تغريبة السحاب

جمعيني من الأسى بالتأسي
قد تخطَّى الشَّتَات آناءَ حسي
نوبةُ الطين أعجزتْ صفوَ مائي
عن تبنِّي الخروجَ من طَوْرِ نفس
إن لغز انتفاضة الماء لغزٌ
فكُّهُ غَصَّةٌ تلوب بإنسي
أولُ الانعتاقِ للضوء أنثى
زيَّنتْ خلوة الأيادي بطقس
كم قميصا أذيقه البابَ حتى
يستطيع العزيز تفصيلَ بأسي
أعزلَ الصبر للمعاناة دمعي
جاء واليتم فوق أهداب خرس
طاعنٌ في حواصل الموج غيمي
فمتى يفهمَ النواعيرَ غرسي؟
كي أراني مغردا في خيالي
بجناح يحوم خارج رأسي
غارقٌ بالسؤال أبحث عني
أين حلمي ، وأيُّنا غيرُ منسي؟
يا التي من ملوحة اليوم تشكو
بينما الملحُ خلف عينيَ يمسي
فوَّض السكر غربتي بامتلاكي
من ربيعي إلى عناقيد يأسي
واستعارت خطاي قنديل حزن
فيه مال السبيل عني لأمسي
مرَّ جرح تخطَّفته القوافي
فاعتراني الجنون من نزف حدسي
هل أنا الآن بين نعشي وموتي
والتَّعازي يقيمها مهد رمسي؟
كيف للمفردات تعرف أيني
وهي بين العتاب والبين تمسي؟
ربما تنجب الصحارى يراعا
والمعاني تكون في رحم فأس
لا تقولي افتقدتُ عنوان ذاتي
أو تآمرت ضد قلبي لحبسي
من خَشاش الهموم يقتات ليلي
هل لفجري أنامل عند لمسي؟
عدتُ من آخر الكوابيس وحدي
حافيََ الضوء فوق عكَّازِ شمس
حصِّني البعدَ من رفاتي فإني
أعلم البينَ، فاقدَُ الوصلِِ، يُنسي
إنها بدعة المناديل تبكي
صبِّريها عن الأسى بالتَّأسي
هذه شرعة الدوالي خمور
وانطلاق إلى الفضاء بكأس
قاصر الطيش مخدعي فاستعيدي
من مخدَّاتِه محطَّاتِ أنسي
فوق سفح العتاب شمَّست ذنبا
كنت أخفيه بين همسي وهمسي
أرشديني إليكِ قد ضعتُ مني
لم أجدني على مساحات نفسي