حنين إلى زمن الشعر




أعصر هذا الرأس الكئيب

و قد جفت غدرانه

و اصفر بستانه

و أضحى مزابل ذكريات

سكنته الصراصير تقزز ني

سحقته الأعاصير تفر مني

أعصره علني

في المزابل ألقى شظايا الكلمات

بالية مصغرة كرنات نحيب

أو فتات حروف ضائعة

شاحبة كسماء في شهر نوفمبر

يا و يحي أين فحولة الكلمات؟

أين تلك الشموس الساطعة؟؟

سكن الشعر القبر فتيتم المنبر

أيامها كنت ر غم الو تبات

محتفظة بتباتي

أيامها كنت هزبرا

و القوافي عريني..

يا ويحي

أشكو نضوب البحر للسماء

كيف يخلد شعرا أكتبه بالماء؟؟

و أخططه حلما على أمواج الهواء؟

كيف يكون للعاجز أبناء

و قد طلق العروس قبل البناء

يا ويحي و يا جرحي

أمعقول

أأنا المسؤولة؟؟

أن تصبح رعشاتي من غير مذاق؟

و مغازلتي القوافي طقوس نفاق؟

أن تصبح الأحلام غرابية النعقات؟

و تمسح لغتي رموز لواطية النبرات؟

*******

زبانية تجتاح قصائدي

فيصبح ر أسي عبئا على الوسادة

تستوطن قسرا فضاءات لساني

تمنحني مدادا

و تشربني أقداحا

تنسيني أهلي و عنواني

تجعل شعري دياجي دامسات

متغنيا في عيون المومسات

*******

أيتها الكلمة الفاحلة انتصبت عاليا كنخلة

تساومينني سوء العذاب

تذبحين الإلهام

تستجين لسانا مصابا بالزكام

أصبحت فرعونة

فاللهم أسالك المعونة

أشرح الصدر و يسترسل الجواب...




******

الهزبر يموت

الهزبر لا ترهبه الصحاري

سأعيد كتابة أشعاري

بمداد الإصرار

سأعاود رعشات الفحولة

ببراءة أيام الطفولة

و لساني كالحمام أحرره

من أقفاص السكوت

وحلمي لا بد ازجره

أن كان فضلا أن يموت.