول الليث العادي الماضي
    ليس المرءُ الحامي أنفاً............... مثل المرءِ الصتْم الراضي
    وقال على وزن فَعِلُنْ فَعِلُن "من المتدارك":
    سُئلوا فأبوا فلقد بخلوا ............. ولبئس لعمرك ما فعلوا
    أبكيت على طلل طرباً................ فشجاك وأحزنك الطلل

    فالأبيات الأولى على وزن 2 2 2 2 2 2 2 2 , والأبيات الثانية على وزن 1 3 1 3 1 3 1 3

    وإذا تأملّنا الدوائر العروضية لعرفنا أن الخليل لم يغب عن باله وجود هذا الوزن ولكنه لم يعتبره شعراً لأنه لم يجد من نظم العرب على مثاله وإلا لكان وضع له اسماً مناسباً .

    وهنا عندي سؤال لأساتذتي الكرام أليس المتدارك بشكله فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن يمكن أن يكون بحراً مختلفاً عما اعتمده الحليّ : حركات المحدث تنتقل ..........فعلن فعلن فعلن فعلن
    ولماذا الإصرار على أنهما بحر واحد؟
    ***********
    للدكتور عبد المنعم خضر الزبيدي مقال نشر بمجلة " الثقافة العربية " الليبية قبل ربع قرن بالتمام والكمال ، وهو بعنوان " البحر المتدارك بين الخليل والأخفش " . وقد تضمن هذا المقال أفكارا تستحق الوقوف عندها لما تظهره من صلة كل من الخليل والأخفش ببحر المتدارك وذلك قبل ظهور كتابي أبي الحسن الأخفش وأبي الحسن العروضي محققين بعد سنوات من تاريخ نشر المقال ( 6 / 1981 ) ، ويسرني أن أقتطف فيما يلي بعضا من هذا المقال القيم آملا أن يجيب ما أثبته منه على سؤال أختنا الأستاذة رغداء زيدان :
    " جاء في الفصل الأول من كتابي " مقدمة لدراسة الشعر الجاهلي " الذي صدر مؤخرا أن الخليل بن أحمد كان قد وضع الوزنين أو البحرين " المتقارب " و " المتدارك " في دائرة عروضية رياضية فلكية واحدة دعاها " دائرة المتفق " ، وأنه اعتبر " المتدارك " وزنا مهملا ، إذ لم يجد للعرب شعرا عليه . ولكن الشائع في كتب العروض أن الخليل لم يذكر في هذه الدائرة سوى وزن واحد هو " المتقارب " وأن " المتدارك " وزن أو بحر كان الأخفش قد تداركه على الخليل ، وأنه يسمى لذلك " المتدارَك " بفتح الراء وليس بكسرها . وهذا خطأ شائع يردده كل من يكتب في العروض ...
    " لقد حاول الخليل أن يحصي في نظريته العروضية جميع الإيقاعات أو الأوزان المحتملة في العربية سواء أكانت مستعملة في شعر الشعراء أم لا . ولذلك ضمت أربع من دوائره الخمس ، التي تذكر بالكواكب الخمسة السيارة في علم الفلك القديم وتشير إليها ، أوزانا مستعملة أثبت لها شواهد وأمثلة من الشعر العربي ، وأخرى مهملة لم يجد لها أمثلة في هذا الشعر . ومن الحق أيضا أن بعض الأوزان التي اعتبرها مستعملة في الدائرة الرابعة ، وهي دائرة " المشتبه " كالمقتضب والمضارع والمجتث لم تكن مستعملة في الشعر الجاهلي والإسلامي الأول ، فصنع لها شواهد وأمثلة أخذها العروضيون عنه . وهو أمر وكده أبو العلاء المعري في كتاب
    " الفصول والغايات " حين عرض لهذه الأوزان الثلاثة ، فذكر أنها مفقودة في شعر العرب ،
    " وأنها قل ما توجد في أشعار المتقدمين " وقد " رفضها المتجزلون " . والكثير من الأوضاع أو الصور التي أثبتها لبحور الشعر العربي أوضاع وصور أملاها عليه نظام الدائرة الرياضي الفلكي ، ولا يوجد لها في الشعر العربي حتى عصره على أقل تقدير ، كما هو الأمر بالقياس إلى
