هكذا يفهم عملاء أمريكا معنى (المواشي)
في الوقت الذي تهلل فيه مراكز البحوث الأمريكية وتبشر بمستقبل عالمي أفضل تُشَاع فيه مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويُصار الى عالم ليبرالي يقود الى مرحلة نهاية التاريخ و (خاتم البشر)، نرى فيه أن رواد وطلائع التبشير بهذا المستقبل، لا تطيق فيه وجود من يفهم ويُقَدِر ويحترم نفسه.
ومن كان يتصفح الوجوه الذي كان الرئيس الأمريكي السابق يستمد القوة منهم، لعرف أن شخصا كجورج بوش قليل المعرفة لا يحب أن يستعين إلا بأمثاله، فهو الذي أجاب عندما سُئل عن (طالبان) فترة ترشيحه الأولى أجاب: أعتقد أنها فرقة موسيقية موجودة في (سان فرانسيسكو) وعندما سُئل عن الرئيس اليوغسلافي، أجاب إنه (تيتو: وقبل يومين اتصل معي بالهاتف).
لن نطيل عليكم، فالذي نحن بصدده الآن هو قصة (أقسم أحدهم أنها حدثت بحضوره)، والمكان هو أحد الأقضية ( القضاء: وحدة إدارية أدنى من المحافظة) في دولة من تلك الدول التي نذرت أمريكا نفسها لتخليصها من الظلم والجهل والفقر والاستبداد وتحويلها لواحة ديمقراطية يُحتذى حذوها في المنطقة.
ومن المعروف أن تلك البلد، قد أصبحت الرتب العسكرية من فئة فريق أول الى لواء ركن ونزولا الى عقيد، تمنح خلال أيام وأحيانا خلال دقائق. كما أن شهادات الدكتوراه والماجستير والأخيرة يتعفف الجهلة عن قبولها، فهم يريدون شهادات أعلى، حتى لو لم يكونوا قد اجتازوا الابتدائية.
تقول القصة: أن مدير (قضاء) من أولئك الذين لا يكادون (يفكون الخط) قد تلقى كتاباً من وزارة الزراعة يُطلب فيه تقريراً يبين أعداد المواشي في القضاء. فهو يريد أن يكون ديمقراطياً (على الطريقة الأمريكية) ولا يريد أن يستعجل في الإجابة دون استشارة مستشاريه الذين انتقاهم بذكاء، بحيث يكون باستمرار متفوقاً عليهم.
سألهم: ماذا تعني كلمة (مواشي)؟
تلفت الفطاحلة الى بعضهم البعض، وتجرأ واحدٌ منهم على الإجابة..
سيدي: مواشي يعني أولئك الناس الذين يمشون مع الدولة ويؤيدونها..
فهز رأسه: أعلم ذلك .. ليس هذا ما أسأل عنه.. بل أسأل عن الكيفية التي سنجيب بها..
ثم انبرى بنفسه وقال: لماذا أسألكم فأنتم مجموعة من الجهلة.. وأمر كاتباً كان يجلس في حضرته..
ـ أكتب .. كل أهل (القضاء) مواشي، عدا مجموعة ضيقة من الإرهابيين، الذين يدعون المقاومة، ونحن بصدد تصفيتهم!