وصلتني قراءة لقصتي الكسيرة من أختي المكرمة الأديبة الناقدة لميس الإمام يسعدني أن أضعها بين يدي القراء مع وافر شكري وتقديري للغالية لميس الإمام.
الاخت الفاضلة زاهية البحر...
يا غاليتي قد قمت بعمل رائع ..مختلف..كدأبك في كتابة نصوصك العميقة..
لقد سمحت لنفسي بالمثول امام نصك الاجتماعي الذي يحمل قضية هامة
بهذه القراءة المتواضعة...
الكاتبة الرائعة زاهية البحر بدأت قصتها القصيرة بعنوان ومقدمة يضعان القارئ أمام يقين النهاية باختزال ، نهاية اللحظة الـميتة ، نتيجة لنزوة ذكورية ادت الى انكسارات الابنة بانكسار يتبعه انكسار بدءا من مثولها لاوامر الام انتهاءا بانكسار الام امام مصير الابنة.... إنها سرابات القهر، وسرابات العبثية، الى حد الاستهتار .
الكسيرة ، قصة سردية حكائية ، مرسومة الخطوات والتفاصيل باختزال ملحوظ زودتني كمتلقي بحيثيات يقينية أبصِر الـهدف والفكرة التي في سياقها، بوقائع مـجسدة للحظات نهايتها متوقعة (الموت طوعا لدرء الفضيحة)..
صيغة الـمشهد سيناريو متميز بالتقطيع ، مع عبقرية المونتاج ، ، فكل الاحداث المغرقة في الانكسار منذ بداية النص الى نهايته حتى تلك التي طالت الطرف الاساسي وانا اعتبره الام كبطلة لهذاا لنص والتي تصورتها الجلاد في المقام الاول بدور مُعَدٌّ كخلفية سلوكية في محيط يتعامل مع السلبية والتهاون في التربية.. .
كذلك اللغة عند زاهية البحر جاءت بها كرؤس الاقلام المتوارية الصامتة خلف توقع حدسية المتلقي، نرى سلبية النتيجة باستلاب قواعد الاخلاق عند بعض البشر ، الفواصل ايضا جاءت في سياق السرد كأخبار منهمرة خبرا يلي ما قبله وكأنه موجزا للاخبار، هذه الـحقائق الـخالية والمليئة من كل شيء بكونها حقائق أخلاقية للاغتصاب الملفع بمثول الضحية لقهر المغتصب جاءت بها بتلوين الـمشهد باللون الأساسي وهو لون المثول الضعفي لانثى لاتقوى على قول كلمة لا الا بتعبير تساقط العبرات من عينيها اقرارا بأن: ارحميني يا امي لا اريد الذهاب الى دكان حسام.
إن هذه القضية الاجتماعية لم تأتي صُدْفة فهي نزوة ذكورية في مجتمع مركزه رجل مستغل لأنوثة مرغمة على الاختيار المضطرب الاضطراري الذي يُخفي حذرا كامناً فـي الـمصير المنتظر إنه تجمع لانكسارات متتالية.
اختي الغالية زاهية لم اقم بقراءة لاي نص من نصوصك من قبل ..لعلي اكون قد وفقت بهذه القراءة المتواضعة لتنال رضاك...
مودتي وتميناتي لك بالتوفيق دائما..
لميس الامام
أيها الأعزاء يسعدني أن أضع هنا قراءة للقصة وللنقد الذي قامت به الأخت الفاضلة المبدعة لميس الإمام ، قدَّمها مشكورًا أخي المكرم الإنسان الكبير الأستاذ جمال النجار.
