حصن سليمان.. المعبد الأثري القديم المصدر : آنا البني 17/04/2009 (حصن سليمان) حصنٌ أثري قديم، يقع في حضن جبل النبي صالح من الجهة الغربية، ويبعد 20 كم عن بلدة دريكيش و56 كم عن مدينة طرطوس، و6 كم عن بلدة سبة، ويرتفع 950 م عن سطح البحر. الحصن عبارة عن سور بحجارة ضخمة، ويتوسط المكان هيكل للمعبد الأثري.
.
سمّي الحصن قديماً -وفق نصوص الكتابات اليونانية المكتشفة في الحرم الكبير للمعبد- «بيت خيخي»، ما يعني بيت الآلهة، أو بيت «سيسي»، حيث يقال إنَّ هذه التسمية جاءت نسبة إلى الإله الأكبر (بيتو سيسي)، الذي كان يعتبر الإله الشافي من الأمراض عند الرومان. ويطلق على هذا المعبد أيضاً لقب «حصن معبد البعل»، نسبة إلى الإله بعل، ومازالت بقربه قرية باسم «بتعلوس». وفي الجذر الروماني، فإنَّ البعل كان يقال له البعلوس، وكان هناك إمبراطور يدعى (اليجا بعلوس)، حاول إدخال عبادة الإله بعل إلى روما.
تسمية الحصن
أما تسمية الحصن الحالية (حصن سليمان)، فتعود إلى صدر الاسلام، ويقال إنَّ الاسم نسبة إلى (سلمان بن ربيعة) الذي كان في جيش أبي عبيدة الذي عسكر عند هذا الحصن أثناء غزوه بلاد الشام، أو نسبة إلى (سلمان بن أبي الفرات بن سلمان) على ما ورد في السفر الثالث من معجم البلدان لياقوت الحموي.
ويعود تاريخ بنائه الأول إلى زمن الأرواديين (مملكة أرواد)، حيث كان معبراً لهم، وهناك أدلة تشير إلى أنه كان موجوداً في العصر الهلنستي، ثم تحوَّل في العصر الروماني إلى معبد للإله زيوس بتوسسيان.
أما بناؤه الحالي فيعود إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين. يحيط بالمعبد سور مستطيل طوله 144م وعرضه 90م، شُيّد بحجارة ضخمة 8-10م طولا، وبارتفاع 4م. يقع المدخل الرئيسي في الضلع الشمالي، يصل منه الداخل إلى المعبد بدرج تتخلله سطحان فوقَ إحداهما مذبحٌ لتقديم النذور، وفي شمال هذا المعبد أطلال يطلق عليها اسم الدير، لأنها كانت كنيسة في العصر البيزنطي.
ويمتاز حصن سليمان بالكتابات والنقوش التي زيَّنت السور والمعبد والجدران، وكذلك بالمحاريب الصدفية والتماثيل. معالم الحصن
معالم الحصن الأثرية..
¶ من أهم المعالم الأثرية في حصن سليمان:
ـ المعبد:
ويمتد على شرفتين أرضيتين، حيث يقع الحرم الأكبر أدنى من الحرم الأصغر المتصل به مباشرة على بعد 50 م في الشمال الغربي، وتأخد جدران الحرم الكبير شكلا مستطيلا باتجاه شمال جنوب، وينتصب هيكل المعبد أعلى نقطة من منتصف الحرف، حيث توجد أساسات وآثار على جانب جهته الشرقية كان يقوم عليها في السابق مذبحٌ كبيرٌ، وتتكون جميع الأبنية من حجر كلسي ذي لون رمادي أبيض مأخوذ من الصخور الأرضية البارزة في الموقع. يمتاز المعبد بالتناظر الخارجي الدقيق، ويتمّ الصعود إليه على مرحلتين، حيث نصعد سبع درجات من أحد الجانبين إلى مدخل عريض، ثم نصعد 25 درجة وسط ركام لنصل إلى الأعلى. ولاتزال بقايا المعبد، التي خلَّفها الزلزال، صامدة من الجهة الجنوبية والغربية نسبياً، وفي قسم من الجهة الشرقية.
ـ السور الخارجي:
وهو مستطيل الشكل من الجنوب إلى الشمال، أبعاده 144* 90 م، يقع على أرض منبسطة، أحجاره ضخمة جداً، انهارَ بعضها من الجهة الغربية بفعل حتّ السيول وبعضها سقط بفعل الزلازل المتكررة. ويمتاز السور بأنّ له قاعدة صخور منحوتة بدقة متناهية رغم حجمها الكبير.
ـ البوابات:
توجد في كلّ جانب من جوانب السور بوابة يتمُّ العبور من خلالها إلى حرم المعبد. والبوابات الأربع غير مرتبة، جميعها بشكل محور كامل لا باتجاه بعضها البعض ولا باتجاه المعبد، وتختلف كذلك من حيث الحجم ومن حيث التجهيزات. إذا كان لبوابتي الجهة الشرقية والقريبة نفس الحجم تقريباً، فإنَّ البوابة الشمالية تفوق بأبعادها البوابات الأخرى