    " المديد " و " الوافر " و " السريع " .
    ومن المؤكد عندي أن المتدارك مصطلح استعمله الخليل نفسه لوزن مهمل في الدائرة الخامسة ، وأن نطقه بكسر الراء وليس بفتحها ، أي كـ " المتقارب " سواء بسواء . ذلك أن الخليل دعا أوزان أو بحور كل دائرة ، باستثناء دائرة المشتبه ، التي يدل اسمها على اشتباهه أو شكه وارتيابه في طبيعة إيقاع أوزانها ، وهي عنده الدائرة الوحيدة التي يكون الوتد فيها " مفروقا " لا
    " مجموعا " ، دعا أوزان كل دائرة بأسماء متوافقة أو متوازنة في الصيغة والدلالة . فأسماء البحور في الدائرة الأولى وهي " الطويل " و " المديد " و " البسيط " على وزن " فعيل " ، وتدل جميعا على الطول والانبساط . وأسمى البحرين المستعملين في الدائرة الثانية " الوافر "
    و " الكامل " أي أنهما على وزن " فاعل " ، وهما متقاربان كذلك في الدلالة اللغوية . وأسماء بحور الدائرة الثالثة هي " الهزج " و " الرمل " و " الرجز " أي أنها على وزن " فعل " ودلالاتها المعنوية أو اللغوية متقاربة أيضا . كذلك فعل في أسماء الدوائر الخمس بين " مختلف "
    و " مؤتلف " و متفق " وبين " مجتلب " و " مشتبه " .
    ولقد أوضحنا في الفصل الأول من الكتاب أن كلا من مصطلحي " المتقارب " و " المتدارك " يدل على نوع من السير أو العدو يشير إلى تقارب الخطى أو تداركها فيه . ونضيف إلى ما ذكرنا من أمثلة بيتي كعب بن زهير الآتيين ، وفيهما ما يدل على أن " الدراك " كـ " التقريب " نوع من الإيقاع أو الوقع في السير . يقول كعب واصفا ناقته :
    عذافرة ، تختال بالرحل ، حرة ................ تباري قلاصا ، كالنعام الجوافل
    بوقع دراك ، غير ما متكلف ..................... إذا هبطت وعثا ، ولا متخاذل
    وقد شرح السكري البيت الثاني ، فقال : " يقول تباريهن بوقع من سيرها متدارك ، أي متواتر على قصد واحد لا تكلفه تكلفا ، ولا تحمل عليه ...
    ومما يؤكد أن الخليل هو الذي دل على البحر " المتدارك " أن مقياس أو تفعيلة هذا البحر مقلوب تفعيلة " المتقارب " . فتفعيلة " المتقارب " مؤلفة من وتد مجموع يليه سبب خفيف ، هكذا :
    " فعو + لن " أما تفعيلة المتدارك فمؤلفة من سبب خفيف يليه وتد مجموع ، هكذا : " لن + فعو" وتساوي " فاعلن " . ويدل على ذلك أيضا قول ابن خلكان في ترجمته للخليل في كتابه " وفيات الأعيان " : " وهو الذي استنبط علم العروض ... وحصر أقسامه في خمس دوائر ، يستخرج منها خمسة عشر بحرا ، ثم زاد فيه الأخفش " وهذا الأخفش هو الذي زاد في العروض بحر الخبب " ومعنى هذا أن الأخفش زاد " الخبب " وليس " المتدارك " ، وإن كان أصحاب العروض يخلطون بين الوزنين ، وأن الخليل كان قد أهمل " الخبب " ولم يذكره في دوائره .