اختى الفاضلة الأستاذة زاهية بنت البحر
استاذتي الفاضلة الاستاذة لميس الإمام
عندما يجتمع اسمان كبيران فى القيمة مثل اسميكما فى رحاب عمل أدبي واحد
عندها يجب ان نتوقف كثيرا
ليس لنتمتع بالعمل الأدبي فقط
بل لنتعلم أيضا
نتعلم كيف يكتب الأدب من أختي الفاضلة الأستاذة زاهية
ونتعلم كيف نقرأ ذلك الأدب ونتفاعل معه من أستاذتي الفاضلة الأستاذة لميس
بداية بدأت أختي الفاضلة الأستاذة زاهية درسها الأول لنا باسم العمل ( الكسيرة ) حيث جاء فى كلمة واحدة، ولكنها احتوت فى ثنايا حروفها كل معنى القصة
وجسدت الهدف منها فقد احتى اسم العمل الأدبي على تلك الرسالة التى تريد الأستاذة زاهية أن تصل إلى القارىء فى كلمة واحدة
وهو درس أتمنى أن يتعمله كل المهتمين بالأدب
فاسم العمل الأدبي يجب أن يحتوي كل فكرة النص ويحتوي تلك الرسالة التى يريد الأديب أن يرسلها إلى القارىء
فمع الأسف الشديد
أرى الكثير يجهلون هذه البديهية الأدبية
فتاتي أسماء أعمالهم ولا علاقه لها بالنص
بل قد تعطي إيحاء للقارىء بمعنى معين وعندما يدخل إلى النص يجد أشياء أخرى لا علاقة لها بهذا الاسم نهائيا
ويكتشف القارىء أنه كان ضحية خدعة غبية من الكاتب
بعض الكتاب يفعلها متعمدا عن غباء
والبعض عن جهل
وإلى هؤلاء وهؤلاء أقول: تعلموا هذا الدرس جيدا
فالأدب عمل جاد ورسالة حقيقة تساهم فى تشكيل وعي المتلقي
ثم كان الدرس الثاني من أختي الفاضلة الأستاذة زاهية
درس فى الأدب وعفة الكلمة ورقيها
فلننظر معا إلى هذه الكلمات
أنهى تلبية طلبات الزبائن على عجل، وهي ماتزال مسمرة في الباب لاتحرك ساكنًا.
-ادخلي ..
دخلت خلفه من باب يودي من الدكان إلى بيته.. أغلق الباب وراءه.
الحادث هنا واضح وصريح
وقد عبرت عنه الأستاذة زاهية بطريقة أوفت الشرح فيها حتى فهم المتلقي بدون أى مجهود طبيعة الحدث
ولكن
كيف عبرت عن ذلك؟
بارقى الكلمات وأكثرها حياءا وعفة
وبذلك هدمت كل أكاذيب من يهتكون عفة الكلمة وحياءها بدعوى أن الحدث يستلزم ذلك
إنه درس حقيقي أتمنى أن يدركه الجميع
فالأديب المتمكن يستطيع أن يتعرض لكل الأحداث ويناقش كل القضايا بمفردات لغوية وأسلوب لغوي يحافظ للكلمة على حيائها وعفتها
أما اللجوء الى الإسفاف والابتزال بدعوى طبيعة الحدث
فهو فى حقيقته إفلاس من الكاتب
ثم كان الدرس الثالث من أختى الفاضلة الاستاذة زاهية
درس فى تلك الرساله التى يجب أن يحملها الادب
فقد ناقشت فى قصتها الرائعه معنى الانكسار الإنساني
حالة الانكسار والاستسلام التى يعيش فيها بعض البشر وكأنهم فقدوا القدرة على الرفض
فقدوا القدرة على قول لا
وأصبحوا يسيرون فى طريقهم الذى يختراه لهم الآخرون
وكان اختيارات الآخرين قدر إلهى ليس من حقهم الاعتراض عليه
وهى حاله عامه تصيب فرادى البشر كما تصيب الشعوب والأمم
ولو نظر كل منا بدقة حوله لاكتشف الكثير من تلك الحالات الانسانية تعيش بيننا
ولو نظر كل منا حوله لاكتشف شيوع هذه الحالة فى الكثير من شعوبنا
ولكن أختى الفاضله الأستاذه زاهية، اختارت أن تعرض تلك القضية من خلال شخصية فتاة
وجاء اختيارها لهذا الثوب ليحمل قضيتها قمة فى العبقرية
فقد استطاعت أن تحفز القارىء وتشعل نيران غضبه ليرفض حاله الانكسار حتى نكاد نصرخ- ونحن نقرأ القصة- فى الفتاه توقفي
ارفضي
من حقك ان تقولي لا
وبانفجار هذه المشاعر الغاضبة داخل القارىء يكون الكاتب قد وصل الى قمة العبقرية وتأكد أن رسالته وصلت إلى القارىء
تحية وتقدير لأختى الفاضلة الأستاذة زاهية
الرائع أن تقوم استاذتي الفاضلة الاستاذة لميس الإمام بعمل دراسة لتلك القصة
وهنا يجب أن نتوقف قليلا
