ربما عشت ضعف عمرك لو كنت مؤدبا !!

ملف مرفق 1136ملف مرفق 1137
بعدما أخبره طبيبه عن إصابته بمرض خطير وأن يومه قد اقترب و حياته قاب قوسين أو أدنى من الانقضاء خرج يمشي مشية الحائر الذاهل وقد نسج الألم على وجهه غبرة مطلقاً لعبرته سبيلها, يئن أنينا محزنا قد حمل هماً عظيماً وبينما هو يسير هائما على وجهه أراد أن يشرب ماء لجفاف في ريقه أصابه بعد الخبر الكارثة وعندما دلف إلى البقالة وإذا به يجد صاحبها يضرب طفلا صغيرا ضربا مبرحا فاستفظع مافعل الرجل فلم يتردد في إطلاق النار عليه فأراده قتيلا , ثم خرج واستقل سيارة أجرة وقد قابله السائق بازدراء واحتقار مما دفعه إلى إطلاق رصاصة عليه , وبعدها وجد نفسه في سيرك عالمي يزور مدينته فأراد أن يروح عن نفسه وانتظم في طابور شراء التذاكر وساءه ما شاهد من فضاضة أحد الباعة مع الجمهور فاستقبح سلوكه فتتبعه عندما خرج وباغته برصاصة أودت بحياته.و العجيب أن الرجل كان يسألهم جميعا قبل أن يقتلهم عن أعمارهم ,وبعدما يجيبون عليه يرد عليهم : ربما عشت ضعف عمرك لو كنت مؤدبا! وكان يترك بجانب كل ضحية ورقة كتب فيها: لو كان لطيفاً لعاش أطول! وبعد سلسلة من الحوادث ذاع صيت الرجل في المدينة وانتشر خبره وتناقل الرواة ما يفعله فدبَّ الذعر في قلوب الناس وخصوصا الغير مهذبين والصفقاء خشية أن يكونوا ضحاياه القادمين فربما التقوا بهذا الرجل ذات يوم فيؤدبهم على سوء خلقهم بالقتل ! مما دفعهم أن يكونوا أكثر لطفا وأرق تعاملا و تهذيبا مع الآخرين مما جعل اللطف يعم وينتشر بين الناس في المدينة !
ماذا تختار؟

من تلك القصة الرمزية أقول: اختر أما الموت أو اللطف
!ّفاللطف والأدب وحسن التعامل مع الآخرين هو عمرٌ ثانٍ طويل من حيث بركة العمر وعظم الجوائز المكتسبة , و أجدني أحيانا عاجزا عن إيجاد تفسير منطقي لغلظة البعض وقسوته وتعامله العنيف مع الجميع فلا تجد أحدا قد سلم منه ولا من سوء خلقه فلا تراه إلا متجهما و إذا ما خالفت رأيه رماك بجارح الكلام و إذا ذهبت غير مذهبه جرعك مسموم كلامه مغلظا لك في الخطاب!
وهذه النوع من البشر تعقبه غلظته ندما وتجلب عليه وبالا وتنتج له شرا
ويذكر في هذا أن غنيا كان شديد الكبر عظيم الصلف احتقر أحد حاملي الأمتعة في أحد المطارات , وبعد أن غادر التاجر أتى أحد المسافرين يواسي العامل فقال له العامل مبتسماً: لاتقلق سيدي هو يريد لوس انجلوس وأمتعته ستذهب إلى نيويورك!

تحذير
كما أن اللطف لايعني إذلال النفس أو احتقار الذات أو الاستكانة والانهزامية والركض نحو إرضاء الآخرين أو موافقتهم في جميع أرائهم فالشخص اللطيف يطالب بحقه ويعبر عن رايه ويقول لا في وقتها ويتصدى لهجوم الحمقى والأغبياء ولكن بأدب وحزم ودون رفع للصوت أو التلفظ بكلمات نابية أو جرح شعور الآخرين!

ملف مرفق 1138