    وسبب ذلك عندي أن تفعيلة " الخبب " تتألف من سببين خفيفين " فع لن ـــ ـــ " أو من سبب ثقيل يليه آخر خفيف " ف ع لن ن ن ــــ " أي أنها تفعيلة لا وتد فيها أو لا مركز لها . ووزن يقوم على تفعيلة لا وتد لها لا يندرج ضمن نظرية الخليل العروضية . ذلك أن الوتد عنده أس التفعيلة أو نواتها ، وهو الجزء الذي لا يجوز أن يقع فيه زحاف أو تغيير مهما كان طفيفا . ولذلك اعتبر الوحدات الإيقاعية أو المفاعيل التي تبدأ بوتد أصولا وتلك التي تبدأ بسبب فروعا ، وقدم الأولى على الثانية . ولكن هذا لا يعني أن الخليل لم يكن يعرف هذه التفعيلة والوزن الذي ينشأ عن تكرارها . فأبو الطيب اللغوي ( ت 340 و . ر ) يذكر في ترجمته للخليل في كتاب " مراتب النحويين " أن الخليل " أحدث أنواعا من الشعر ليست على أوزان العرب " ثم يروي في إسناد يرتفع إلى أبي علي إسماعيل بن محمد اليزيدي عن أصحابه أن للخليل بن أحمد قصيدة على
    " فَعِلن فَعِلن " ثلاثة متحركات وساكن ، وأخرى على " فَعْلن فَعْلن " بمتحرك وساكن . فالتي على ثلاثة متحركات وساكن قصيدته التي يقول فيها :
    سئلوا فأبوا فلقد بخلوا..............فلبئس لعمرك ما فعلوا
    أبكيت على طلل طربا.............فشجاك وأحزنك الطلل
    والتي على " فَعْلن " ساكنة العين قوله :
    هذا عمرو يستعفي من ........... زيد عن الفضل القاضي
    فانهوا عمرا إني أخشى........... صول الليث العادي الماضي
    ليس المرء الحامي أنفا........... مثل المرء الضيم الراضي
    فاستخرج المحدثون من هذين الوزنين وزنا سموه " المخلع " وخلطوا فيه من أجزاء هذا وأجزاء هذا ....
    ودليل آخر على أن " المتدارك " مصطلح عروضي أو إيقاعي كان الخليل قد استعمله لهذا البحر الذي ينسب إلى الأخفش ما ذكره الأخفش نفسه في كتابه المعروف بـ " كتاب القوافي" حين قال : " وقد وضع الخليل أسماء من الأفعال للقوافي ، منها ( فيعل ) و ( فاعل ) و ( فال ) و ( فيل ) فجعل كل واحد من ذا قافية . وهي ثلاثون قافية يجمعها خمسة أسماء : ( متكاوس ، متراكب ، متدارك ، متواتر ، مترادف ) "
    وبعد أن ذكر قوافي كل من المتكاوس والمتراكب قال : " وللمتدارك ست قواف ، وذلك كل قافية توالى فيها حرفان متحركان بين ساكنين "
    ووزنها " فاعلن ـــ ن ـــ " وتأتي مقياسا تاما منفردا حينا وجزءا من مقياس حينا آخر كما في
    " متفاعلن " و " مفاعلن " وذلك في بحري الكامل والرجز ، وهي " تفعلن " حين يكون المقياس
    " مستفعلن " في الرجز ويساوي " فاعلن " وهي " لن فعو " أو " لن فعل " في البحر المتقارب حين يكون مقياساه الأخيران " فعولن فعو " أو " فعولن فعل "...
    والمتواتر عند الخليل " كل قافية فيها حرف متحرك بين حرفين ساكنين " أي ما كان على وزن
    " فع لن ـــ ـــ " الذي هو مقياس الخبب أو تفعيلته ( وحدته الإيقاعية ) . وتكون قافية المتواتر مقياسا تاما منفردا كما في " مفاعيلن " و " فاعلاتن / فاع لا تن " و " مفعولن " و " فعولن " أي أن تفعيلة بحر الخبب هي مقياس القوافي في المتواتر، وأن تفعيلة البحر المتدارك هي مقياس القوافي في المتدارك .
    سليمان ابو ستة
    أخي الفاضل خشان ..
    أشكرك بدايةً على إطرائك الذي تغمر به محبيك..
    ولكنني أرجو أن تسقط ما بين الأخوة من كلفة .. فكلنا طلاب علم. غفر الله لنا ولكم، وعلّمَنا ما ينفع، ونفعنا بما نتعلم.
    وبعد فهذه نقاط حول الموضوع، ألتقطها من بحثيَّ عن الخبب والمتدارك، أرجو أن تضيف شيئاً ذا بال.
    • لقد كانت إشارة ابن عبد ربه (-328هـ) إلى المتدارك واضحةً في اعتباره بحراً (مهملاً) لم يأت عليه في الشعر أية شواهد، فقال:



    وبعدهـا خامسـة الدوائـرللمتقارب الذي في الآخـر
    ينفكّ منها شطرُهُ، وشطْـرُلَمْ يأْتِ في الأشعار منه ذكْرُ

    كما أشار إلى موضع انفكاكه من الدائرة، بقوله: "مهمل".
    فتعبير البحور المهملة قديم، وربما يسبق ابن عبد ربه ذاته.
    • وربما كان أبو الحسن العروضي (-342هـ) أقدم العروضيين المعروفين الذين ذكروا هذا البحر (مستعملاً)، عليه عدد من الشواهد القديمة، وسمّاه "الغريب". وإنْ أشار إلى أن قوماً غيره قد حملوا هذا الوزن على (مفعولاتن). إلا أن جميع ما أورده من شواهد كان على وزن الخبب لا المتدارك. وكانت معظم الشواهد التي أوردها تخلط بين تفعيلتيه (فعْلن وفعِلن) كما في قول الجنّي، من قصيدة يقال أنه مدح بها النبي (ص) ولم يبقَ منها سوى قوله:



    أشَجاكَ تشتّتُ شعْبِ الحَيِّفأنتَ لـهُ أرِقٌ وَصِـبُ

    وقول غيره:



    زُمَّتْ إبِلٌ للبَيْنِ ضُحـىًفي غَوْرِ تِهامةَ قد سلَكوا

    ومع ذلك فقد حمله على مهمل الخليل، على الرغم من قوله: إنه "مخالف لسائر أنواع الشعر" و"قد لحقه فساد في نفس بنائه"!
    • وربما كان الجوهري (-398هـ) أول من سماه (المتدارك)، وأصّل قواعدَه (الهشّة) المعروفة حتى اليوم.
    • إن الخليل رحمه الله تعالى، لم يخلط بين البحرين، فجعل ما جاء على (فاعلن) مهملاً ينفك من دائرة المتقارب، "لَمْ يأْتِ في الأشعار منه ذكْرُ"، وما جاء على (فعلن) مستعملاً، ربما كَتَب عليه شعراً، ولكنه لم يستطع أن يضبط قواعده، لشموسه وتأبّيه على معظم القواعد والأصول التي انتظمت عليها بحوره الشعرية الأخرى، فاطّرحه، وأعرض عنه، تاركاً حبله على غاربه.
    وهكذا يصبح يقيناً أن دعوى وجوده في الشعر العربي كان يقصد به الخبب لا المتدارك، وأن الحديث عن المتدارك إنما يُقصد به الخبب لا غير، وأنّ الخلط بينهما إنما هو من صنع العروضيين لا الشعراء. بل إن ما كُتب على المتدارك حديثاً لم يخلط فيه الشعراء بين هذين الوزنين المتمايزين.
    • وكلمة إلى الأخت رغداء ..
    لقد كفاني أخي سليمان الإشارة إلى مصدر ما ينسب للخليل من أبيات، وصحيح روايتها، وإن كنت أشك في تسميتهم للبحر باسم المخلع، ولعل ذلك من أوهام النسخ.
    • وكلمة أخيرة إلى أخي سليمان ..
    • فلو كان الأمر متعلقاً بتسمية المتدارك وصحيح نطقه لكان تعليل الدكتور عبد المنعم خضر الزبيدي صحيحاً، ولكن الباحث تغاضى عن كون الخليل لم يُسمّ أياً من البحور المهملة الأخرى، فلماذا جاء (الممتد) غير متوافق مع المديد والطويل والبسيط في دائرته، و(المتوفر)؛ غير متوافق مع الوافر والكامل في دائرته؟. وذلك على الرغم من لفتته اللطيفة إلى توافق أسماء بحور الدائرة الواحدة، وأسماء الدوائر، والقوافي، مما يدلل مرة أخرى على عبقرية العروضي الأول، وعقليته الفذة.

    د. مخلوف
    أخي الكريم د. عمر خلوف

    شكرا للمعلومات الموثقة.

    وجدت هذا الموضوع للأخ محمود مرعي، وأهم ما لفت انتباهي فيه أن ابن الجوزي قد أورد فاعلُ = 112 في شعر له.

    وكنت قرأت لأخي سليمان أبو ستة أن شوقي سبق نازك في هذا في قوله ( من الذاكرة فمعذرة إن أخطأت ):


    تتخذ الملك لها تاجا ...........والشمس سراجا وهاجا

    2 11 - 2 2 1 3 2 2 .....................2 2 1 3 2 2 2 2


    وبيت ابن الجوزي:

    ومليكا في صولة دولته ............ أضحى في الحفرة مغتربا
    1 3 - 2 2 - 2 11 - 2 11 - 2 ............2 2 2 2 1 3 1
    3

    ويلاحظ زيادة الصدر بسبب عن العجز.

    وقوله :

    أم أين التراب أما تربت ................ خداه أما سكن التربا

    2 2 2 3 1 3 1 3 ................2 2 1 3 1 3 1 3
    ولعل الصواب:

    أم أين التِّرْب أما تربت ................ خداه أما سكن التربا

    2 2 2 2 1 3 1 3 ................2 2 1 3 1 3 1
    3

    وبكلمة تِرْب يستقيم الوزن والمعنى.

    http://mahmod22.jeeran.com/rad.htm

    [web]http://mahmod22.jeeran.com/rad.htm[/web]
    أخي خشان ..
    لا فض فوك ..
    في بحثي عن الخبب، أثرت مشكلة (فاعِلُ)، وذكرتُ أن من تحدّث عنها إنما كان يعتبرها ابتكاراً جديداً لم يرد في شعر القدماء، ولا سجّلها العروض القديم. وشككت في ذلك كلّه. فهي أقدم كثيراً مما يدّعون، ولأنها من خصائص الخبب كان لا بد لها من الظهور. وعلى الرغم من ضياع معظم قصائد الخبب القديمة فهاكَ مثالاً وجدته عند أشهر شعراء الخبب؛ الحصري القيرواني (-488هـ) في قصيدة له يقول فيها:


    أَعَنِ الإغريضِ أم البَـرَدِضحِكَ المُتَعجّبُ منْ جَلَدي
    يا هاروتيَّ الطّرْفِ تُرىكمْ لَكَ نَفَثاتٌ فـي العُقَـدِ

    وهو أسبق من ابن الجوزي (-597هـ) بما يزيد عن مئة وتسع سنوات.
    وهاك مثالاً آخر لابن الأبّار البلنسي (-658هـ):


    بَيْتُهُ في الترْبِ رَسا وتَداًوعلى الأفلاكِ لهُ طُنُبُ

    ولفتيات الشاغوري (-615هـ):


    آهاً منْ هجْـرِكَ والإعْـراضِ وطولِ صدودِكَ والمَلَلِ
    لا بلْ واهاً لِسَجايا المَـلِـكِ الأفضَلِ نورِ الدين علي

    ولعلي بن القاسم الزيدي (-1096هـ):


    ودُّكَ قد صارَ يُكلّفُهُبِمَقالِ الشعْرِ ويُنطِقُهُ

    ولقد أحسنت أخي خشان بتصحيح بيت ابن الجوزي الثاني، إلا أن صحيح بيت شوقي هو:


