السلام عليكم
أقدم رؤيه نقديه وليس دراسة لأنها لم تتكئ على مدارس نقديه إنما رؤيه أدبيه مني كقارئه عاديه .
وهكذا نبدأ:
ديوان /العطر المالح /غانم بو حمّود
من القطع الصغير/160 صفحه/طباعة مكتبة الأسد
ديوان شعر نثري أعتبره أولا وأخيرا متفرد في شاعريته ..الموضوعيه..
اشكر الكاتب إهدائه لي الكتاب وطلبه لرؤيتي وأعتبره وساما وشرف كبير.
ذيل آخر الكتاب:
قالت: ليكن ذنبك أكبر
ليكن صمتك أطول
ليكن جوعك أكفر
غير أني لن أسامح صوتك الغافي ولا قيثارتك الأبكم

تمهد لك هذه الجمل فاتحة نصوص خاصه جدا ومشاعر متميزة فعلا.
وقد لفت نظري هذه القصيدة:
طفوله:
القمر في ماء الدلو فطيرة
تغري الطفله
قامت عن طبق العشاء
لم تغضب لأن الطعام فاتها
غضبت لانها لم تعرف
كيف سرقت الفطيرة
وليس من احد سواها
يشرب من ماء الدلو

هنا نجد انفسنا امام نسج شاعري لنص يشي بحس قصصي بارع...
ولم لا يكون الشعر قصّا؟
نجده عبر عدة قصائد:
خوف/ذكراها الاول/..
في قصيدة في ذكراها الأول
جميل قصيرة تشي بحياة ريفيه ضخمه حافله بالعطاء:
ماتت الفلاحه
لكن حليب بقرتها
ظل أبيض.

بعض النصوص نحت للحكميه لو جاز التعبير او بالاحرى لتعطينا حكمه هي أقرب للمثل اللغوي منه للقصيدة ويبقى راياًخاصا يفتح للكل قارئ بسط رؤيته الخاصه:
نجده في قصيدة الحسد:
الحسد:
مخلوق كيميائي
خرج عن طاعة السديم ليتثائب.
في مختبرات الشياطين
إجابة لم يسبقها سؤال

نلمس عند الكاتب غانم قوة لغويه واختزاليه كبيرة تختصر جملا يمكن قولها في كل مقام لكنها تعطي صورة عن مقدرة أدبيه فريده.ونسجت بمحض خيال إبداعي خلاق ومقدرة إنشائيه تريح القارئ وتترك له فضاءات تفكير ودغدغات عاطفيه تخصه حتى.
في هذا الديوان:
مزج الكاتباو الشاعر:
بين الواقعيه في المضمون والخيال..وهذه مفارقه تميز فيها الكاتب في نصوصه, واعطته قربا من القارئ وقواسم مشتركه بينهما.
والسؤال أخيرا بعد رؤيه متواضعه:
هل سينحى الشعر مستقبلا مظهرا اختزاليا فعلا؟ عبر عصر ينحو للاختزال في كل شيئ؟
تحيتي أخيرا للكاتب والشاعر غانم بو حمود مع تقديري
وأتمنى ان اكون قد وفيت الكتاب والكاتب حقه.
وأرحب بوجهات النظر
السبت 19 كانون الثاني 2008