لنتعلم الدرس الأول
كيف نقرأ الأدب
حيث بدأت الاستاذة لميس دراستها العبقرية الرائعة بهذه الجملة
يا غاليتي قد قمت بعمل رائع ..مختلف..كدأبك في كتابة نصوصك العميقة
فهنا تؤكد الاستاذة لميس أن المعروض علينا مجرد نص للأستاذه زاهية قامت بكتابته وليس سرد لحادث شخصي
وهو خطأ كبير يقع فيه الكثيرون عندما يقومون بشخصنة النصوص الأدبية ويتصورون أن الكاتب يتكلم عن حادث شخصي مر به أو مر به أحد المقريبن منه
وهو درس أتمنى أن يدركه ويتعلمه كل من يتصدى لقراءة الأعمال الأدبية
ثم نصل إلى الدرس الثاني
فلم تتوقف الأستاذة لميس عند ظاهر الحرف فى قراءتها للقصة، بل غاصت إلى المعنى الذي أرادات الكاتبة إيصالبه للمتلقي
فنرى كيف فعلت ذلك بقولها
انكسارات الابنة بانكسار يتبعه انكسار بدءا من مثولها لأوامر الأم انتهاءا بانكسار الأم أمام مصير الابنة.... إنها سرابات القهر، وسرابات العبثية،
إنها القضية التى أرادت الكاتبة تسليط الأضواء عليها بقصتها
قضيه الانكسار
وهنا يجب أن نتعلم من الأستاذه لميس ألا نتوقف عند ظاهر الحرف بل نحاول أن نبحث عن القيمة والقضية الحقيقة التى تحملها الكلمات
إنه درس أتمنى مخلصا أن نتعلمه جميعا حتى يحقق الأدب رسالته، ولا نكتفي فقط بمجرد الإعجاب بظاهر الحروف
ثم ياتى الدرس الثالث من الأستاذه لميس ليكون من نصيب من يهوى النقد الأدبي، ويريد أن يتعلم كيف يكون ناقدا
فقد قامت بتسليط الأضواء على كل أركان النص الأدبي
من مفردات وأسلوب وأحداث
لم تكتفِ ببعض كلمات المجاملة
بل قامت بالإبحار فى النص لتكشف كل مواطن الجمال فيه
وتكشف اكتمال أركان العمل الأدبي
وتوضح للقارىء ما خفته الكلمات بين ثنايا حروفها
فجاء النقد ليكون جزءا أساسي من العمل الأدبي
وهذه هي مهمة النقد الأدبي الحقيقة
أن ياخذ بيد القارىء ليعرفه على مواطن الجمال فى النص الأدبي وأن يشرح له ويوضح له ما قد تخفيه الكلمات فى ثنايا حروفها
فللاسف يتصور البعض أن النقد الأدبي مجرد بعض كلمات المجاملة والإشادة بالكاتب دون أن يدرك القارىء أسباب هذه الاشادة
ويتصور البعض الآخر أن النقد هو أن يقوم الناقد بهدم الكاتب وتجريحه وتجريح العمل دون أن يدرك القارىء السبب فى ذلك
لقد تعلمنا من الأستاذة لميس المعنى الحقيقى للنقد الأدبي
اختى الفاضلة الأستاذة زاهية
أستاذتى الفاضلة الأستاذة لميس الإمام
لا توجد كلمات يمكن أن توفيكما حقكما علينا من الشكر على ما تعلمناه فى رحاب هذه القصة وهذه الدراسة
فائق تقديري واحترامي
جمال النجار
وتتابع العزيزة لميس النص وما يقال فيه فتقول
الاخت المكرمة زاهية البحر
كم أسعدني هذا التواصل الجاد بين كاتب وناقدين
ليخرج هذا العمل كالؤلؤ من محاراته..
نعم كما أوضح أستاذنا الكبير جمال النجار
أن النص عملا أدبيا وليس سيرة ذاتية للكاتب
وقد قمت بكل حذاقة أختي الكريمة زاهية
بكل ما قلّ ودل..لتطرحي قضية هامة جدا
هي إحدى ظواهر الإهمال التربوي الاجتماعي
ونحن لا نبرئ الأم ولا نبرئ الابنة التي تنصاع بكل
سذاجة وهي الأنثى الناضجة لشد وجذب
يمكنها التعامل معهمها بشكل إيجابي لا بسلبية
المغلوب على أمره..
هي ذي الحياة مانزال نعيش فيها ..إلا وتعلمنا درسا
تلو درس في الأخلاق واحترام الذات وصيانة العفاف..
..فما أبدع من روت وعرضت قضية
لبلوغ الهدف المنشود بإبداع حقيقي..
غاليتي زاهية...
أشكر لك وأشكر الأستاذ جمال على هذا الغوص
العميق في مدارج النص وقراءته ونقده..
لكما أتقدم بكل التقدير والاحترام لشخصيكما الكريمين
و لاحترامكما الرائع
للكلمة وما يقال فيها...
مودتي الخالصة فتقبلاها مشكورين
لميس الإمام