    نتّخذُ الشمسَ له تاجـاوضَحاها عرشاً وهّاجا

    ومثله قوله:


    نبتدرُ الخيـرَ ونستبِـقُما يرضى الخالِقُ والخُلُقُ

    وله من نشيد النيل:


    جارٍ ويُرى ليسَ بِجارِلأنـاةٍ فيـهِ ووَقـارِ

    أما مَن ذكَرها من العروضيين القدماء فلم أجد غير ضياء الدين الحسني الراوندي (-560هـ)، وإنْ كان ذكْرها عنده لم يكن تسجيلاً واقعياً لورودها في الشعر، وإنما ظهرت لديه عَرَضاً وهو يولّد تفاعيله توليداً افتراضياً يقوم على تقليب مواضع المتحركات والسواكن، وقد عدّها تفعيلةً قائمة بذاتها، يتألف من تكرارها شعر متّزن، ومثّل لها بقوله:


    ليتَ حبيبِيَ ساعةَ أعرَضَأجمَلَ هجْرِيَ وهْوَ جميلُ

    وقوله من مسدسها:


    أبْقِ عليَّ حبيبِـيليسَ لِجَورِكَ دافِعْ
    جُرْتَ عليَّ فطَرْفيحيثُ ذكرْتًكَ دامِعْ

    سليمان ابو ستة
    يرى الأخ الشاعر العروضي محمود مرعي إمكانية لورود فاعلن مع فَعِلن التي تشترك مع فَعْلن في تشكيل بحر الخبب ، ويستشهد لذلك ببيت لابن الجوزي يقول فيه :
    أم أين التراب أما تربت.............. خداه ، أما سكن التربا
    ولا أدري إن كان قد شعر بنشاز في إيقاع هذا البيت المفرد ، أو تساءل بينه وبين نفسه عن سبب انفراده بهذه التفعيلة من دون أبيات القصيدة كلها ؛ بل من دون كل ما كتب على بحر الخبب من شعر عدا قصيدة الشاعر الكبير حنا إبي حنا ( وهي على العموم محاولة تجريبية لا نظن أن أحدا تابعه فيها على ذلك ) ، وكذلك لا أعتقد أن محمود مرعي إن كان كتب على بحر الخبب قد انزلق به الإيقاع إلى تفعيلة المتدارك هذه .
    لا أريد أن أقول أن في نسخ بيت ابن الجوزي المذكور تحريف أو تصحيف ، ولكن لا شك أن فيه التباسا سببه الخطأ في قراءة كلمة ( التراب ) بتخفيف الراء بدلا من تشديدها لتكون صيغة فعّال من الفعل ( ترّب ) بمعنى وضع عليه التراب ( مع أني لم أجد في المعاجم ذكرا لكلمة التراب مشددة الراء ) . يدلنا على هذا قوله في البيت السابق لهذا البيت من قصيدة ابن الجوزي :
    أفأين الجار أما قد جار.............فجارته حتى ذهبا
    فالحديث هنا عن ترّاب معطوف على جار وكلاهما بشر فهما يفنيان كما تفنى جميع الكائنات ولا وجه لاحتمال كون الكلمة هنا هي التراب الذي نخطو عليه . و ( تَرَبَت ) في هذا البيت فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره الدنيا المذكور في بيت سابق من القصيدة نفسها ولكن يظل في البيت خطأ نحوي في عدم نصب المفعول به وهو ( خداه ) .
    ما رأي أخي خشان الذي حاول أن يصلح البيت بافتراض حدوث تحريف في كلمة ( التراب ) فاستقام له الوزن ولكن المعنى ظل بعيدا .
    ثم إن في هذا البيت ـ بعد أن صححنا قراءته ـ حدوثا لتفعيلة ( فاعل ) وهي لا شك مقبولة في بحر الخبب ، وفيه نلاحظ أيضا زيادة سبب في الشطر الأول كما حدث في البيت الآخرالذي انتبه إليه الأخ محمود .
    أريد أن أزيد على ذلك شيئا ، وهو أن الشعراء المحدثين لم يجدوا حرجا في وزن الخبب من الإتيان بما يقارب وزن ( فَعَلَتَ ) كما لاحظ الدكتور علي يونس في كتابه " النقد الأدبي وقضايا الشكل الموسيقي الجديد " من قصيدة للشاعر مجاهد عبد المنعم مجاهد في قوله :
    كان اكتمل لها التكوين
    ثم تجيء لتستلقي بجوار رجال القرن العشرين
    ففي قوله ( لتستلقِيَ بِجِوار ) ما يمكن اعتباره سببين ثقيلين .
    بل لاحظت مجيء بعض الشعراء بأسباب ثقيلة أكثر مما جاء به الشاعر مجاهد ( وهو ما لا شك يحطم تصور وجود تفعيلة في هذا البحر ) ، يقول معين بسيسو :
    منذ خرجنا من تلك الحجرة فوق السطح
    سقط كحجر فوق الأرض الجرح
    إذ تجد في قوله ( سقط كحجر ) ثلاثة أسباب ثقيلة .
    **************
    اقتباس:
    فالحديث هنا عن ترّاب معطوف على جار وكلاهما بشر فهما يفنيان كما تفنى جميع الكائنات ولا وجه لاحتمال كون الكلمة هنا هي التراب الذي نخطو عليه . و ( تَرَبَت ) في هذا البيت فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره الدنيا المذكور في بيت سابق من القصيدة نفسها ولكن يظل في البيت خطأ نحوي في عدم نصب المفعول به وهو ( خداه ) .
    ما رأي أخي خشان الذي حاول أن يصلح البيت بافتراض حدوث تحريف في كلمة ( التراب ) فاستقام له الوزن ولكن المعنى ظل بعيدا .
    الأخوين الكريمين د. عمر خلوف والأستاذ سليمان أبوستة

    شجون حديثكما مونقة ولا يمل لكما مجلس

    أما عن كلمة (تِرْب ) فهي المماثلة أو المماثل في السن، فكأن الشاعر في مفترض قوله:

    أم أين التِّرْب أما تربت ................ خداه أما سكن التربا

    يعني : أين الصديق أما مات وتحول خداه (فاعل) إلى تراب أو اكتسى خداه بالتراب

    جاء في القاموس المحيط : تَرِبَ يَتْرَبُ تَرَباً :- المكان: كثر ترابُه.- الشيء: أصابه الترابُ؛ [ وهنا كل من المكان والشيء فاعل مرفوع]

    وقد قادتني رحلة في الموسوعة الشعرية إلى هذه الأبيات

    لعمر بن أبي ربيعة:

    فَقالَت لِأَترابٍ لَها اِبرَزنَ إِنَّني…………أَظُنُّ أَبا الخَطّابِ مِنّا بِمَحضَرِ

    لابن المعتز:

    قالَت لِأَترابٍ خَلَونَ بِها…………وَبَكَت فَبَلَّلَ دَمعُها النَحرا
    ما بالُهُ قَطَعَ الوِصالِ وَلَم………… يَسمَح زِيارَةَ بَينَنا شَهرا

    لابن المقرب العيوني:

    إِذا ما نِساءُ الحَيِّ رُحنَ فَإِنَّها……….لَها النَّظرَةُ الأُولى عَلَيهنَّ وَالعَقبُ
    تَحَيَّرَ فيها رائِقُ الحُسنِ فَاِغتَدَت………..وَلَيسَ لَها فيهِنَّ شَكلٌ وَلا تِربُ

    ولابراهيم طوقان:
    وَثمَ رمانة قَد اِضطَرَبَت ………. وَاِقتَرَبَت تربُها تَحذّرها
    تَقول اُختاه تَحتَنا لَهب………يَصهرنا دائِباً وَيَصهرها

    لشهاب الدين الخفاجي:

    لأنتَ تِرْبُ الغُصْنِ نَشْوانَ إذا………..أدارت السُّحْبُ له خَمْرَ النَّدَى

    ولمهيار الديلمي:
    نَمى المجدُ منهم كلَّ أغلبَ ناهضٍ………. له الحزم تِربٌ والحسامُ قرينُ

    وللدكتور أحمد رجائي في كتابه أوزان الألحان حديث عن الخبب بمصطلحات الموسيقى ( المفصل والموصل ) ما ستكون لي به إلمامة هنا إن شاء الله في هذه الصفحة المشعة بنوركما.
    ***********
    في قراءتي لبيت ابن الجوزي المثير للجدل اجتهدت في تتبع ما جرت به الدنيا ، مشيرا إلى أن من كان اعتاد أن يدفن الناس لم يلبث أن دفنته الدنيا ،واجتهد أخي خشان في تتبع حال المرء مع صديقه الذي يقاربه في العمر كيف يسبقه إلى سكنى الترب ( جمع تربة ) وكلانا في ذلك أفصح من ابن الجوزي في بيته المشكل ، مع أنه يجب ملاحظة ما نصت عليه المعاجم من أن الترب أكثر ما يكون في المؤنث وقد ذكّره أخي خشان كما لم ترد الكلمة بمعنى الصديق أبدا ، أضف إلى ذلك أن الخد مذكر وقراءة خشان تدل على تأنيثه .
    ذكرني هذا الكلام حول الاجتهاد في قراءة البيت بقول السجستاني مما أورده السيوطي في المزهر ، قال : " قرأ الأصمعي على أبي عمرو بن العلاء شعر الحطيئة ، فقرأ قوله :
    وغررتني وزعمت أنك لابن بالصيف تامر
    أي كثير اللبن والتمر ، فقرأها : لا تني بالضيف تامر ، يريد : لا تتوانى عن ضيفك تأمر بتعجيل القرى إليه ، فقال له أبو عمرو : أنت والله في تصحيفك هذا أشعر من الحطيئة !
    وهنا أراني قد ولجت منطقة من النقد اختص بها في المنتدى أستاذنا محمد . ب ، ولا بد أن عنده فصل المقال .
    **********
    واجتهد أخي خشان في تتبع حال المرء مع صديقه الذي يقاربه في العمر كيف يسبقه إلى سكنى الترب ( جمع تربة )

    كما لم ترد الكلمة بمعنى الصديق أبدا
    أخي سليمان
    حفظك الله ورعاك، وزادك علما وفضلا. وأراك جبرت في قولك الأول ما في عبارتي من عدم دقة، وأشرت إلى جوهر مقصدي وهو ورود كلمة ترب للدلالة على شخص.

    العروض ضروري للمحقق. ولدي ملاحظات كثيرة جدا بهذا الصدد حول " كل ما قاله ابن الرومي في الهجاء " للدكتورة نازك يارد يبين بعضها الأخطاء التي يمكن تلافيها بالاستعانة بالعروض. وتشجعني متابعتك على نشرها تباعا، قريبا بإن الله.

    يرعاك الله.
    ********
    ما بين القوسين [ ...] مني ، وليعذر القارئ طول [ تعليقي ] وتعدده فالغاية ربط الجزئيات بالمفهوم الكلي للرقمي وبيان مدى فائدته في تصوير التفاصيل ضمن نطاق شموليته.

    يقول الدكتور أحمد رجائي في الصفحة 87 من كتابه أوزان الألحان :" ولكن يبقى الإيقاع موصلا إذا كانت الأسباب خفافا كلها، ويصبح مفصلا إذا تضمنت سببا ثقيلا واحدا على الأقل محل السبب الخفيف. نظرا لتفاوت المدد الزمنية التي تفصل بين نقرات الإيقاع.

    وكان سبق ذلك في ص 66 قوله:" الفاصلة وتتالف من ثلاث متحركات وساكن [111ه= 1 3 = (2) 2 ]، أو من متحرك ووتد [ ظاهري] وقد يحسن أن نقول من متحركين [ سبب ثقيل ] وسبب خفيف .

    والفاصلة مقطع أساسي في الشعر فوزنها هو وزن بحر الخبب، وتدخل في البحرين الكامل والوافر، أما في الموسيقى فهي مقطع يمكن الإبقاء عليه أو إلغاؤه واعتباره مؤلفا من سبب ثقيل وسبب خفيف. [ والأدق أن نقول من سبب خببي – خفيف أو ثقيل فهما في الخبب متكافئان – وسبب بحري خفيف.]

    ويضيف في ص 68 : " وزحاف الفاصلة في الشعر يكون بتسكين المتحرك الثاني منها وبذلك تتحول ( لِمَلا ) إلى ( لمْلا) [ ودرجت في الرقمي إلى تخصيص تعبير الزحاف لحذف ساكن السبب البحري 2، أما هذا التغيير من سبب خفيف إلى ثقيل أو العكس فهو التكافؤ الخببي في السبب الخببي 2 ] كما أشرنا إلى أن من المسموحات الارتجالية إجراء التبادل بينهما لتساويهما في المدة الزمنية التي يستغرقها كل منهما. غير أن زحاف الفاصلة [ التكافؤ الخببي في سببها الأول ] هو التحول من الثقيل إلى الخفيف [ والقول باعتبار الثقيل أصلا يعني أن الكامل أصل الرجز في صورته 34 34 34 ، وهناك من اعتبر الرجز أصلا له ، والقول بالتكافؤ الخببي يعني أنهما كانا معا أو أنهما بحر واحد ] ويجب أن نعرف أن العكس أي إحلال السبب الثقيل مجحل الخفيف غير مسموح به في الشعر."
    ويضيف في الهامش:" ونرى ذلك مباحا عندما يقصد قول الشعر على الإيقاع الموسيقي. وقد فعل بعضهم هذا في قصائد من بحر الخبب، وجملته ( فعِلن) ومنهم نزار قباني في قصيدته المغناة :

    زيديني عشقا زيديني ........... يا أحلى نوبات جنوني

    ويتجلى ذلك في حركة الجيم في ( جنوني) حيث يقتضي الوزن العروضي أن يكون محلها ساكنا [؟] وقبلها قال نزار في قصيدته المغناة ( قارئة الفنجان):

    قالت يا ولدي لا تحزن .......... فالحب عليك هو المكتوبْ

    ويتجلى ذلك في حركة اللام في ( ولدي ) وها التصرف منتقد عروضيا [؟] مقبول موسيقيا. وإن المرء ليستحيي أن ينتقد شعرا سحر الجماهير ."

    إنتهى النقل.

    من انطلق من فهم العروض الرقمي يرى الأمر واضحا كل الوضوح. فالخبب إيقاع مستقل بذاته ولعله جد البحور الذي انطلقت منه جميعا، فهو جد البحور عروضيا وهو جامع مشترك بين أصل الإيقاع الشعري والإيقاع الموسيقي. والتخاب أي التكافؤ بين السببين الخفيف والثقيل في الشعر صنو التماثل فلما كانت كل مقاطع الخبب متماثلة جاز في كل منها، وامّحى التماثل المطلق بين مقاطع كافة البحور وبقي منه تماثل (كبير) بين وحدات أكبر في الكامل هي 4 3 وفي الوافر هي 3 4 ولكن في البحور التي تحوي 32 لم يبق تماثل كبير أو صغير، ولهذا بقيت صفة التخاب في السبب الأول من 2 2 في الكامل والوافر بخلاف السبب الثاني فهو بحري فكل سبب قبل الوتد بحري، وانعدمت صفة التماثل في 22 في بقية البحور ( لأنها تحوي 32 رمز الإيقاع البحري ) إلا ما كان في العجز بعد الأوثق. وما كان من ثماثل البحريين الصرفين المتقارب والمتدارك وهو تماثل ناف للتخاب من أصله لأن كل أسبابه بحرية



    وعليه تصبح لدينا الأصناف التالية من الأوزان :

    الخبب = 2 2 2 2 2 2 2 2

    الكامل = 2 2 3 2 2 3 2 2 3

    الطويل = 3 2 3 2 2 3 2 3 2 2

    المتدارك = 2 3 2 3 2 3 2 3


    السبب 2 ثقيل الزحاف أو لا يزاحف.
    **********
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان أبو ستة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    في قراءتي لبيت ابن الجوزي المثير للجدل اجتهدت في تتبع ما جرت به الدنيا ، مشيرا إلى أن من كان اعتاد أن يدفن الناس لم يلبث أن دفنته الدنيا ،واجتهد أخي خشان في تتبع حال المرء مع صديقه الذي يقاربه في العمر كيف يسبقه إلى سكنى الترب ( جمع تربة ) وكلانا في ذلك أفصح من ابن الجوزي في بيته المشكل ، مع أنه يجب ملاحظة ما نصت عليه المعاجم من أن الترب أكثر ما يكون في المؤنث وقد ذكّره أخي خشان كما لم ترد الكلمة بمعنى الصديق أبدا ، أضف إلى ذلك أن الخد مذكر وقراءة خشان تدل على تأنيثه .
    ذكرني هذا الكلام حول الاجتهاد في قراءة البيت بقول السجستاني مما أورده السيوطي في المزهر ، قال : " قرأ الأصمعي على أبي عمرو بن العلاء شعر الحطيئة ، فقرأ قوله :
    وغررتني وزعمت أنك لابن بالصيف تامر
    أي كثير اللبن والتمر ، فقرأها : لا تني بالضيف تامر ، يريد : لا تتوانى عن ضيفك تأمر بتعجيل القرى إليه ، فقال له أبو عمرو : أنت والله في تصحيفك هذا أشعر من الحطيئة !
    وهنا أراني قد ولجت منطقة من النقد اختص بها في المنتدى أستاذنا محمد . ب ، ولا بد أن عنده فصل المقال .



    أفأين الجار أما قد جار.............فجارته حتى ذهبا
    أم أين التراب أما تربت.............. خداه ، أما سكن التربا

    أخي وأستاذي الكريم سليمان أو ستة

    في حرصي على النهل من معينك ومعين أستاذي د. عمر خلوف، عثرت على هذا الموضوع الشيق، وبحثت عن قصيدة ابن الجوزي في الموسوعة فلم أعثر عليها.

    أكتفي بالبيتين الذين أرى أنهما على هذا النحو :

    أفأين الجار أما قد جا......(م).......رَ فجارته حتى ذهبا
    (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 ........(2) 2 (2) 2 2 (2) 2
    أم أين التِّرْب أما تربت.............. خداه ، أما سكن التربا
    2 2 2 2 (2) 2 (2) 2 ..........2 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2

    والبيت الثاني بلفظ الترّاب
    أم أين التّرّاب أما تربت.............. خداه ، أما سكن التربا
    2 2 2 2 2 (2) 2 (2) 2 ..........2 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2

    يزيد فيه وزن الصدر سببا عن الأسباب الثمانية المعهودة في شطر الخبب. وربما كان في هذا الأمر نظر لو أن سائر الأشطر كان الصدر فيها هكذا. أما أن يتفرد صدر واحد بزيادة سبب فأمر يدعو لإعادة النظر بهذا القول.

    فما رأيكم دام فضلكم ؟


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. المتدارك في السنسكريتية
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-19-2017, 05:26 PM
  2. كتاب القوافي للأخفش pdf
    بواسطة عبد الله راتب نفاخ في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-24-2015, 07:54 PM
  3. قضية الأمة المركزية لا قضية (الشرق الأوسط)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-30-2013, 10:33 AM
  4. حصن سليمان.. حجارة ضخمة لا يحملها إلا جنّ النبي سليمان!!
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان السياحة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-06-2009, 03:30 AM
  5. قضية سارية قضية مهمة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-03-2006, 08:03 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •